25-يونيو-2022
بكالوريا تونس 2022 القايدي الأناضول

قصص نجاح لتلاميذ في بكالوريا 2022 في تونس (ياسين القايدي/ الأناضول)

 

لا شيء يضاهي طعم النجاح، ويبقى اجتياز مناظرة البكالوريا من أهم الأحداث الاجتماعية في تونس. إذ يعتبره البعض الخطوة الأولى للمصعد الاجتماعي ويعتبر البعض الآخر مفتاحًا لمسيرة دراسية مرتبطة أساسًا بما يتحصل عليه التلميذ من أعداد. وعلى اختلاف القصص والظروف التي يعيشها أي تلميذ، لا ينكر أحد الدور الأساسي الذي تلعبه العائلة في هذا التتويج. 

"الترا تونس" كان لها لقاءات مع عدد من الناجحين في هذه المناظرة، تجدون تفاصيلها في هذا التقرير:

  • محمد عزيز عيساوي: نتيجة منتظرة وألمانيا هي وجهتي 

على الساعة السابعة وعشر دقائق من صباح الجمعة 24 جوان/يونيو 2022، تلقى محمد عزيز العيساوي رسالة نصّية تعلمه بنجاحه في مناظرة البكالوريا بمعدل 19,96، ولم تكتمل فرحته إلّا عندما وجد اسمه متصدّرًا قائمة أفضل المعدّلات الوطنيّة في بكالوريا 2022. 

صورة
التلميذ الأول على المستوى الوطني في بكالوريا 2022 محمد عزيز عيساوي المرسم بشعبة الرياضيات بالمعهد النموذجي بأريانة

 

وأكد عيساوي، في تصريح لـ"الترا تونس"، أنه وضع هدفًا منذ انطلاق السنة الدراسية بأن يكون الأول على مستوى الجمهورية وقد حقق حلمه بعد تعب ومجهود كبير، حسب تعبيره.

محدّثنا مغرم منذ صغره بالمواد العلمية ومطلع على الرياضيات التي تدرّس في الجامعة، ويقضي أوقات فراغه في المطالعة ومتابعة فريقه المفضل برشلونة. 

محمد عزيز عيساوي (الأول على المستوى الوطني في بكالوريا 2022): وضعت هدفًا منذ انطلاق السنة الدراسية بأن أكون الأول على المستوى الوطني وقد حققت حلمي بعد تعب ومجهود كبيرين

وعن سر تميّزه، يقول عزيز أن الأمر يحتاج الكثير من المثابرة والصبر وبذل المجهود الكافي لتحقيق الأهداف. 

ويطمح محمد عزيز لمواصلة مسيرته الجامعية في ألمانيا في في تخصّص الهندسة الإعلاميّة أو مجال البحث العلمي في الرياضيات، ولكنه شدّد على أنّه سيعود للوطن قريبًا من أجل أن يساهم في تطويره، على حد قوله.

صورة
والدة الأول على المستوى الوطني: ابني ثمرة التعليم العمومي

 

وتضيف والدته "إلهام" أن ابنها هو ثمرة التعليم العمومي وأنها تؤمن بالتأطير الوطني الذي ساهم في تميّز ابنها، مشيرة إلى أنها لم تبذل مجهودًا كبيرًا لتأطير ابنها لأنّه كان مسؤولًا وملتزمًا بتحقيق آماله.

  • فرح مثلوثي: لن أغادر تونس ودراسة الطبّ حلمي 

على عكس محمد عزيز، ترغب فرح المثلوثي في البقاء في تونس لدراسة الطب، إذ أكدت لـ"الترا تونس"، أن كلية الطب في تونس هي الأفضل من حيث التكوين رغم ظروف الدراسة غير الملائمة، حسب تعبيرها.

فرح المثلولي (الأولى وطنيًا في شعبة العلوم التجريبية): تصدري المرتبة الأولى وطنيًا في شعبتي فاجأني.. أفضّل الالتحاق بكلية الطب بتونس لأنها الأفضل من حيث التكوين

محدثتنا هي الأولى وطنيًا في شعبة العلوم التجريبية وقد تحصلت على معدل 19,39، معدّل لم تكن تنتظره:" لقد أمضيت ليلة بيضاء ولم أستطع النوم سوى في حدود السابعة صباحًا، لذلك عندما قرأت الرسالة النصية اعتقدت أنه معدل أحد المواد. وكانت المفاجأة بأني الأولى وطنيًا في شعبتي وهذا ما أسعدني كثيرًا".

صورة
فرح المثلولي الأولى وطنيًا في شعبة العلوم التجريبية

 

اضطرت فرح للانتقال هي وعائلتها لمنطقة "لافايات" وسط السنة الدراسية نظرًا لأنها تقطن على بعد 35 كلم من معهدها وكانت هذه المسافة اليومية ترهقها حسب ما رواه لـ"الترا تونس" والدها، محمد الطاهر.

وقد أفادت المثلولي بأنها وجدت صعوبة في التأقلم في منزلهم الجديد ولكنّها ممتنة للتضحية التي قامت بها عائلتها لأجلها.

تجد فرح في الرياضة متنفسًا لها، إذ تمارس "الكيك بوكسينغ" منذ سنوات وهي مصرّة على استكمال المسيرة بالتوازي مع دراسة الطب.

  • حبيبة مهدواني: نجحت بعد انقطاع عن الدراسة دام 27 سنة 

بعض القصص على تفرّدها لا نملك سوى أن نحيّي أصحابها على إصرارهم وتحدّيهم كل الظروف، على غرار حبيبة المهدواني التي تحصلت على البكالوريا بعد انقطاع دام 27 سنة عن الدراسة. فإبّان تعرفها على زوجها، اضطرت لإيقاف مسارها الدراسي في السنة السادسة ثانوي (نظام قديم) على أمل الرجوع بعد الزواج. إلّا إنّ المسؤوليات ومعترك الحياة جعلتها تلغي هذا القرار إلى حدود سنة 2017.

حبيبة المهدواني (الناجحة في بكالوريا بعد 27 سنة من الانقطاع): دائمًا ما أشعر أن عقارب الساعة توقّفت وأنا في سن الـ17 ولطالما اعتبرت أن مواصلة الدراسة تحدّيًا لي وفرصة لتطوير ذاتي

"نجاح ابنتي الكبرى في البكالوريا أعاد لي حلم الدراسة. ابنتي الوسطى لم يحالفها الحظ في المرة الأولى وكان قد تسبب لها الرسوب في صدمة نفسية جعلتها ترفض العودة للدراسة متعللة بأنها لا تريد أن تدرس مع من هم أصغر منها عمرًا. وفي هذه اللحظة قررت العودة للدراسة تشجيعًا لها"، هكذا تحدثت المهدواني لـ"الترا تونس" عن سبب عودتها للدراسة وبدأت محاولاتها بمساعدة بناتها من أجل تحقيق حلمها القديم إلى أن نجحت في اجتياز امتحان البكالوريا في الدورة الرئيسية لسنة 2022.

وقد أكدت هذه الأم أن عائلتها كانت محرّكًا أساسيًّا لدعمها وحيّت زوجها الذي كان خير سند لها، على حد تعبيرها.

وختمت حديثها قائلة: "دائمًا ما أشعر أن عقارب الساعة توقّفت وأنا في سن الـ17 ولطالما اعتبرت أن مواصلة الدراسة تحدّيًا لي وفرصة لتطوير ذاتي"، تؤكد حبيبة المهدواني.

صورة
حبيبة المهدواني الناجحة في بكالوريا بعد 27 سنة من الانقطاع