الترا تونس - فريق التحرير
شدّد أمين عام حزب التيار الديمقراطي، نبيل حجي، الثلاثاء 16 ماي/ أيار 2023، خلال ندوة صحفية خُصصت لتقديم مخرجات المؤتمر الوطني الثالث للحزب،على انتماء حزبه إلى عائلة اليسار الديمقراطي الاجتماعي، قائلًا إنّ الحزب سيطرح خلال الثلاث سنوات القادمة مشروعًا إصلاحيًا سيتقدّم به إلى العائلة الديمقراطية الاجتماعية، وفقه.
نبيل حجي: ندافع عن وجود الأحزاب كركيزة أساسية لكل بناء ديمقراطي، لكن غابت الديمقراطية في تونس وبقي فقط عنوانها الذي تتبجح به السلطة السياسية الحالية
وتابع حجي أنّ من بين أهم مخرجات مؤتمر الحزب، الذي بلغت كلفته حوالي 40 ألف دينار، دفاعه عن وجود الأحزاب كركيزة أساسية لكل بناء ديمقراطي، وقال: "غابت الديمقراطية وبقي فقط عنوانها الذي تتبجح به السلطة السياسية الحالية"، لافتًا إلى أنه تم ترحيل النقاش حول اللائحة الاقتصادية والاجتماعية إلى المجلس الوطني القادم.
ويأتي إنتاج هذه اللوائح، وفق نبيل حجي، كي تكون دليلًا لعمل الحزب للثلاث سنوات القادمة، مشيرًا إلى أنّ التيار ركز في اللائحة السياسية على أنه متمسك بالديمقراطية كأساس، "ولا سبيل لإصلاح الهنات إلا بمزيد من الديمقراطية" وفق تعبيره.
نبيل حجي: بعد 25 جويلية 2021، برزت عدة تيارات تعتقد في كذبة الفرد المنقذ أو أنّ الاستبداد يمكن أن يوفر الرخاء الاجتماعي
وأردف حجي أنّه "بعد 25 جويلية/ يوليو 2021، برزت عدة تيارات تعتقد في كذبة الفرد المنقذ أو أنّ الاستبداد يمكن أن يوفر الرخاء الاجتماعي، لكننا متمسكون بدستور 2014 كعقد اجتماعي ينظم البلاد" وفق تقديره.
ودعا نبيل حجي إلى ضرورة "تحييد المؤسستين الأمنية والعسكرية، خاصة بعد أن لاحظنا الزج الكبير بالمؤسسة الأمنية في الحياة السياسية" مطالبًا أيضًا باستقلال السلطة القضائية، داعيًا إلى أن تكون سلطة ناجزة وعادلة.
ومن بين المخرجات الأخرى التي تطرّق إليها أمين عام حزب التيار، الدور المهم للأحزاب، فقال إنّ العمل الحزبي في السنوات الأخيرة تلخص في الخصومات، ما يستدعي ضرورة عقلنة الإطار السياسي، على اعتبار أنّ العيش المشترك يجب أن يكون أيضًا في الفضاء السياسي، داعيًا إلى التوحد في تنظيم، يجتمع حول مشروع مجتمعي قادر على تقديم البديل.
نبيل حجي: السلطة الحالية شعار مكافحة الفساد، لكنها لم تقدم بوادر لذلك، بل هناك تخوين للبقية وغياب أي رؤية مجتمعية وإصلاحية
واستنكر حجي أن ترفع السلطة الحالية شعار مكافحة الفساد، لكنها لم تقدم بوادر لذلك، "بل هناك تخوين للبقية وغياب أي رؤية مجتمعية وإصلاحية، فضلًا عن ضرب مقومات الديمقراطية من احترام لحرية التعبير والصحافة".
واعتبر نبيل حجي أنّ "التموقع السياسي والغنائم السياسية في العشرية الأخيرة ألهت من حاكم ومن عارض عن ترسيخ فكرة الديمقراطية، وبالتالي يجب التركيز في السياسات العامة للدولة والأحزاب على الجوانب الاجتماعية"، مقرًّا بأنّ الجميع قد أخطأ، داعيًا للقيام بمراجعات.
وكان حزب التيار الديمقراطي قد جدّد هياكله بعد انتهاء مؤتمره الوطني الاثنين 1 ماي/ أيار 2023، والذي كانت أشغاله قد انطلقت الجمعة 28 أفريل/ نيسان الفارط، وأسفرت النتائج عن انتخاب نبيل حجي أمينًا عامًا للتيار، فضلًا عن انتخاب أعضاء المكتب السياسي.