الترا تونس - فريق التحرير
أكد المختص في الاقتصاد عز الدين سعيدان السبت 22 جويلية/ يوليو 2023، بخصوص حصول تونس الخميس، على قرض ومنحة من المملكة العربية السعودية، أنّ هذا القرض هو مساندة للمالية العمومية وليس للاقتصاد التونسي لأنّ المبلغ سيغطي نفقات عامة من ميزانية الدولة لا غير، ولن يغطي الاستثمارات، وفق قوله.
عز الدين سعيدان: أخطر سيناريو بالنسبة إلى تونس اليوم هو أن تتحصل على قروض دون القيام بالإصلاحات الضرورية
وتابع سعيدان، في تصريحه لإذاعة "IFM" (محلية)، أنّ "مبلغ القرض والمنحة يساوي 6.5 أيام توريد، أو يساوي 3 أسابيع من أجور الوظيفة العمومية فقط"، لافتًا إلى أنّ أخطر سيناريو بالنسبة إلى تونس اليوم هو أن تتحصل على قروض دون القيام بالإصلاحات الضرورية، وفق تعبيره.
وقال سعيدان: "المرور إلى القيام بالإصلاحات الضرورية اليوم هو أهم مليون مرة من قرض صندوق النقد الدولي أو مذكرة التفاهم مع الاتحاد الأوروبي"، مشددًا على أنّ تونس بحاجة إلى موارد مالية حتى تتمكن من مواصلة تسديد مستحقات الدين الخارجي وتوفير المواد الأساسية للسوق التونسية، وقال: "يبدو أن هناك قرارًا تم اتخاذه لتبجيل تسديد مستحقات الدين الأجنبي، حتى لو كان ذلك على حساب توفير المواد الأساسية في السوق الداخلية".
عز الدين سعيدان: يبدو أن هناك قرارًا لتبجيل تسديد مستحقات الدين الأجنبي، حتى لو كان ذلك على حساب توفير المواد الأساسية في السوق الداخلية
وتحدّث سعيدان في سياق آخر، عن أنّ مشكلة الحبوب هي من أكبر التحديات التي تواجهها تونس، إذ نحتاج في الـ 12 شهرًا القادمة، أي إلى موسم الحبوب القادم، إلى توريد 100% من حاجياتنا، لأن صابة هذا العام تساوي 2.5 مليون قنطار، وهي تساوي تمامًا البذور بالنسبة للموسم القادم، مؤكدًا أنّ توريد الكمية اللازمة وهي في حدود 34 مليون قنطار، يساوي 4 مليار دينار، أي ما يعادل 3 مرات القرض والمنحة السعوديتين.
وأوضح المختص في الاقتصاد أنّ تونس واصلت في تسديد كل مستحقات الدين الخارجي، "لكن يجب توفير المواد الأساسية في السوق خاصة وأن الدولة تملك (المونوبول) في عديد القطاعات مثل الأدوية، وبالتالي، يجب خلق الثروة، لكن هذا غير ممكن بغياب الإصلاحات، ويجب اليوم أن نسأل: ما هي كلفة عدم القيام بالإصلاحات؟ لهذا كلفة اجتماعية باهظة" وفق تقديره.
عز الدين سعيدان: نحتاج في الـ 12 شهرًا القادمة، أي إلى موسم الحبوب القادم، إلى توريد 100% من حاجياتنا من الحبوب
وانتقد عز الدين سعيدان، أنّ "الدولة التونسية أصبحت مبذّرة وتنفق بدون أي جدوى في الأجور والنفقات العامة وتسديد الدين"، معتبرًا أنّ هناك "نفقات غير مجدية، مثل مواطن الشغل المزيفة التي لديها كلفة عالية جدًا" وفق رأيه.
وكانت المملكة العربية السعودية، قد أعلنت الخميس 20 جويلية/يوليو 2023، أنها ستقدم لتونس قرضًا ميسرًا بمبلغ 400 مليون دولار ومنحة بمبلغ مئة مليون دولار لمساعدتها في إصلاح الوضع المالي بالبلاد، مع التعهد بالمزيد من الدعم المالي في الأسابيع المقبلة.
السعودية تقدم لتونس قرضًا ميسرًا بمبلغ 400 مليون دولار ومنحة بمبلغ مئة مليون دولار لمساعدتها في إصلاح الوضع المالي بالبلاد
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان بعد اجتماع مع الرئيس التونسي قيس سعيّد "سنواصل دعم تونس ..هناك لقاءات في الأسابيع المقبلة لتقديم دعم إضافي من صندوق التنمية السعودي وصناديق التنمية في الخليج".
وتسعى السلطات التونسية لتوفير أموال من دول الخليج بعد تعثر محادثاتها مع صندوق النقد الدولي حول قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، وذلك إبان التوصل إلى اتفاق مبدئي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتعاني البلاد من أزمة ديون ونقص في عديد المواد الأساسية. ومعظم الديون التونسية داخلية لكن هناك أقساط لقروض أجنبية مستحقة في وقت لاحق من هذا العام، وكانت قد قالت وكالات تصنيف ائتماني إن تونس قد تتخلف عن السداد قبل الإعلان عن القرض الجديد.
