الترا تونس - فريق التحرير
تطرّق وزير النقل في تونس ربيع المجيدي، الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إلى جملة الصعوبات والتحديات التي يعيشها قطاع النقل في تونس، وجملة من المشاريع ذات الأهمية البالغة في علاقة بالقطاع، لعلّ أبرزها مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة.
- النقل البري:
وقال الوزير، في رده على أسئلة نواب البرلمان التونسي في الجلسة العامة المخصص للنظر في ميزانية وزارة النقل التونسية لسنة 2024، إن قطاع النقل البري في تونس يشهد أوضاعًا صعبة، وبات من الصعب تلبية طلبات جميع مستعملي النقل العمومي في تونس، مؤكدًا أنّ الأولوية المطلقة لوزارة النقل هي تأمين النقل المدرسي والجامعي.
وأكد، في هذا الصدد، أنّ 48% من أسطول الحافلات في تونس مخصصة للنقل المدرسي والجامعي، والدولة تتكفل بحوالي 90% من كلفته، وفقه.
وزير النقل: قطاع النقل البري في تونس يشهد أوضاعًا صعبة، وبات من الصعب تلبية طلبات جميع مستعملي النقل العمومي في تونس و48% من أسطول الحافلات في تونس مخصصة للنقل المدرسي والجامعي
ولفت الوزير إلى أنّ 30% فقط من التونسيين اليوم يستعملون النقل العمومي، بينما يستعمل 70% منهم النقل الخاص، مما انجرّ عنه ازدحام وارتفاع في نسبة حوادث المرور ونسبة استهلاك المحروقات ومن تلوث، معقبًا أنّ حالة الاكتظاظ والازدحام المروري، بالإضافة إلى تهرم الأسطول، ساهمت في تقليص مدة سفرات الحافلات.
وقال في هذا الصدد، إنّ الوزارة تسعى لتدارك هذا الخلل عبر إعادة النقل العمومي إلى مكانته، من خلال القيام ببرنامج من شأنه تطوير هذا النقل حتى يكون نقلًا أخضر صديقًا للبيئة المستدامة.
وأشار في هذا السياق إلى أنه تم إصدار توصية تنص على أنه في حالة اعتزام القيام باقتناءات جديدة من الحافلات، يتم تخصيص 25% من الاقتناءات للحافلات الكهربائية.
- النقل الحديدي:
وبخصوص النقل الحديدي في تونس، أكد المجيدي أن الشركة التونسية للسكك الحديدية تعرف عديد الصعوبات، لافتًا إلى أنه تم ترتيب الأولويات للتدخل على مستوى أجزاء من السكك الحديدية خاصة لتأمين نقل الفسفاط والاستثمار في تجديدها واقتناء عربات جديدة سواء معدات الجرّ أو القاطرات ذكية الدفع أو العربات المخصصة لنقل الفسفاط.
وزير النقل: ترتيب الأولويات للتدخل على مستوى أجزاء من السكك الحديدية خاصة لتأمين نقل الفسفاط ونعمل على نقل حوالي مليوني طن من الفسفاط مع موفى 2023 مقابل مليون و420 ألف طن سنة 2022
وذكر الوزير في هذا الصدد أن وزارة النقل نقلت إلى حدّ اليوم أكثر من مليون و500 ألف طنّ من الفسفاط من مواقع الاستخراج والإنتاج بالحوض المنجمي إلى ميناء قابس أو الصخيرة، وتأمل أن تنقل حوالي مليونيْ طن مع موفى هذه السنة، علمًا وأنها لم تنقل سوى مليون و420 ألف طن سنة 2022.
- النقل الجوي
وبخصوص النقل الجوي، أفاد ربيع المجيدي بأنّ تونس تستعد في سنة 2024 إلى تدقيق إجباري تقوم به المنظمة العالمية للطيران المدني، مؤكدًا أنه تدقيق بالغ الأهمية يتعلق بمدى جاهزية البلاد لاستقبال الرحلات الجوية عبر مختلف الشركات العاملة في القطاع المدني.
وزير النقل: تونس تستعد في سنة 2024 إلى تدقيق إجباري تقوم به المنظمة العالمية للطيران المدني وهو بالغ الأهمية يتعلق بمدى جاهزية البلاد لاستقبال الرحلات الجوية عبر مختلف الشركات العاملة في القطاع المدني
وذكر في هذا الصدد ضرورة القيام الاشتغال على عدد البرامج خاصة فيما يتعلق بإعادة تحيين مجلة الطيران المدني التونسية بما يتلاءم مع جميع الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس.
وتحدث الوزير عن عديد الإكراهات التي يعيشها القطاع منها محدودية الطائرات التي تقلص عددها والتي أصبحت غير قادرة على استيعاب الطلب المكثف لعديد الوجهات، مشيرًا إلى أنه على هذا الأساس تعمل شركة الخطوط التونسية على أن تستثمر وتشغّل الخطوط المربحة والتي تمكّنها من بلوغ نسبة لا تقل عن 72% من امتلاء الطائرات.
كما أشار إلى أنّ التونيسار قامت باقتناءات جديدة وحديثة أقلّ استهلاكًا للمحروقات وأقلّ تلويثًا للبيئة وقادرة على الطيران لمسافات بعيدة لفترات متواصلة، تصل إلى 5 آلاف و6 آلاف كلم.
وزير النقل: ضرورة التدخل العاجل عبر برامج استثمارية من خلال توسيع مطار تونس قرطاج في مرحلة أولى ثم التفكير في إنشاء مطار جديد ذي مواصفات عالمية
وبخصوص مدى جاهزية المطارات، ذكر المجيدي أنّ طاقة استيعاب مطار تونس قرطاج الدولي القصوى تبلغ 5 ملايين مسافر، لافتًا إلى أنه تمكن سنة 2022 من تحقيق 5 ملايين و500 ألف مسافر، ومن المنتظر أن يحقق سنة 2023 حوالي 6 ملايين و600 مسافر، ومن المأمول أن يحقق سنة 2024 حوالي 7 ملايين و100 ألف مسافر، وفق توقعاته.
وفي سياق متصل، أكد الوزير ضرورة التدخل العاجل عبر برامج استثمارية من خلال توسيع مطار تونس قرطاج في مرحلة أولى، عبر إنشاء محطة جديدة محطة جديدة للمسافرين ترفع من طاقة استيعاب المطار، ثم من الضروري التفكير في إنشاء مطار جديد ذي مواصفات عالمية تتوفر فيه جميع أنماط النقل الجوي
- النقل البحري
وفيما يتعلق بالنقل البحري، خصص الوزير حديثه عن مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة، مؤكدًا أنه "ليس مشروعًا متروكًا، لكنّ الدولة تبحث عن سبل تمويله إما بالبحث عن شريك استراتيجي أو عبر إعادة إعلان طلب العروض أو عبر إعادة النظر في تصوّر المشروع بما يتلاءم مع حاجيات الاقتصاد التونسي وأن يتم إنجازه على مراحل.
وزير النقل: مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة ليس مشروعًا متروكًا، لكنّ الدولة تبحث عن سبل تمويله إما بالبحث عن شريك استراتيجي أو عبر إعادة إعلان طلب العروض أو عبر إعادة النظر في تصوّر المشروع
وأكد الوزير في هذا الصدد أن مشروع المياه العميقة بالنفيضة هو مشروع ذو أولوية للاقتصاد التونسي باعتبار أن الموانئ الأخرى أصبحت مكتظة وبلغت طاقة استيعابها القصوى، فضلًا عن أنها لا تتوفر بها الأعماق اللازمة لاستقبال الأصناف الجديدة من السفن، حسب قوله.
وعلى هذا الأساس، أكد المجيدي أنه بات من الضروري إنشاء مشروع المياه العميقة بالنفيضة كي يتم اسيعاب جزء من حركة المسافنة جنوب وغرب المتوسط، مشيرًا إلى أنّ المرحلة الأولى من المشروع إنجاز محطة للحاويات، ثم في مرحلة ثانية إنجاز محطة متعددة الاختصاصات بما في ذلك رصيف لاستقبال الرحلات البحرية.
ولفت إلى أنّ صيغة التمويل المقترحة في المشروع كانت مقسمة بين 75% على الدولة لتعبئة المبلغ اللازم للاستثمار، و25% يتكفل بها صاحب اللزمة للقيام بالأعمال الضرورية للتهيئة.
وأفاد بأن كلفة المشروع تبلغ 1031 مليون دولار، وعلى الدولة أن تعبئ منها 790 مليون دولار إما عن طريق الاقتراض أو عن طريق مواردها الذاتية.