17-ديسمبر-2023
نجيب الشابي

نجيب الشابي: الواقع سيُكره الجميع على إدراك الحقائق وتوحيد الكلمة

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، السبت 16 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أنّ "قيس سعيّد فقد بانقلابه الأهلية للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة" وفق قوله.

  • نجيب الشابي: من السابق لأوانه بأن تتّخذ جبهة الخلاص قرارًا حول الانتخابات الرئاسية

وتساءل الشابي في تصريحه لقناة "الزيتونة": "هل سيذهب قيس سعيّد في انتخابات سنة 2024؟ لا أحد يمكنه الجزم بذلك، هل ستقع بشروط سعيّد؟ في تلك الحالة سيكون هو الفائز وبقية المشاركين مجرّد (كومبارس) يضفون تزكية على عملية مغلوطة، أما إذا ما وقعت في شروط ديمقراطية، فمن السابق لأوانه بأن نتّخذ قرارًا حول الانتخابات الرئاسية، وسنقوم بذلك غداة حرب غزة والانتخابات المحلية التي ستكون هزيمة جديدة للسلطة القائمة"، وفقه.

نجيب الشابي: إذا ذهب سعيّد في انتخابات رئاسية سنة 2024 بشروطه، فسيكون هو الفائز في تلك الحالة، وبقية المشاركين لن يكونوا سوى (كومبارس) يضفون تزكية على عملية مغلوطة

وخلص الشابي إلى وجود حلّين، "الأول أن يتولى رئيس الحكومة الذي سيختاره التونسيون قيادة الإصلاحات من خلال الحوار الوطني، أي إصلاح الدستور، والعودة إلى دستور 2014 الشرعي وتدارك مواطن الوهن فيه، ثمّ إعادة شرعية السلطة القضائية والهيئة المشرفة على الانتخابات والذهاب في انتخابات تشريعية ورئاسية تستقر معهما البلاد على طريق جديدة، فقد رأت الجبهة أن استمرار الوضع تحت قيادة قيس سعيّد الذي فقد شرعيته بانقلابه على الدستور والمؤسسات لا يمكن أن يذهب بنا إلى اليابسة" وفقه.

أما الحل الثاني الذي ارتأته الجبهة هو أنه "بالإمكان الذهاب إلى انتخابات حرة نزيهة تتوفر فيها كل مواصفات النزاهة، وأن يقود الرئيس الذي سيتم انتخابه بناء على برنامج طرحه على الرأي العام، عملية الحوار الوطني والإصلاحات والدعوة إلى انتخابات تشريعية، وبالتالي فإنّ الأحداث هي التي ستفرض أحد الحلّين".

نجيب الشابي:بدأنا نعدّ مسيرة في العاصمة لإحياء ذكرى 14 جانفي 2024، كما لا بدّ من تنظيم اعتصام للمطالبة بغلق ملف المساجين السياسيين

  • نجيب الشابي: مهمتان كبيرتان في الأسبوعين القادمين لجبهة الخلاص

وقال الشابي: "بدأنا نعدّ مسيرة في العاصمة لإحياء ذكرى 14 جانفي/ يناير 2024، وفيها وفاء لأحد شهداء جبهة الخلاص الوطني وهو رضا بوزيان الذي توفي على مشارف شارع الحبيب بورقيبة في 14 جانفي/ يناير منذ سنتين، كما نجهّز لمسيرة كبرى أعلنا عنها للمطالبة بحقوق المواطن التونسي والحرك السياسية عمومًا" وفقه.

ولفت الشابي إلى أنّ ذلك "لن يفضي إلى نتائج ملموسة من قبيل إطلاق سراح المساجين السياسيين لأن ذلك رهين علاقة قوة تتطور بالمسيرات والاجتماعات والندوات، لكن نقطة الانعطاف، تأتي في إطار مسار، كما نعتقد أنه لا بدّ من تنظيم اعتصام للمطالبة بغلق ملف المساجين السياسيين من مختلف المجموعات لأنها كلها متشابهة تتعلق بتصريحات لا تسقط تحت طائلة القانون أو لأسباب واهية لا تجرؤ السلطة حتى على إعلانها لأنها غير موجودة".

نجيب الشابي: إيقاف رجال الأعمال اليوم يتم بطريقة هي أقرب للابتزاز منها إلى المحاسبة

وشدّد الشابي على أنّ "هذا الاعتصام ضروري لإحياء جذوة قضية المساجين السياسيين والضغط من أجل إطلاق سراحهم"، وهما بالتالي، مهمتان كبيرتان في الأسبوعين القادمين لجبهة الخلاص، فضلًا عن حملة المقاطعة للانتخابات المحلية والوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة"، وفق تأكيده.

  • نجيب الشابي: حالة الضياع والضبابية هي المسيطرة حاليًا

وقال نجيب الشابي: "أعتقد أننا نعيش في فترة من الضبابية، فالسلطة لا تملك رؤية، وإيقاف رجال الأعمال اليوم يتم بطريقة هي أقرب للابتزاز منها إلى المحاسبة.. المواطن التونسي شاهد على فقدان المواد الأساسية والأدوية والغلاء الفاحش في الأسعار وتلاشي التعليم العمومي والصحة العمومية، لكنه إلى حد الآن، لا يحمّل السلطة، المسؤولية الأولى، وهو يعتقد أنّ غلاء المعيشة ظاهرة عالمية وأنّ أزمة الخبز مردّها حرب أوكرانيا، وأنّ إيقاف السياسيين ورجال الأعمال أمر إيجابي لكسر الاحتكار، وسيستفيق على حقائق مرة بزيف هذه التفاسير" وفقه.

نجيب الشابي: النخبة إلى حد الآن لم تملك الوعي كي تفهم أنها في مركب واحد، إما أن تنجح مع بعضها أو تفشل مع بعضها

وأوضح رئيس جبهة الخلاص أنّ سبب كل ذلك هو غياب حكومة مقتدرة تتوحد على طريق البناء لا الهدم، مضيفًا أنّ "النخبة إلى حد الآن لم يعد لها الوعي كي تفهم أنها في مركب واحد، إما أن تنجح مع بعضها أو تفشل مع بعضها، وبالتالي فإنّ حالة الضياع والضبابية هي المسيطرة لكن الواقع سيُكره الجميع على إدراك الحقائق وتوحيد الكلمة" وفق تعبيره.

وعن تأخّر الإعلان عن برنامج جبهة الخلاص الوطني قال الشابي إنّ عناصر هذا البرنامج مرتبطة بكل الأطراف، والتقاء هذه الأطراف في حوار وطني بإمكانه أن يفضي إلى زبدة الإصلاحات التي تحتاجها تونس والاتفاق على من يتولي تنفيذها.. الجبهة هي مكوّن من هذه المكونات المعنية بالحوار، وبالتالي يجب أن تذهب بمقترحات، وقد شكّلت منتدى للحوار حول هذه القضايا وتقدم كثيرًا وبلور ورقات، وقد كان من المأمول عرض فحوى هذا البرنامج في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي لكن وقع اضطراب في مستوى المنتدى، الذي اختّلت مكوّناته" وفق تأكيده.