الترا تونس - فريق التحرير
دعا الوزير السابق والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي محمد عبو، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، قيادات المؤسستين العسكرية والأمنية التونسيتين إلى "التفكير فيما حدث في تونس بعد 25 جويلية" و"التدخل وعدم مسايرة الرئيس التونسي قيس سعيّد وعدم السماح له بتدمير البلاد"، وفق تعبيره.
عبو للجيش والأمن التونسيين: الحل بيدكم أنتم ولو تحدثتم مع سعيّد في الوقت المناسب سيثوب إلى رشده ولن يستطيع رد الفعل بأي طريقة، وسيسجل التاريخ أنكم اتخذتم القرار المناسب
وقال عبو، في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، موجهًا كلامه للجيش والأمن التونسيين: "لقد أديتم اليمين لحماية المؤسسات الشرعية، لكن سعيّد قام بضربها وبالتالي فهو خرج عن الشرعية ولم يعد رئيسًا وما يقوم به عبث"، حسب رأيه.
وأردف: "تحدثوا معه وأعلموه أن عليه العودة إلى الدستور وأن يعلن عن نهاية الإجراءات الاستثنائية"، متابعًا: "الحل بيدكم أنتم ولو تحدثتم معه في الوقت المناسب سيثوب إلى رشده ولن يستطيع رد الفعل بأي طريقة، وسيسجل التاريخ أنكم اتخذتم القرار المناسب".
عبو: هذه ليست دعوة للتمرّد، فسعيّد هو من تمرّد على الدستور.. لكن أن تحسموا أنتم (الجيش والأمن) المسألة أفضل من أن يحسمها معارضون نصفهم فاسدون
واستدرك القول: "هذه ليست دعوة للتمرّد، فسعيّد هو من تمرّد على الدستور، وهي ليست دعوة للانقلاب فلا نتحمل انقلابًا على انقلاب.. لكن أن تحسموا أنتم (الجيش والأمن) المسألة أفضل من أن يحسمها معارضون نصفهم فاسدون"، على حد ما جاء على لسانه.
واعتبر محمد عبو أن الرئيس قيس سعيّد هو أسوأ من أدار الدولة التونسية وأن وضعه الذهني والصحي والفكري ليس مريحًا وتحوّل إلى خطر مزمن على البلاد، معقبًا: "ما يقوم به سعيّد عبث وسخافات، وواضح أن عليه ضغطًا أجنبيًا"، مستطردًا: "لا يوجد أخطر من أن يملك شخص السلطة ولا يحترم الدستور"، وفق تعبيره.
عبو: سعيّد هو أسوأ من أدار الدولة التونسية وهو شخص بسيط ومحدود ولديه مشاكل صحية وذهنية وتحوّل إلى خطر مزمن على البلاد
وأضاف: "قيس سعيّد وصل إلى أسوأ ما يمكن أن يصل إليه إنسان في الجريمة، فليس هناك أخطر من جريمة الاستيلاء على السلطة وقمع المواطنين"، قائلًا إنه "شخص بسيط ومحدود وكل معارضيه يعرفون أنه يعاني بعض المصاعب الصحية.. كما أنه عوض أن يضرب منظومة الفساد بالدستور اختار أن يضربها بالانقلاب.. بل هو في الحقيقة لا يريد ضربها وإنما يريد افتكاك مكانها وليس مستبعدًا أن يسقط بدوره في الفساد"، حسب تصوره.
جدير بالذكر أن محمد عبو كان قد دعا في ديسمبر/كانون الأول 2020 الرئيس قيس سعيّد إلى تفعيل الفصل 80 من الدستور التونسي ونشر الجيش في كل المدن التونسية وهو ما أثار جدلًا واسعًا آنذاك. كما أن عبو كان من بين الشخصيات السياسية التي عبرت عن دعمها للقرارات التي كان قد أعلن عنها سعيّد في 25 جويلية/يوليو 2021 القاضية بتعليق أعمال البرلمان التونسي ورفع الحصانة عن النواب التونسيين وإقالة رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي، إلا أن عدّل موقفه إثر صدور الأمر الرئاسي عدد 117 في 22 سبتمبر/أيلول 2021 الذي قدم من خلاله الرئيس الإجراءات الخاصة بتسيير السلطتين التشريعية والتنفيذية في تونس، بما يشبه "دستورًا صغيرًا"/"تنظيمًا مؤقتًا للسلط".
وتأتي كلمة عبو إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الاثنين 13 ديسمبر/كانون الأول، الذي أعلن فيه مجموعة من الإجراءات وهي التالية:
- سيتم الإبقاء على المجلس التشريعي معلقًا إلى تاريخ تنظيم انتخابات جديدة
- سيقع تنظيم استشارة شعبية/استفتاء إلكتروني بداية من الفاتح من جانفي/يناير 2022 وقد تم الإعداد للمنصات الإلكترونية وبلورة الأسئلة
- تم اتخاذ كل الاحتياطات لتأمين الاستفتاء الإلكتروني/ الاستشارة الشعبية
- سيتم تنظيم استشارات مباشرة في المعتمديات مع الشعب على أن تنتهي الاستشارة في الداخل والخارج في 20 مارس/آذار 2022
- تتولى لجنة سيتم تحديد أعضائها وتنظيم اختصاصاتها التوليف بين مقترحات التونسيين على أن تنهي أعمالها قبل موفى جوان/يونيو 2022
- عرض مشاريع "الإصلاحات الدستورية" على الاستفتاء يوم 25 جويلية/ يوليو 2022
- تنظم انتخابات تشريعية وفق قانون انتخابي جديد يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2022
- سيتم في الأثناء وضع مرسوم خاص يتعلق بالصلح الجزائي وفق التصور الذي تم الإعلان عنه منذ 2012
- ستقع محاكمة كل الذين أجرموا في حق الدولة التونسية وفي حق شعبها وعلى القضاء أن يقوم بوظيفته في إطار الحياد التام.
اقرأ/ي أيضًا:
عبو: الفساد سيعود أقوى مما كان عليه قبل 25 جويلية إذا فشل قيس سعيّد
اعتبر أنه "فقد شرعيته وخسر مصداقيته".. عبو يطرح على سعيّد جملة من المقترحات