19-مايو-2023
التوجيه المدرسي ندوة

خلال ندوة بعنوان "منظومة التوجيه المدرسي: الإشكاليات والممارسة التربوية وآفاق التطوير"

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المستشار العام في الإعلام والتوجيه منصف الخميري، الجمعة 19 ماي/أيار 2023، أن منظومة التوجيه المدرسي الحالية تشكو من عدة مآزق والتي لها علاقة مباشرة بالتوجيه الجامعي، وما لذلك من تأثير فيما بعد على سوق الشغل.

منصف الخميري: الخريطة الحالية تظهر عدم تساوٍ في القدرات والمكتسبات المعرفية والتواصلية لدى التلاميذ بصورة عامة وهو ما يقود إلى آفاق غير متكافئة في الجامعة وبعدها

وأضاف الخميري، في مداخلة له خلال ندوة بعنوان "منظومة التوجيه المدرسي: الإشكاليات والممارسة التربوية وآفاق التطوير" من تنظيم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الجميع يرى أن الخريطة الحالية تظهر عدم تساوٍ في القدرات والمكتسبات المعرفية والتواصلية لدى التلاميذ بصورة عامة، وما يقود إليه ذلك من آفاق غير متكافئة في الجامعة وبعدها.

وذكر المستشار العام في الإعلام والتوجيه أن من بين المآزق التي تطوّق التوجيه المدرسي اليوم هو عدم الحسم في السؤال التاريخي المحيّر حول ما إذا نبدأ في صياغة اختصاصات عامة كبرى ونمضي بها إلى البكالوريا ثم إلى التعليم العالي كما هي تقريبًا لجعل التلميذ يمارس نفس الاختصاص الذي انطلق به في التعليم الثانوي، أم أن ننطلق باختصاصات عامة ثم نراجع بصفة جوهرية منظومة المواد الاختيارية لتلوّن المستويات الأخيرة، وفقه.

 

 

كما أشار، في ذات الصدد، إلى أن من بين مشاكل التوجيه أيضًا هو التصنيف الحالي للشعب، معتبرًا أنه أقرب إلى "الابتذال"، حسب توصيفه، موضحًا أنه "في ذهن التلميذ والمجتمع عمومًا هناك اختزال تفقيري كبير لما هو معروض من المسالك والشُّعب، على غرار اعتبار شعبتي الآداب والاقتصاد ملجأً لكل من ليس بإمكانه الالتحاق بالشعب العلمية والتقنية، حسب تقديره.

منصف الخميري: في ذهن التلميذ والمجتمع عمومًا هناك اختزال تفقيري كبير لما هو معروض من المسالك والشُّعب على غرار اعتبار شعبتي الآداب والاقتصاد ملجأً لكل من ليس بإمكانه الالتحاق بالشعب العلمية والتقنية

كما انتقد المستشار انعدام الحوار بين وزارتي التربية والتعليم العالي في علاقة بتوجيه التلاميذ، إذ أن وزارة التربية تسلّمهم إلى وزارة التعليم العالي وكأنها تتخلص منهم، بينما الأخرى  توزعهم بشكل عشوائي على الجامعات، على حد تصوره.

وسلّط منصف الخميري الضوء على عدم مبادرة أي مسؤول بخطة وطنية استراتيجية لمعالجة مختلف إخلالات منظومة التوجيه المدرسي على غرار الانهيار الذي تقدم عليه شعبة الرياضيات مقابل التضخم غير المسبوق في شعبة الاقتصاد، مشددًا على ضرورة بعث خطة في علاقة بمستقبل تشغيل خريجي التعليم العالي ومستحقات التنمية والتطور المتسارع للرقميات والتكنولوجيا.

منصف الخميري ينتقد "انعدام الحوار بين وزارتي التربية والتعليم العالي في علاقة بتوجيه التلاميذ" معتبرًا أن "التربية تسلّمهم للتعليم العالي وكأنها تتخلص منهم بينما توزعهم الأخى بشكل عشوائي على الجامعات"

كما تحدث، في سياق متصل، عن ضعف نسب التوجيه نحو الشعب العلمية والتقنية مقابل ارتفاع نسبة التوجيه نحو شعبتي الآداب والاقتصاد، وعن غياب المعابر بين مختلف أضلع المنظومة الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وكذلك عن أهمية العمل بآلية الملف المهاراتي في التوجيه.