08-مايو-2024
سعدية مصباح

يذكر أنه تم إيقاف رئيسة جمعية منامتي سعدية مصباح  في علاقة بموضوع تدفقات المهاجرين من إفريقيا جنوب وغرب الصحراء في تونس (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أفب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبّرت منظمات حقوقية في تونس عن تضامنها مع رئيسة جمعية "منامتي" لمناهضة الميز العنصري، سعدية مصباح على خلفية إيقافها بعد مداهمة منزلها من قبل قوات أمنية، وذلك في علاقة بموضوع تدفقات المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب وغرب الصحراء في تونس.

 

  • الديناميكية النسوية

وعبّرت الديناميكية النسوية، الثلاثاء 7 ماي/أيار 2024، عن دعمها اللا مشروط والكامل للناشطة الحقوقية سعدية مصباح التي قالت إنها "تتعرّض بدورها للميز العنصري ومستهدفة منذ مدة من خلال حملة تشهير واسعة على صفحات مشبوهة"، وفق تعبيرها.

الديناميكية النسوية: إيقاف سعدية مصباح جاء على خلفية نشاطها ومباشرةً إثر خطاب الرئيس أمام مجلس الأمن القومي الذي خوّن فيه جمعيات المجتمع المدني المتضامنة مع المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء

وأوضحت، في بيان لها، أنّ "سعدية مصباح تعرّضت لحملة تشويه واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي على خلفية نشاطها الجمعياتي-الحقوقي المناهض للتمييز والعنصرية"، مشيرة إلى أنه "تم إيقافها على خلفية نشاطها ومباشرةً إثر خطاب الرئيس قيس سعيّد أمام مجلس الأمن القومي الذي خوّن فيه جمعيات المجتمع المدني المتضامنة مع المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، والمتجاهل للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها تونس وأبرزها، الاتفاقية الدولية عدد 158 التي اعتمدت بقرار من الجمعية العامة 45 المؤرخ في 18 ديسمبر/كانون الأول 1990".

وعبّرت الديناميكية النسوية عن إدانتها الشديدة لجميع الانتهاكات الماسة بالحقوق الإنسانية والحرّيات العامة والفردية، بما في ذلك كافة أشكال التمييز العنصري والاعتداء على المختلفين والأقليات.

الديناميكية النسوية تدين بشدة جميع الانتهاكات الماسة بالحقوق الإنسانية والحرّيات العامة والفردية، بما في ذلك كافة أشكال التمييز العنصري والاعتداء على المختلفين والأقليات

واستنكرت الاحتفاظ بسعدية مصباح لمدة خمسة أيام على ذمّة التحقيق دون توجيه تهمة واضحة لها حتى الآن، والخطابات التي تحمّل مسؤولية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى المهاجرين، مشددة على أنه  "أمر غير مقبول باعتباره يعكس سياسات فاشلة وقرارات غير موفقة من الجهات الحكومية التي تستخدم المهاجرين كوسيلة لتغطية فشل النظام السياسي والاقتصادي"، حسب تقديرها.

واستغربت من تجاهل الخطاب الرسمي للاتفاقيات الدولية المدافعة عن الحقوق الإنسانية للمهاجرين والتي وقعت عليها الدولة التونسية منذ عقود، معربة عن قلقها من كل الحملات الممنهجة وسياسات التجريم اللاّ مشروعة التي تستهدف مناضلين يدافعون ويواجهون أشكال العنصرية ويعبرون عن تضامنهم مع المهاجرين.

الديناميكية النسوية: "ما يحصل في تونس يمثل استهدافاً للناشطين في الحقل المدني من أجل إحكام الهيمنة والتسلّط وإلغاء التعدّدية والتنوّع"

 

واعتبرت أنّ "ما يجري يمثل استهدافاً للناشطين في الحقل المدني من أجل إحكام الهيمنة والتسلّط وإلغاء التعدّدية والتنوّع"، مؤكدة أنّ "هذه الاستراتيجية السياسية يغذيها خطاب الكراهية المعادي للحقوق الإنسانية للبشر وتجد مرتكزًا لها في الخطاب الشعبوي التحريضي والنافي للاختلاف والمعارضة"، حسب ما ورد في نص البيان.

 

 

  • جمعية النساء الديمقراطيات

بدورها، نددت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بـ"الاستهداف المتواصل والتضييقات المتكرّرة على المجتمع المدني وعلى كلّ النشطاء ضدّ التمييز العنصري".

جمعية النساء الديمقراطيات تندد بـ"الاستهداف المتواصل والتضييقات المتكرّرة على المجتمع المدني وعلى كلّ النشطاء ضدّ التمييز العنصري"

وعبّرت الجمعية، في بيان لها، عن تضامنها مع أعضاء جمعية "منامتي"، مناشدة كلّ الأصوات الحرّة والحقوقيين التصدّي إلى حملات العنصرية ووضع حد لخطاب الكراهية ونبذ التأليب والتحريض تجاه الأجانب وهو ما يتعارض مع الموقف المبدئي للشعب التونسي الذي يعرف بمناصرته لقضايا الشعوب وفي مقدمتها الشعوب الإفريقية المناهضة للاستعمار والعنصرية.

كما ذكّرت الرأي العام بأنّ "ما يمس اليوم السلم الاجتماعية في تونس في علاقة بالمهاجرين وتواتر أحداث العنف، هو نتيجة لغياب كلّي لمقاربة واضحة في معالجة هذا الملف مع الاكتفاء فقط بمقاربة أمنية وجعل تونس شرطي حدود تطبيقاً لإملاءات الاتحاد الأوروبي وإيطاليا تحديدًا، ومن أجل أن تدفع تونس ضريبة السياسات ضد الهجرة على حساب المبادئ الحقوقية والإنسانية عامة"، حسب ما ورد في نص البيان.

 

 

  • حملة "أنا زادا"

ومن جانبها، أكدت حملة "أنا زادا"، في بيان لها، أنّ إيقاف الناشطة الحقوقية سعدية مصباح يندرج في إطار "حملة ممنهجة من السلطة للتضييق على مناضلي المجتمع المدني والحدّ من الحقوق والحريات الأساسية وتخوين كل صوت يعارض الخطاب الرسمي للدولة". 

حملة "أنا زادا":  إيقاف سعدية مصباح يندرج في إطار "حملة ممنهجة من السلطة للتضييق على مناضلي المجتمع المدني والحدّ من الحقوق والحريات الأساسية وتخوين كل صوت يعارض الخطاب الرسمي للدولة"

وأكدت الحملة أنّ "الدولة التونسية هي السبب الأساسي لتفاقم أزمة المهاجرين من خلال خضوعها لإملاءات الاتحاد الأوروبي وحكومة أقصى اليمين الإيطالي التي جعلت من تونس حارسًا للحدود البحرية الأوروبية"، وفق تعبيرها.

ودعت، في هذا الصدد، التونسيين إلى "الحذر وعدم الانسياق وراء الخطابات الداعية للعنف والكراهية"، مؤكدة دعمنا لكلّ النشطاء ضدّ التمييز العنصري.

 

 

كما عبّر نشطاء وحقوقيون عن تضامنهم مع رئيسة جمعية "منامتي" سعدية مصباح، على خلفية إيقافها وطالبوا بإطلاق سراحها. 

ونددوا بما تتعرض إليه رفقة أعضاء جمعية منامتي ونشطاءٍ آخرين مدافعين عن المهاجرين غير النظاميين، من حملة تحريض ضدهم. 

 

 

 

 

 

يذكر أنّ جمعية "منامتي" كانت قد أعلنت، الثلاثاء 7 ماي/أيار 2024، أنّ فرقة أمنية قامت بإيقاف سعيدة مصباح لاثنين 6 ماي/أيار 2024، "بعد تفتيش منزلها هي وعائلتها ومن ثم اقتيادها مع مدير المشاريع زياد روين إلى مقر الجمعية الذي وقع تفتيشه أيضًا"، مشيرة إلى أنه "وقع التحقيق معهما لساعات متأخرة من الصباح ومن ثم تم إطلاق سراح زياد روين والاحتفاظ بسعدية مصباح على ذمة التحقيق" وفق البلاغ.

وطالبت جمعية "منامتي" بالإفراج الفوري وإيقاف كل التتبعات في حق الجمعية وممثلتها القانونية سعدية مصباح "التي ناصرت كل القضايا العادلة منذ اندلاع الثورة التونسية" وفق البيان الذي عبّر عن رفض الجمعية أن تكون "كبش فداء وشماعة لغياب مقاربة وحلول وطنية لمسألة الهجرة غير النظامية".

جمعية منامتي: نرفض أن تكون الجمعية وممثلتها القانونية سعدية مصباح، كبش فداء وشماعة لغياب مقاربة وحلول وطنية لمسألة الهجرة غير النظامية

وقالت الجمعية إنه "خلافًا لما وقع ترويجه على شبكات التواصل الاجتماعي، فإنها لم تدعُ لا خفية ولا علنًا لفتح الحدود بل شددت على ضرورة حماية الحدود مع احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان"، مؤكدة أنها "تؤمن بأهمية التعايش السلمي والتعددية الثقافية بين جميع شرائح المجتمع"، مدينة بشدة في هذا الصدد، "جميع محاولات التحريض والشيطنة والتشويه الذي طال جمعية منامتي وأعضائها وعديد منظمات المجتمع المدني".

وأشارت الجمعية إلى أنّ "الخطاب العنصري المنتشر على شبكات التواصل يعرض اليوم وأكثر من أي وقت مضى أعضاء الجمعية لعديد المخاطر"، محمّلة الدولة مسؤولية سلامة الأعضاء "الجسدية والمعنوية في هذا الوضع المتقلب" وفق البيان.

 

 

يشار إلى أنّ إيقاف الناشطة الحقوقية رئيسة جمعية "منامتي" سعدية مصباح جاء عقب خطاب للرئيس التونسي قيس سعيّد تحدث فيه عن "مخطط لتوطين المهاجرين في تونس"، متهمًا "جمعية" (دون أن يذكر اسمها) بالتواطؤ في ذلك.

إيقاف الناشطة الحقوقية رئيسة جمعية "منامتي" سعدية مصباح جاء عقب خطاب للرئيس التونسي قيس سعيّد تحدث فيه عن "مخطط لتوطين المهاجرين في تونس"، متهمًا "جمعية" بالتواطؤ في ذلك

وعادت أزمة المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء من جنسيات مختلفة من إفريقيا جنوب وغرب الصحراء في تونس إلى تصدّر الواجهة من جديد، مع مباشرة السلطات التونسية حملات إخلاء عدد من المباني والحدائق العمومية والأرصفة حيث تتجمع مجموعات من المهاجرين بعد أن اتخذت منها مكانًا تنزل فيه في انتظار إيجاد حلّ.

وتأتي هذه التطورات في علاقة بالمهاجرين في تونس، بالتزامن مع تتالي زيارات مسؤولين إيطاليين رفيعي المستوى إلى تونس، وأيامًا قليلة بعد الاتفاق التونسي الجزائري الليبي، في اجتماع القمة بين رئيسي تونس والجزائر قيس سعيّد وعبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، على "تكوين فريق عمل مشترك يعهد له إحكام تنسيق الجهود لحماية الحدود المشتركة من مخاطر وتبعات الهجرة غير النظامية مع العمل على توحيد المواقف والخطاب في التعاطي مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة المعنية بظاهرة الهجرة غير النظامية في شمال البحر المتوسط ودول إفريقيا جنوب الصحراء.


صورة