الترا تونس - فريق التحرير

أكدت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية، أن تسجيل صفر إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، لخمسة أيام متتالية، لا يعني أن تونس تجاوزت مرحلة الخطر ووصلت إلى بر الأمان ولكن تمكنت من الإحاطة بالفيروس.

وأضافت بن علية، في حوار للقناة الوطنية الأولى، بث مساء الخميس 14 ماي/ أيار 2020، أن تونس تسير على الطريق الصحيح إذا تواصل تطبيق الإجراءات التي تم اتخاذها، مبرزة أن إجراءات الحجر الصحي كانت نتائجها إيجابية لكن لا يمكن القول إنه تم القضاء على المرض.

نصاف بن علية: ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية المتمثلة في تطبيق التباعد الجسدي ووضع الكمامات وغسل اليدين

وأوضحت أن النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها كانت بفضل الإجراءات التي اتخذها الدولة التونسية والتزم بها التونسيون رغم بعض الإخلالات والتي أدت إلى إحداث حلقات عدوى، مذكرة أن هذا الأمر دفع إلى إخضاع التونسيين العائدين من الخارج للحجر الصحي الإجباري وإلى إيواء المصابين في مراكز بسبب عدم الالتزام بالحجر الصحي الذاتي كي تتكفل بهم فرق طبية من جهة، وللحد من العدوى، فضلًا عن إخضاع المخالطين لحالات مؤكدة للحجر الصحي الذاتي.

وشددت بن علية على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية المتمثلة في تطبيق التباعد الجسدي ووضع الكمامات وغسل اليدين بصفة مستمرة أو استعمال المعقم، مشيرة إلى أنه يجب أن يستمر تسجيل صفر إصابات جديدة لمدة 40 يومًا حتى يمكن القول إنه تمت السيطرة على الوضع داخل تونس.

وبيّنت أن تونس اليوم عادت إلى المرحلة التي كانت عليها بداية شهر مارس/ آذار المنقضي، إذ من الوارد أن تسجّل حالات إصابة مستوردة وذلك مع تواصل إجلاء التونسيين العالقين بالخارج، موضحة أنه ستتم مواصلة نفس الاستراتيجية القائمة على إخضاع العائدين للحجر الصحي الإجباري لمدة 14 يومًا وإجراء تحاليل لهم بعد وصولهم بحوالي أسبوع للتثبت من إصابتهم بالفيروس من عدمها.

وأضافت أنه بعد مرور 14 يومًا يمكنهم أن يعودوا إلى عائلاتهم لكن مع الالتزام بالإجراءات الوقائية من وضع الكمامات والتباعد الجسدي، مؤكدة ضرورة الالتزام بهذه الإجراءات عند الخروج في أماكن عامة أو للعمل، مع الالتزام بالابتعاد عن أماكن الاكتظاظ.

وأبرزت أنه لا بد من اتخاذ سلوكيات جديدة، قائلة إنها لا يمكن أن تتفهم الاكتظاظ الذي تم تسجيله أمام بعض المحلات التجارية، ولافتة إلى أن الحجر الصحي الموجه هو محاولة لإعادة الدورة الاقتصادية بعقلانية كبيرة وتغيير كبير في سلوكيات التونسيين.

وأكدت أن تونس مازالت في مرحلة خطيرة وأن خطر عودة انتشار المرض لا يزال قائمًا وهو مرتبط أساسًا بسلوكيات التونسيين، مضيفة أنه النكسة ستكون عواقبها خطيرة إذا حدثت وستمثل خسارة كبيرة لكل ما قام به التونسيون ودفعت الدولة التونسية ثمنه باهظًا.

نصاف بن علية: هذا العيد سيكون استثنائيًا

وفي ما يتعلّق بشراء الملابس والخوف من انتقال العدوى عبرها، قالت إنه من المفترض عند شراء أي ثياب، يجب عادة غسلها وكويها قبل ارتدائها، مشيرة إلى ضرورة تعقيم المكان الذي نتواجد فيه وغسل اليدين بالماء والصابون. كما أبرزت أن القطاعات التي استأنفت نشاطها أعدت كراس شروط ويجب أن تلتزم به.

وشددت على ضرورة الالتزام بهذه الإجراءات من أجل التخفيف تدريجيًا في الحجر الصحي العام والتوجه بأمان للحجر الصحي الموجه، مبينة أن فيروس كورونا فرض نمطًا جديدًا من الحياة على الجميع وأنه إذا تمت العودة تدريجيًا للحياة الطبيعية ستكون هذه الأخيرة متأقلمة مع الفيروس.

وفي ما يتعلّق بالتحاليل السريعة، أوضحت نصاف بن علية أنهم بصدد دراستها ودراسة تجارب دول أخرى قامت باستعمالها، مبينة أنه من خلال هذه التحاليل السريعة ستتم غربلة أولية لحالات موجبة سيقع عزلها، كما ستمكن من تحديد عدد أكبر من الحالات خاصة في مناطق العبور ولدى بعض الفئات التي استأنفت نشاطها، إلى جانب القطاعات الاستراتيجية، فضلًا عن تتبع الحالة الوبائية وحالة المناعة لدى التونسيين.

وأفادت أنه سيتم موفى الأسبوع الحالي إصدار دليل لاستعمال التحاليل السريعة وتعميمه.

من جهة أخرى، أكدت بن علية أن التنقل بين الجهات غير مسموح بها وأن التجمعات ممنوعة، داعية التونسيين إلى عدم زيارة عائلاتهم في عيد الفطر تجنبًا لإمكانية نقل العدوى لهم. وقالت إن هناك وسائل عصرية للاتصال يمكن عبرها رؤية أفراد العائلات مضيفة "لا بأس في أن يكون هناك عيد في حياتنا نمضيه بطريقة مختلفة.. هذا العيد سيكون استثنائيًا.. نكلموا بعضنا ونسلموا على بعضنا عن بعد".

وأشارت إلى أنه حتى لو تم التنقل في منطقة واحدة لزيارة العائلة المضيقة لا بد من وضع الكمامات والالتزام بالتباعد الجسدي.

اقرأ/ي أيضًا:

استغاثة تونسيين عالقين في سلطنة عمان

مراقبة إجراءات الحجر الصحي: توجيه مخالفات وسحب رخصة مؤسسة صناعية