12-ديسمبر-2023
أزمة الخبز في تونس

محمد الجمالي: الطوابير عادت أمام المخابز في تونس (الشاذلي بن ابراهيم/ NurPhoto)

الترا تونس _ فريق التحرير 

 

أكد رئيس المجمع المهني للمخابز العصرية بكوناكت، محمد الجمالي، عودة أزمة الخبز في تونس إلى الواجهة بسبب النقص اللافت في مادتي الفارينة والسميد في الأيام الأخيرة، مشيرًا أن "هذه الأزمة ستكون أقوى من سابقاتها"، وفقه.

المجمع المهني للمخابز العصرية بكوناكت يؤكد عودة أزمة الخبز في تونس إلى الواجهة بسبب النقص اللافت في مادتي الفارينة والسميد 

وقال الجمالي، في مداخلة له على إذاعة "الجوهرة " (محلية)، الثلاثاء 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، إن أزمة الخبز عادت بقوة خصوصًا مع بداية الشهر الجاري، ما انجر عنه عودة الطوابير أمام المخابز بسبب نقص الخبز.

 رئيس المجمع المهني للمخابز العصرية بكوناكت محمد الجمالي: أزمة الخبز عادت بقوة خصوصًا مع بداية شهر ديسمبر ما انجر عنه عودة الطوابير أمام المخابز 

وأكد الجمالي، أن أصحاب المخابز خصوصًا العصرية منها يجدون صعوبة كبيرة في التزود بمادتي السميد والفارينة، ما اضطرهم للعمل لنصف يوم فقط في حين اضطر آخرون إلى إغلاق مخابزهم بسبب عدم حصولهم على نصيبهم من المواد الأولية لإنتاج الخبز، حسب قوله.

في المقابل، لم يُخفِ الجمالي قلقه تجاه مصير المخابز العصرية في تونس، خصوصًا وأن وزارة التجارة التونسية كانت قد أعطت أولوية الحصول على الفارينة إلى المخابز المدعمة، وفقه.

 وبخصوص الحديث عن تسبب الاحتكار في فقدان المواد الأولية لصنع الخبر، أكد الجمالي أن أصحاب المخابز في تونس لم يجدوا المواد لصناعة الخبز ما يعني أنها غير متوفرة أيضًا للاحتكار، حسب قوله.

واستغرب رئيس المجمع المهني للمخابز العصرية بكوناكت، ما وصفه بـ "تضارب الأرقام الرسمية التي تقول إنه لا وجود لأزمة في مادّة القمح بينما يقول الواقع عكس ذلك ".

على صعيد متصل، أكّد الجمالي أنّ "المجمع المهني للمخابز العصرية بكوناكت توجّه بمراسلة لوزارة التجارة وطلب جلسة عمل معها للوقوف على أسباب أزمة الخبز والبحث عن حلول، غير أنه لم يتلقّ  أي إجابة إلى حدّ الآن".

 رئيس المجمع المهني للمخابز العصرية بكوناكت محمد الجمالي: وجهنا مراسلة لوزارة التجارة وطلبنا جلسة عمل معها للوقوف على أسباب أزمة الخبز  غير أننا لم نتلقّ  أي إجابة إلى حدّ الآن

وكان مرصد رقابة (منظمة رقابية في تونس)، قد أكد في بيان له بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول 2023، تواصل أزمة النقص الفادح في مادة الخبز في تونس، على الرغم من أن الكميات الموزعة من القمح اللين لم تشهد تراجعًا خلال الفترة الممتدة من جانفي/ يناير إلى سبتمبر/ أيلول 2023 مقارنةً بنفس الفترة من سنة 2022.

وقال المرصد، إن نسبة تراجع كميات القمح اللين الموزعة لم تتجاوز 0.7 في المائة أي ما يعادل 6.7 ألف طن فقط (من 902.8 ألف طن إلى 896.1 ألف طن)، ومقارنة بنفس الفترة من سنتي 2020 و2021، سجلت الكميات الموزعة من القمح اللين إلى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول 2023 ارتفاعًا على التوالي بـ 2.1 في المائة (ما يعادل 18.8 ألف طن) و4.2 في المائة (ما يعادل 35.9 ألف طن).

وقال مرصد رقابة، إن الفترة الممتدة من جانفي/ يناير إلى سبتمبر/ أيلول من سنة 2023 شهدت تراجعًا كبيرًا في معدل أسعار الحبوب الموردة، حيث انخفض معدل سعر الطن من القمح الصلب بـ 189 دولار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022 (من 665 دولار إلى 476 دولار)، كما انخفض معدل سعر الطن من القمح اللين بـ 93 دولار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022 (من 422 دولار إلى 329 دولار)، وهو ما مكّن من اقتصاد مهم في النفقات خلال الفترة المعنية، وفقه.

واعتبر مرصد رقابة، أن الأزمة الراهنة تعود أساسًا للتلاعب بمادة الفارينة، وخاصة الفارينة المدعمة التي تتزود بها حصريًا المخابز المُصنفة، في ظل عجز وزارة التجارة التونسية عن الاضطلاع بمهامها واكتفائها بـ "الشو" الإعلامي عبر عمليات مراقبة ظرفية أثناء استفحال الأزمات، وفقه.

ويشار أن تونس عاشت قبل أشهرٍ على وقع نقصٍ حادٍّ في مادة الخبز بسبب تراجع التزوّد بمادتي الطحين والسميد وقد تسببت في إقالة الرئيس المدير العام لديوان الحبوب، بينما يتّهم الرئيس التونسي المحتكرين بالوقوف وراء هذه الأزمة.