الترا تونس - فريق التحرير
اعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الأربعاء 16 نوفمبر/كانون الأول 2020، أن تصريح رئيس الحكومة الأخير الذي ربط فيه بين الهجرة غير النظامية والإرهاب صادم.
وأضاف المنتدى، في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك" تحت عنوان "تونس تستحق الأفضل"، أن الإدلاء بمثل هذا التصريح يؤكد "قصور الفهم وانعدام التجربة وضعف الاستشارة وعدم التمكن من الملفات بشكل يسيء لصورة التونسيين".
وترى المنظمة الحقوقية، في ذات الصدد، أن "التصريح لم يكن هفوة اتصالية تضاف إلى رصيد رئيس الحكومة الحافل بصنع التوترات إثر كل إطلالة إعلامية، بل بدت وكأنها مسلمة يدعمها باستعداده لترحيل أي تونسي يتواجد بطريقة غير نظامية في فرنسا".
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: مثل هذه التصريحات تؤكد عزلة الطبقة السياسية عن واقع أبناء الشعب وآمالهم التي تصطدم بخيبة أمل ويأس من إصلاح الأوضاع مما يدفعهم إلى الهجرة غير النظامية
وأكدت أن "مثل هذه التصريحات تؤكد عزلة الطبقة السياسية عن واقع أبناء الشعب وآمالهم وانتظاراتهم التي تصطدم بخيبة أمل كبيرة ويأس من إصلاح الأوضاع مما يدفعهم إلى مغامرة الهجرة غير النظامية".
ولفت منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن "المشيشي أساء للآلاف من التونسيين المتواجدين في أوروبا بطريقة غير نظامية وهم في مسارات قانونية لتسوية وضعياتهم"، مرجحًا أن "يعرضهم هذا التصريح لتهديد سلامتهم من طرف المجموعات اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين"، وفق نص البيان.
كما شدد، في السياق ذاته، على أن "المهاجرين التونسيين بصرف النظر عن وضعيتهم هم أبناء تونس وبناتها ومنقذوها في المحن وما قدموه لتونس في هذه الأزمة أثره أنجع من سياساتكم".
واعتبر المنتدى أن "غاية بعض القوى في أوروبا هو أن تدفع تونس ثمن عمل إرهابي جبان استهدف الأبرياء"، لافتًا إلى أنه "ليس قدر تونس والتونسيين أن نكون بين فكي كماشة الإرهاب والابتزاز".
وشددت المنظمة، في سياق متصل، على أن "طرح الاستراتيجية الوطنية للهجرة للنقاش داخل البرلمان أصبح مطلبًا عاجلًا حتى تكون ملزمة لكل المسؤولين وحتى لا تتكرر مواقف عدم الفهم والارتباك"، وفق نص البيان.
وختم منتدى الحقوق بيانه بالقول: "ونحن على أبواب الذكرى العاشرة للثورة يبدو أن رئيس الحكومة في قطيعة معها ومع قيمها وليس في مستوى انتظاراتها من حرية وكرامة وسيادة".
وكان المشيشي قد صرّح، في حوار له مع القناة الفرنسية 24 على هامش الزيارة التي أداها من 12 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى فرنسا، بأنّ "من يقول هجرة غير نظامية يقول إرهاب"، مما استدعى محاوره لمقاطعته قائلًا "ليس دائمًا، بالطبع". وعبر رئيس الحكومة، في السياق ذاته، عن "استعداد تونس لترحيل أبنائها الموجودين بشكل غير قانوني على الأراضي الفرنسي أو الذين يتبنّون خطابًا متطرفًا، مؤكدًا: "نحن في صفّ واحد مع فرنسا في محاربة هذه التطرف".
وقد أثار تصريح المشيشي جدلًا واسعًا واستياء كبيرًا، بُعيد دقائق من بثّ الحوار المصوّر، وضعه قيد موجة من الانتقادات والمؤاخذات على الساحة السياسية.
اقرأ/ي أيضًا:
ربَط الهجرة غير النظامية بالإرهاب: غضب واستياء كبيران من تصريح المشيشي
منظمة تونسية: مقاومة الإرهاب ضرورة لكنها لا تبرر انتهاك حقوق المهاجرين