25-يوليو-2019

وافت المنية رئيس الجمهورية صباح الخميس 25 جويلية 2019 (صورة أرشيفية/ إريك فيفربورغ/ أ ف ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

توفي صباح الخميس 25 جويلية/ تموز 2019، رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، بالمستشفى العسكري بالعاصمة تونس، عن عمر يناهز الـ93 عامًا، وذلك بالتزامن مع إحياء التونسيين للذكرى 62 لإعلان الجمهورية.

وقد ولد محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1926 بمنطقة سيدي بوسعيد، وهو الرئيس الخامس للجمهورية التونسية وأول رئيس منتخب ديمقراطيًا من قبل الشعب. وقد تلقى قائد السبسي دراسته بمعهد الصادقية بتونس العاصمة وأكمل الجزء الثاني من البكالوريا بديجون سنة 1948.

وفي 1949، تنقل إلى باريس ليواصل الدراسات العليا في الحقوق أين التقى بالحبيب بورقيبة الابن وتوطدت العلاقة بينهما الأمر الذي سمح بلقائه بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1950.

وقد عاد إلى تونس يوم 15 جويلية/ تموز 1952 إثر إنهاء دراسته الجامعية.

تولى قائد السبسي عدة مناصب في الدولة التونسية طيلة مسيرته

وعند عودته إلى تونس، انضم الباجي قائد السبسي إلى مكتب المحامي فتحي زهير في نفس السنة وأدى القسم يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1952 وانطلق فورًا في الترافع بعد أسابيع قليلة وإثر اغتيال فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول. كما عمل لفترة طويلة كمحام لدى الاتحاد العام التونسي للشغل.

وتولى قائد السبسي عدة مناصب في الدولة التونسية طيلة مسيرته حيث نشط صلب الحزب الدستوري الحر منذ شبابه وبعد الاستقلال عمل كمستشار للحبيب بورقيبة ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية. وعام 1963، تمّ تعيينه على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة إدريس قيقة على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر/ كانون الأول 1962.

وفي سنة 1965، عيّن وزيرًا للداخلية بعد وفاة الطيب المهيري. وساند من منصبه التجربة التعاضدية التي قادها الوزير أحمد بن صالح. وتولى وزارة الدفاع بعد إقالة هذا الأخير في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1969 وبقي في منصبه إلى غاية 12 جوان/ حزيران 1970 ليعيّن إثر ذلك سفيرًا لدى باريس.

قام الباجي قائد السبسي عام 1971 بتجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري وذلك على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي ليقع رفته من الحزب سنة 1974 لينضم للمجموعة التي ستتشكل عام 1978 وهي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري. وخلال تلك الفترة، تولى إدارة مجلة "ديمكراسي" المعارضة.

سجّل الباجي قائد السبسي عودته بعد الثورة التونسية إلى الساحة السياسية التونسية وقام بدور محوري في ظل الانتقال الديمقراطي الذي عاشته البلاد

وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول 1980 عاد إلى الحكومة كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، ليعيّن يوم 15 أفريل/ نيسان 1981 وزيرًا للخارجية خلفًا لحسان بلخوجة. وأثناء توليه هذا المنصب، لعب قائد السبسي دورًا هامًا في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط.

وفي 15 سبتمبر/ أيلول 1986، تم تعيين الباجي قائد السبسي على رأس الديبلوماسية التونسية ليعيّن بعدها سفيرًا لدى ألمانيا الغربية.

وفي 1989، إثر انقلاب 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، تم انتخاب الباجي قائد السبسي في مجلس النواب ليتولى رئاسته بين 1990 و1991. وخيّر إثر ذلك الرئيس الراحل الابتعاد عن الساحة السياسية إلا أن هذا القرار سيكون مؤقتًا، حيث سيسجّل الباجي قائد السبسي عودته بعد الثورة التونسية ويقوم بدور محوري في الحفاظ على استقرار البلاد في ظل الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه.

وقد عيّن قائد السبسي في 27 فيفري/ شباط 2011 رئيسًا للحكومة المؤقتة بعد استقالة محمد الغنوشي ليقود البلاد إلى انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. واستمر في منصبه حتى 13 ديسمبر/ كانون الأول 2011 حين قام رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي بتكليف حمادي الجبالي بتكوين حكومة.

ورغم أنه كان من المتوقع أن يغادر قائد السبسي حينها الحياة السياسية نهائيًا، إلا أنه اتجه إلى تأسيس حركة نداء تونس عام 2012 ليخوض بها الانتخابات التشريعية والرئاسية ويفوز برئاسة الجمهورية في ديسمبر/ كانون الأول 2014، في حين تحصل حزبه آنذاك على المرتبة الأولى في التشريعية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عاجل: الرئاسة تعلن وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي في المستشفى العسكري

الشغور النهائي في منصب الرئيس.. أي سيناريو منتظر وفق الدستور؟