17-أكتوبر-2022
استعملت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين (صورة لليلة الثانية من الاشتباكات/ياسين القايدي/الأناضول)

استعملت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين (صورة لليلة الثانية من الاشتباكات/ياسين القايدي/الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تجدّدت، ليل الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لليلة الثالثة على التوالي، الاحتجاجات والاشتباكات بين محتجين في منطقة حي التضامن (حي شعبي متاخم للعاصمة تونس) وقوات أمنية، على خلفية وفاة شاب من أبناء الجهة وهو مالك السليمي (24 سنة)، الخميس 13 من الشهر الجاري، متأثرًا بإصابات جرّاء اعتداءات بالعنف تعرّض لها منذ شهر ونصف من قبل أمنيين، وفق ما أكده أفراد من عائلته وشهود عيان.

تجدد الاشتباكات بين محتجين في حي التضامن وقوات أمنية على خلفية وفاة شاب من أبناء الجهة "متأثرًا بإصابات جرّاء اعتداءات تعرّض لها"

وقد استعملت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، الذين عمدوا إلى الرشق بالحجارة وإشعال العجلات المطاطية، لتشهد المنطقة كرًا وفرًا بين الأمنيين والمتظاهرين.

ونقل نشطاء على منصات التواصل استياء العديد من متساكني المنطقة من الاستعمال المكثف للغاز والذي دخل بيوتهم أيضًا، وفق شهاداتهم.

استعملت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في حي التضامن ليل الأحد واشتكى متساكنو المنطقة من استعمال مكثف للغاز

 

 

وتعود أطوار الحادثة إلى تاريخ 31 أوت/أغسطس 2022، "عندما كان الشاب مالك متواجدًا رفقة أصدقائه على متن دراجته النارية بحي التضامن، وأثناء سيرهم بالدراجة قامت سيارة شرطة بملاحقتهم من الخلف مما اضطرهم إلى الوقوف على جانب الطريق"، وفق ما نقلته جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات (حقوقية).

وتضيف الجمعية، في بيان لها، أنه "بعد وقوفهم ونزولهم من الدراجة قام أعوان الشرطة بالتوجه إلى مالك مباشرة وضربه ضربًا شديدًا دون أي سبب يدفعهم للقيام بذلك"، وفقها، مشيرة إلى أن "الضحية مالك حاول المقاومة والهروب من بين أيديهم ليقوموا بدفعه حتى سقط في قناة صغيرة لتصريف مياه الأمطار وأغمى عليه ليبقى هناك إلى حين وصول سيارة الحماية المدنية".

وتتابع: "ومنذ ذلك اليوم بقي مالك في المستشفى تحت العناية الطبية بسبب ما لحقه من كسور عديدة وارتجاج أصاب رأسه، لتزداد حالته الصحية تعكرًا يومًا بعد يوم ما تطلب عناية طبية مشددة، وبقي داخل المستشفى على تلك الحالة حتى توفي يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022"، وفق ما ورد في نص بيان لجمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات وكما ورد عن روايات عدد من النشطاء والحقوقيين.

 

 

واعتبرت الجمعية أن "الاعتداء على الشاب مالك السليمي الذي أدى إلى وفاته، يمثل انتهاكًا للحق في الحياة والحق في الحرمة الجسدية". وتطالب عائلة الشاب مالك السليمي بمحاسبة الأمنيين المتورطين في الاعتداء عليه، وفق ما أكده عم الفقيد محمد السليمي في تصريح لإذاعة "ديوان أف أم".

عم الفقيد محمد السليمي في تصريح إذاعي: "نأمل أن ينصفنا القضاء ولو أننا نرى دائمًا أنه يقع الإفلات من العقاب كلّما تعلّق الأمر بوزارة الداخلية"

وقال: نحن نطالب بتحقيق العدالة ومحاسبة المعتدين. لسنا دعاة فوضى لكننا نريد حقّ مالك"، مضيفًا: "نأمل أن ينصفنا القضاء ولو أننا نرى دائمًا أنه يقع الإفلات من العقاب كلّما تعلّق الأمر بوزارة الداخلية".

وبشكل عام، تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تزايد الاحتقان في عدة جهات تونسية وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تزايد الاحتقان في عدة جهات تونسية وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد

في المقابل، صرّح رئيس مكتب الإعلام بوزارة الداخلية فاكر بوزغاية لقناة العربية أن عدداً من المندسين هم من شاركوا في الاحتجاجات بحيي التضامن والانطلاقة وذلك "لغايات سياسية ولتنفيذ عمليات سرقة"، وفق روايته. بينما لم تصدر وزارة الداخلية التونسية أي بيان رسمي حول هذه التطورات.

يُذكر أن منطقة شعبية أخرى، في ولاية بنزرت التونسية، شهدت احتجاجات ليلًا (الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين) واشتباكات بين المحتجين والشرطة، دون أن تتضح أي تفاصيل أخرى.