04-نوفمبر-2024
موسم جني التمور في قبلي

موسم جني التمور لم يكن في مستوى الانتظارات من حيث الجودة والكمية (الترا تونس)

 

انطلق مع منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024 موسم جني التمور في واحات نفزاوة والجريد جنوب غرب تونس خاصة بولايتي قبلي وتوزر.

موسم هذا العام 2025/2024 لم يكن في مستوى الانتظارات من حيث الجودة والكمية، حسبما أكده عدد من المتدخلين، وذلك بسبب الظروف المناخية خاصة مع نزول كميات من الأمطار في الفترات الأخيرة.

موسم جني التمور في تونس لهذا العام 2024/ 2025 لم يكن في مستوى الانتظارات من حيث الجودة والكمية بسبب الظروف المناخية خاصة مع نزول كميات من الأمطار في الفترات الأخيرة ما أضرّ بالصابة

قبل الخوض في بعض تفاصيل هذا الموسم، نشير في البدء إلى أنّ صادرات التمور التونسية سجلت خلال الـ10 أشهر الأولى من الموسم الفارط ارتفاعًا بنسبة 17.6 بالمائة على مستوى الكميّات المصدرة، وبنسبة 22.4 بالمائة على مستوى العائدات، مقارنة بالموسم الذي قبله، حيث كشف المرصد الوطني للفلاحة أن تونس صدرت 135.2 ألف طن من التمور بإجمالي عائدات ناهزت 839.1 مليون دينار.

وللإشارة فإن المجمع المهني المشترك للتمور حدد الأسعار لهذا الموسم بـ5.200 دنانير/كلغ لصنف تمور دقلة النور بالنسبة للشمروخ من الصنف الممتاز ومن الأحجام الجيدة بنسبة زيادة 4% مقارنة بأسعار السنة الفارطة، و4.500 دنانير/كلغ تمور دقلة النور بالنسبة للشمروخ من الصنف 1 من الأحجام المتوسطة بنسبة زيادة 2.27% مقارنة بأسعار الموسم السابق، في حين تم تحديد سعر 3.100 دنانير/كلغ تمور دقلة النور بث من الصنف صنف 1 بنسبة زيادة 3.33% مقارنة بأسعار العام الفارط.

 

صورة
تحديد الأسعار لهذا الموسم بـ5.200 دنانير/كلغ لصنف تمور دقلة النور بالنسبة للشمروخ من الصنف الممتاز (محمد ضيف الله/ الترا تونس)

 

كما نشير أيضًا إلى أنه تم يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بمقر وزارة الفلاحة التونسية، تنظيم مائدة مستديرة للجنة تسويق وترويج التمور برئاسة تونس، تنضوي تحت المجلس الدولي للتمور الذي تمّ إحداثه في شهر فيفري/شباط من سنة 2022.

مائدة تم تخصيصها لمناقشة سبل وآليات إدماج القطاع الخاص لمعاضدة الجهود المبذولة قصد تطوير الاستهلاك العالمي للتمور، وبالتالي تطوير تسويق وترويج هذا المنتج الواعد، إلى جانب التطرق إلى بعض التحديات المفروضة على قطاع التمور والمتعلقة أساسًا بالتصدير وإلى أسس تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في كل المجالات المتعلقة بتطوير القطاع لمزيد الاستجابة لمتطلبات الأسواق الداخلية والخارجية.

 

 

صورة
مخاوف تسيطر على الفلاحين بخصوص التسويق والبيع (محمد ضيف الله/ الترا تونس)

 

  • مخاوف الفلاحين

ككل موسم، يعيش الفلاح بعض المخاوف من التسويق والتسريع بعمليات الشراء سواءً على رؤوس النخيل أو بعد الجني والفرز، حيث يقع تسجيل تأخر شركات التجميع والمصدرين في لعب دورهم على أكمل وجه، وفي الوقت المناسب، وفق ما أكده بعض الفلاحين، خاصة في المساعدة على تأمين عمليات التخزين بما يتطلبه ذلك من مستلزمات.

ككل موسم، يعيش الفلاح بعض المخاوف من التسويق والتسريع بعمليات الشراء سواءً على رؤوس النخيل أو بعد الجني والفرز، حيث سجّل فلاحون تأخر شركات التجميع والمصدرين في لعب دورهم على أكمل وجه

وفي حديث لـ"الترا تونس" مع الفلاح محمد بن سعيد من ولاية قبلي، أكد أنّ الانتظارات كانت كبيرة من موسم هذا العام خاصة من ناحية الجودة، لكن الظروف المناخية والأمطار المسجلة في الفترة الأخيرة أضرّت بالمُنتج، معقّبًا أنه بالإضافة إلى ذلك فإنّ الفلاحين يجدون صعوبة وتعثرًا في الترويج، فـ"التخضير" أو "الخراصة" كانت أقل كلفة بكثير من السنوات الفارطة نظرًا لغياب السيولة عند تجار التمور.

وأوضح بن سعيد أنّ افتتاح موسم جني التمور انطلق رسميًا يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول، مشيرًا إلى أنّ ثمن الشراء انطلق بـ4 دنانير للكلغ الواحد، ثم تراجع الآن إلى 3.5 دنانير للكلغ الواحد للصنف 1 من دقلة النور.

الفلاح محمد بن سعيد لـ"الترا تونس":  الانتظارات كانت كبيرة من موسم هذا العام خاصة من ناحية الجودة، لكن الظروف المناخية والأمطار المسجلة في الفترة الأخيرة أضرّت بالمُنتج بالإضافة إلى أنّ الفلاحين يجدون صعوبة في الترويج

واوضح بن سعيد أنّ كمية دقلة النور لهذا الموسم قُدّرت بـ 62 ألف طن، مضيفًا أنّ النوعية الوحيدة المطلوبة هي "المجبودة" أو "الجافة" وهي نوعية من الصنف 3 من دقلة النور، انطلق ثمن شرائها من دينار واحد للكلغ ليرتفع الآن إلى 1.5 دينار، وهي نوعية ذات جودة منخفضة وتتطلب تدخل صاحب معمل التمور حتى يستطيع المواطن استهلاكها.

صورة
افتتاح موسم جني التمور انطلق رسميًا يوم 15 أكتوبر (محمد ضيف الله/ الترا تونس)

 

وشدد محدثنا على أنّ إمكانيات الفلاح المحدودة لم تمكنه من حماية الصابة من الأمطار، حيث أنّ كمية كبيرة تناهز 60% من عراجين تمور دقلة النور لم يتمكن  الفلاح من حمايتها من خلال غلاف الناموسية نظرًا لارتفاع التكلفة وغياب دور الدولة ودعمها، حسب تقديره.

الناشط المدني بقبلي أسامة بن عثمان لـ"الترا تونس": متاعب ومشاكل الفلاح تتكرر من موسم إلى آخر أهمّها عدم توفر الأدوية المدعمة لحماية الصابة من آفة عنكبوت الغبار وعدم توفر الناموسيات في ظل غلاء مادة البلاستيك

أما الناشط بالمجتمع المدني والفلاح أسامة بن عثمان فقال، في حديثه لـ"الترا تونس"، إنّ كمية الإنتاج بالنسبة لهذا العام تتراوح بين 230 و240 ألف طن وتعتبر متوسطة، حسب تقديره.

وشدد بن عثمان على أنّ متاعب ومشاكل الفلاح تتكرر من موسم إلى آخر، مشيرًا إلى أن أهمّها عدم توفر الأدوية المدعمة لحماية الصابة من آفة عنكبوت الغبار، وعدم توفر الناموسيات في ظل غلاء مادة البلاستيك، وعدم وجود انفتاح على أسواق عالمية جديدة، مما أثّر على النسق العادي لبيع التمور وجعل الأسعار زهيدة داخليًا وخارجيًا.

 

صورة
موسم جني التمور هو تتويج لعمل دؤوب ومسترسل على طول السنة الفلاحية (محمد ضيف الله/ الترا تونس)

 

  • موسم جني التمور.. تتويج لعمل دؤوب على مدار السنة

موسم جني التمور هو تتويج لعمل دؤوب ومسترسل على طول السنة الفلاحية في الواحات، يقوم به الفلاح بعد الانتهاء من موسم سابق مباشرة، بداية بالتنظيف والحرث والتسميد بالغبار وتهيئة النخلة لميلاد جديد، وصولًا إلى عملية التلقيح ثم توزيع انتشار العراجين وسط النخلة وحسن تركيزها لتسهل عملية التغليف التي تكون مع استقرار حجم التمور واكتمالها، ثم تأتي مرحلة عملية القطع والفرز مع بداية الموسم المتجدد.

موسم جني التمور هو تتويج لعمل دؤوب ومسترسل على طول السنة الفلاحية في الواحات بداية بالتنظيف والحرث والتسميد بالغبار وتهيئة النخلة لميلاد جديد مرورًا بعملية التلقيح وتوزيع العراجين لتسهيل التغليف، وصولًا لمرحلة القطع والفرز

وتمتد الواحات في الجنوب التونسي بولاية قبلي بمختلف مناطقها من الفوار إلى سوق الأحد إلى القلعة ودوز، وولاية توزر بمختلف معتمدياتها نفطة ودقاش وحزوة وتمغزة، إلى جانب بعض المنتُج بنسبة أقلّ في ولايتي قفصة وقابس. وتعتبر التمور التونسية من أهمّ الصادرات الفلاحية إلى جانب زيت الزيتون.

ويتميز أهالي نفزاوة منذ القديم بالجود والكرم وسخاء العطاء، فمن يطلب تمرة يعطونه عرجونًا، حتى أنّهم كانوا يتركون في النخلة بعد جني ثمارها عرجونًا يسمونه "قَسْم الطّير" أي طعامه.

 

صورة
تعتبر التمور التونسية من أهمّ الصادرات الفلاحية إلى جانب زيت الزيتون (محمد ضيف الله/ الترا تونس)

 


صورة