12-يناير-2024
السدود في تونس

لا تزال نسبة تعبئة السدود في حدود 50% من المعدل العادي للامتلاء في مثل هذه الفترة من السنة (حسن مراد/ Defodi images)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال كاتب الدولة المكلف بالمياه لدى وزارة الفلاحة التونسية رضا قبّوج، الجمعة 12 جانفي/يناير 2024، إنّ وضعية السدود في تونس لا تزال حرجة، وفق تقديره.

وأضاف، لدى مشاركته في يوم إعلامي حول "الطرق الحديثة في ريّ الواحات" بقبلي في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أنّه "رغم تحسن المخزون من المياه مقارنة بالسنة الفارطة، فإن توزيعه يختلف من سدّ لآخر، وقد يكون أسوأ من توزيع السنة الماضية خاصة فيما يتعلق بمياه الشرب بمنظومة أقصى الشمال التي تعاني من نقص ملحوظ في بعض السدود المحورية على غرار سدّي سيدي البراق وسجنان".

كاتب الدولة المكلف بالمياه: وضعية السدود في تونس لا تزال حرجة ورغم تحسن المخزون من المياه مقارنة بالسنة الفارطة، فإن توزيعه يختلف من سدّ لآخر وقد يكون أسوأ من توزيع السنة الماضية

وأفاد المسؤول الفلاحي بأنّ "نسبة التعبئة في السدود بلغت حدود 30% وهي إيرادات أفضل من السنة الماضية بحوالي 3 أضعاف، إلا أنه لا تزال في حدود 50% من المعدل العادي للامتلاء في هذه الفترة من السنة".

وقال قبّوج، في ذات الصدد، إنّ الهدف من تنظيم هذا اليوم الإعلامي هو "تحسيس فلاحي الجهة بضرورة الترشيد والاقتصاد في استعمال الماء نظرًا للموارد المحدودة من هذه الثروة الطبيعية سواء السطحية أو الجوفية وحدّة التغيرات المناخية التي لا تجعل لنا خيارًا آخر"، مشددًا على ضرورة "ترشيد الاستهلاك لتجنب اللجوء إلى حلول أخرى مكلفة جدًّا على غرار تحلية مياه البحر أو إعادة استعمال المياه المعالجة لإنتاج الخضروات، و غيرها من الحلول".

 

 

كما حثّ الفلاحين على مزيد تركيز منظومات الاقتصاد في مياه الري في الزراعات المستهلكة والمستنزفة للمياه على غرار غراسات النخيل التي تستهلك أكثر من 20 ألف متر مكعب من المياه بالهكتار الواحد سنويًا، مما يتطلب التخفيض من هذا الاستهلاك قدر الإمكان، وفق تأكيده.

كاتب الدولة المكلف بالمياه: نسبة التعبئة في السدود بلغت حدود 30% وهي إيرادات أفضل من السنة الماضية بحوالي 3 أضعاف، إلا أنه لا تزال في حدود 50% من المعدل العادي للامتلاء في هذه الفترة من السنة

يذكر أنّ المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة عادل الصكوحي كان قد أفاد، في 8 جانفي/يناير 2024، بأن مخزون المياه بالسدود في شمال تونس ارتفع نتيجة التساقطات الأخيرة الهامة من الأمطار، ليبلغ إجمالي 592 مليون متر مكعب ما يعادل 33% من الطاقة الإجمالية لمخزون هذه السدود، علمًا وأنّ عدد سدود الشمال يبلغ 22 سدًا موزعة على ولايات جندوبة وباجة والكاف وسليانة وبنزرت.

وذكر، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، أنّ مخزون سدّ البربر بمعتمدية فرنانة، الذي تقدّر طاقته بنحو 60 مليون متر مكعّب، تجاوز 101%، فيما ناهز مخزون مياه سد المولى، الذي تقدر طاقة استيعابه نحو 26 مليون متر مكعب، 89% من طاقة تخزينه، وتجاوزت طاقة تخزين سد بوهرتمة وهو السد الأكثر اعتمادًا في مجال الري وإلى غاية صباح الاثنين نحو 40 مليون متر مكعب أي بنسبة امتلاء فاقت 36% من طاقته.

كاتب الدولة المكلف بالمياه يدعو الفلاحين إلى ضرورة الترشيد والاقتصاد في استعمال الماء نظرًا للموارد المحدودة من هذه الثروة الطبيعية سواء السطحية أو الجوفية وحدّة التغيرات المناخية

كما سجل مخزون مياه بني مطير، وهو السد الأكثر اعتمادًا لمياه الشرب في تونس، ارتفاعًا بلغ نحو 28 مليون متر مكعب أي بنسبة امتلاء ناهزت 47% من طاقته، وفق ذات المصدر.

في المقابل، لا تزال نسبة امتلاء سد كسّاب ببلطة بوعوان في حدود 17%، وسد الكبير بطبرقة في حدود 26 بالمائة، وسد ملاق بولاية الكاف 12،2%، وسد سيدي سالم بولاية باجة في حدود 31%، وهي نسب اعتبرها رئيس النقابة التونسية للفلاحين، توفيق التيساوي، ورئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بولاية جندوبة لطفي الجمازي "ضعيفة وغير مطمئنة" لضمان ري المناطق السقوية وتوفير مياه الشرب مقارنة بالمعدلات المطرية التي عرفتها المناطق التي تقع بها هذه السدود وحاجة البلاد إلى كميات أعلى مما هو متوفر، وفق ما نقلته الوكالة الرسمية.

وشهدت تونس خلال الأيام الأخيرة تساقطات هامة من الأمطار خاصة في ولايات الشمال والوسط، وبالخصوص في مناطق السدود، وفق ما أكده المرصد التونسي للطقس والمناخ.