26-يوليو-2019

انخرط في العمل النضالي صلب الشبيبة الدستورية منذ عام 1941 (نيكولا فوكي/Getty)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

تحدث الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في كتابه "الحبيب بورقيبة المهم والأهم" (2008) وهي مذكرات سياسية استعرض خلالها مسيرته مع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، عن طفولته بين تونس العاصمة وحمام الأنف وعن عائلته وبداية انخراطه في العمل السياسي النضالي.

وقال في شهادته إنه ينتمي إلى عائلة من سكان تونس العاصمة تقيم بحي باب الأقواس (نهج النفافتة ونهج بن ظريف)، وإن أباه كان آخر سلالة العائلة إذ أنه كان أصغر إخوته، ولكنه كان يعيش بعد نضوب الثروة العائلية "حياة متواضعة" باستغلال مزرعة بماطر وسانية أشجار غلال في الجديدة على ضفاف وادي مجردة.

وبيّن أن العائلة انتقلت للعيش في حمام الأنف بناء على نصيحة طبيب والده محمود الماطري كي يتمكن الأب من متابعة علاج بالمياه الحارة، ولكنه توفيّ وترك أبناءه في سن صغيرة وكان سن الباجي قايد السبسي وقتها 10 سنوات وهو أكبر إخوته.

ينتمي الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي إلى عائلة من سكان تونس العاصمة تقيم بحي باب الأقواس ثم انتقلت لاحقًا إلى حمام الأنف لعلاج والده بطلب من طبيبه

ويوضح الرئيس الراحل أن والدته، التي ولدت في عائلة بن جعفر أصيلة تونس العاصمة، هي من تولت تربية أبنائها بعد وفاة الأب، مشيرًا إلى أن عائلة آل بن جعفر كانت تقيم تحديدًا في منطقة باب سويقة وينتمي أغلب أفرادها إلى الحزب الدستوري الجديد ومنهم خاله.

وحول تسميته باسم الباجي، يقول الرئيس الراحل إن جده محمد بن جعفر، أمين الشواشية وقتها، استقبل والدته قبيل ولادتها به في مقر الإقامة الثانوي للعائلة بسيدي بوسعيد، موضحًا أن سكان الحاضرة آنذاك يقيمون خلال فصل الصيف في هذه الضاحية حتى أوائل فصل الشتاء.

وبيّن أنه حينما شعرت والدته بآلام المخاض وفي غياب أي إسعاف طبي لصعوبة جلبه من تونس العاصمة، أمر الجدّ بنقل الأم إلى ضريح الولي الصالح في المدينة لتلد تحت رعايته ونذر الجد أنه إذا كان المولود ذكرًا فليطلق عليه اسم "الباجي" أما إذا كانت أنثى فليكن اسمها "السيدة". ويقول الباجي هنا "وهكذا فتحت عيني لأول مرة في ضريح سيدي بوسعيد الباجي الذي أحمل اسمه".

أفاد الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي أن جدّه أمر والدته وقت مخاضها بالانتقال إلى ضريح الولي الصالح سيدي بوسعيد الباجي في مدينة سيدي بوسعيد ونذر أن يسمي المولود الجديد باسمه

وقال الرئيس الراحل، في مذكراته السياسية، إن أول صدمة تلقاها في حياته النضالية هي أحداث يوم 9 أفريل/نيسان 1938، مبينًا أنه كان يدرس يومها بالمعهد الصادقي مع الإقامة خلال السنة الدراسية في منزل الأسرة بتونس مع أخيه تحت رعاية أحد الأقارب.

ويتحدث أنه واكب مع أمه لاحقًا في جهة حمام الأنف تخريب العساكر الفرنسيين لمقر لشعبة الحزب الدستوري الجديد، وتهديد رئيس البلدية الفرنسي لأمين السوق كي يهتف "يسقط الدستور"، ويقول الباجي قايد السبسي إن ما شاهده وقتها كان "صدمة حقيقية"، مشيرًا إلى أن والدته قالت له وقتها بلهجة حادة كما يصف "لا تنس ما رأيت!".

وبين أنه بعد فترة قصيرة التحق بالشبيبة الدستورية لشعبة حمام الأنف سنة 1941 في أول سنة للتعليم الثانوي. وأضاف أنه "من أجل تحديد أفضل للوضع العائلي"، اضطر للعودة إلى جده لأمه محمد بن جعفر الذي كان بيته ملاصقًا لبيت آل الماطري في حي باب سويقة.

وأشار أنه بعد وفاة والدة محمود الماطري عند إنجابها له، قامت جدته، التي أنجبت خالته فاطمة لتوها، بإرضاع الرضيع محمود من ثديها، ثم استعاد لاحقًا آل الماطري ابنهم الذي أصبح أخًا من الرضاعة لأمه. ويقول الباجي قايد السبسي إن الماطري ظل ببساطة له "خالي محمود ولقد كان بالنسبة لنا طبيب العائلة وكان وفاؤه لنا مطلقًا" مبينًا أنه لازم والده وشمله بالرعاية إلى غاية يوم وفاته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الباجي قائد السبسي: مسيرة أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في تونس

أحزاب وشخصيات تنعى قائد السبسي: تذكير بمسيرته وضرورة تنظيم جنازة "لائقة"