25-فبراير-2023
بشير العكرمي

يذكر أن البشير العكرمي كان قانونيًا في حالة سراح وتم وضعه في حالة إيواء وجوبي بمستشفى الرازي

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت المحامية إيناس حراث، في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة 24 فيفري/شباط 2023، أنه النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أذنت من جديد بالاحتفاظ بوكيل الجمهورية الأسبق للمحكمة الابتدائية بتونس والقاضي المعفي بأمر رئاسي، البشير العكرمي.

وللإشارة فإن البشير العكرمي كان قانونيًا في حالة سراح، وتم وضعه في حالة إيواء وجوبي بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية الرازي بناء على قرار قضائي صادر عن رئيس المحكمة الابتدائية بتونس في 17 فيفري/شباط 2023. 

المحامية إيناس حراث: بعد إخراج الحماية المدنية وسيارة الإسعاف التي تم استدعاؤها للغرض والمحامين وعائلة البشير العكرمي من مستشفى الرازي، قامت وحدة مكافحة الإرهاب باعتقاله ونقله في سيارة أمنية عادية إلى بوشوشة

وكانت عائلة البشير العكرمي تنتظر مغادرته مستشفى الرازي الجمعة، بعد انقضاء الفترة القانونية المحددة، وإعطائه شهادة طبية تفيد بأن يظلّ خاضعًا للمراقبة الطبية المستمرة، وفق ما أكده محاميه أنور أولاد علي الجمعة في تصريح لـ"كشف ميديا".

وقالت المحامية إيناس حراث في تدوينة نشرتها ليلة الجمعة على فيسبوك: "بعد إخراج الحماية المدنية وسيارة الإسعاف التي تم استدعاؤها للغرض والمحامين وعائلة البشير العكرمي من مستشفى الرازي، قامت وحدة مكافحة الإرهاب باعتقاله ونقله في سيارة أمنية عادية إلى مركز الاحتفاظ ببوشوشة رغم حالته الصحية الكارثية ورغم معارضة الأطباء"، وفقها.

وذكّرت المحامية بأن "البشير العكرمي في إضراب جوع منذ أسبوعين وعاجز عن المشي"، متسائلة: "يبقى السؤال لماذا وصلت الرغبة في التنكيل به إلى تعمد صرف سيارة الإسعاف ونقله في سيارة أمنية عادية وهو في تلك الحالة الخطيرة؟ وما الذي جد بين قرار السراح الذي اتخذ في شأنه يوم الجمعة الماضي واليوم ليقع الإذن بالاحتفاظ به من جديد ومن نفس الجهة التي اتخذت قرار التسريح؟"، حسب ما ورد في نص التدوينة.

 

صورة

 

ومن جهته، قال القاضي حمادي الرحماني: "خلافًا لما تم ترتيبه بالتنسيق بين إدارة مستشفى الرازي وأطبائه وعائلة البشير العكرمي وهيئة الدفاع والحماية المدنية والنيابة العمومية والجهات الأمنية من نقل القاضي بشير العكرمي إلى مستشفى عمومي تم الاتفاق عليه، فإن القوات الأمنية نكثت الاتفاق وقامت بإخراجه من مستشفى الرازي بالحيلة وفي سيارة عادية بدل سيارة إسعاف أو سيارة حماية مدنية".

حمادي الرحماني: "نقل البشير العكرمي لمركز الاحتفاظ ببشوشة رغم  تأكيد النيابة العمومية بقطب الإرهاب لهيئة الدفاع بأن ما تم ترتيبه بالاتفاق سيُنفّذ وأن قوات الأمن لن تقتحم مستشفى الرازي.. لكنها فعلت!"

وأضاف، في تدوينة له على فيسبوك، "تم أخذه إلى مركز الاحتفاظ ببوشوشة حيث اتضح أنه تم تجهيز قضية جديدة والإذن بالاحتفاظ به مع التعهد بنقله إلى مستشفى آخر لم تحدده"، مشيرًا إلى أن "كل ذلك حصل بعد تأكيد النيابة العمومية بقطب الإرهاب لهيئة الدفاع بأن ما تم ترتيبه بالاتفاق سيُنفّذ وأن قوات الأمن لن تقتحم مستشفى الرازي.. لكنها فعلت"، على حد قوله.

وختم حديثه بالقول: "وهكذا تبدو النيابة العمومية بلا حول ولا قوة ولا قرار مستقل، أو هكذا تم إظهارها، لتظل القوات الأمنية العاملة بالأوامر السياسية متحكمة في مصائر الناس وإجراءات التقاضي، تفعل ذلك بعد أن استعادت ممارسات قديمة تذهب بمصداقيتها"، وفق ما جاء في التدوينة ذاتها.

 

صورة

 

وكان قد تسرّب، عشية الجمعة، مقطع فيديو من الغرفة التي أقام بها البشير العكرمي بقسم الطب النفسي الشرعي بمستشفى الرازي وجّه من خلاله نداء استغاثة وطنيًا وإقليميًا ودوليًا لأن يتم التدخل من أجل وضع حد لما وصفها بـ"المهزلة".

وقال العكرمي إن "الطبيب قرر إخراجه من المستشفى بعد إعطائه شهادة طبية تفيد بأن يظلّ خاضعًا للمراقبة الطبية المستمرة"، مستدركًا القول: "لكن يبدو لي أن هناك توجهًا لأن يتم اختطافي من جديد"، وفق تعبيره.

يُذكر أنهّ تمّ إيقاف وكيل الجمهورية الأسبق للمحكمة الابتدائية بتونس والقاضي المعزول البشير العكرمي، يوم الأحد 12 فيفري/شباط 2023. وفي 17 فيفري/شباط الجاري، قررت النيابة إطلاق سراحه. إلا أنها اتخذت أيضًا قرارًا يقضي بالإيواء الوجوبي بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية الرازي بناء على تقرير صادر عن لجنة طبيّة مختصّة، وقد صرّحت النيابة العمومية أنّ مردّ ذلك القرار أزمة نفسية حادّة ألمّت بالمنوّب"، وفق ما أفادت به هيئة الدفاع.