02-يوليو-2024
فاضل الجعايبي

فاضل الجعايبي: مدير مهرجان الحمامات أكد أنّ المشكلة الحقيقية هي ورود عبارات نابية مخلة بالأخلاق العامة في نص المسرحية 

الترا تونس - فريق التحرير

نشر الساعة:  10:38 بتوقيت تونس  

 

ردًا على الجدل الذي أثاره قرار عدم إدراج مهرجان الحمامات الدولي، عمل المخرج والمؤلف المسرحي، الفاضل الجعايبي "آخر البحر" ضمن برمجة الدورة 58 للمهرجان، أصدر الجعايبي يوم الثلاثاء 2 جويلية/يوليو 2024 بيانًا، عبّر فيه عن "استنكاره وتنديده الشديد بصمت سلطة الإشراف"، إزاء ما وصفها  بـ "الوضعيّة الخطيرة".

فاضل الجعايبي: مدير مهرجان الحمامات الدولي سحب مسرحية "آخر البحر" بعد برمجتها، وتعلّل بأسباب متضاربة ومتناقضة، ومن جهته اختار منتج العمل وموزّعه المدير العام للمسرح الوطني الصمت باسم واجب التحفّظ

  • فاضل الجعايبي: "وجدت نفسي مضطرًّا لتنوير الرأي العام والتّنديد بهذه المهزلة"

وقال الجعايبي في بيان نشره على صفحته بموقع فيسبوك، إنه وجد نفسه "مضطرًّا لتنوير الرأي العام وإعلامه بحقيقة ما حدث والتّنديد بهذه المهزلة"، حسب تعبيره، مشيرًا إلى "هبة فنانين ونقّاد ومتفرّجين للتنديد بعودة الرّقابة وللدفاع على حرّية التّعبير".

​​​​​​وأكد فاضل الجعايبي أن "مدير مهرجان الحمامات الدولي سحب مسرحية "آخر البحر" بعد برمجتها، وتعلّل بأسباب متضاربة ومتناقضة، ومن جهته اختار منتج العمل وموزّعه المدير العام للمسرح الوطني الصمت باسم واجب التحفّظ، ولم تحرّك سلطة الإشراف ساكنًا" حسب قوله.

وتابع المخرج والمؤلف المسرحي مستطردًا: "بعد قبول الّلجنة المكلّفة بانتقاء واختيار الأعمال المسرحيّة للدورة 58 لمهرجان الحمامات، اتّصل بي هاتفيًا المدير الحالي للدورة وهنأني ببرمجة "آخر البحر" يوم 18 جويلية/يوليو 2024 ثمّ تحاور معي حول استلام الركح قبل 48 ساعة من العرض كما هو معمول به في جميع المهرجانات التي تفرض علينا تعديل الأضواء بعد غروب الشمس، وهذا ما جرت عليه العادة منذ السّبعينيات".

فاضل الجعايبي: مدير مهرجان الحمامات أكد أنّ المشكلة الحقيقية وراء التراجع عن برمجة عرض المسرحية هي أنّ النّص يحمل عبارات نابية مخلة بالأخلاق العامة ورد عليه مدير المسرح الوطني بأنه هذا خطّ أحمر

وأضاف أن "مدير المهرجان اتصل بعد مدة بمدير المسرح الوطني وطلب منه نصّ المسرحيّة، ليرفض هذا الأخير، حسب قوله، تزويده بالنص واقترح عليه الحضور في عرض من عروض المسرحية. وحضر مدير المهرجان العرض مصحوبًا بمديره الفنّي. ثم اجتمعت في اليوم الموالي مع المدير الفنّي ومعي الطّاقم الفنّي للمسرح الوطني للنّظر في مستلزمات العرض".

"صنصرة" وتسليط رقابة على العمل الفنّي "آخر البحر" ؟

وأفاد الجعايبي بأن "مدير المهرجان اتّصل بمدير المسرح الوطني وفاجأه بأنّ الظّروف المادّيّة للمهرجان لم تعد تسمح له ببرمجة المسرحيّة، فتنازل مدير المسرح الوطني على الاتفاق الأول وقبل التخفيض في سعر العرض. وأجابه مدير المهرجان بأنّ المشكلة الحقيقية في الواقع هي أنّ النّص يحمل عبارات نابية مخلة بالأخلاق العامة فرد عليه مدير المسرح الوطني بأنه لا يحق له أن ينصّب نفسه رقيبًا، وأنّ هذا خطّ أحمر لا يقبل تجاوزه، واقترح عليه أن يتّصل بي إذا أراد التّفاوض في الأمر. وهذا ما لم يفعله علمًا بأنّني لم أقبل في الماضي ولن أقبل النّقاش في هذا الموضوع"، حسب تعبيره.

فاضل الجعايبي: المدير العام للمسرح الوطني أعلمني بأنه قرّر إرسال تقرير إلى الوزير المكلّف بالشّؤون الثّقافيّة يعترض فيه على التّصرّفات الغريبة لمدير المهرجان وتحوّلاتها ويندّد بالتّلاعب والتّراجع

وتطرّق فاضل الجعايبي إلى نشر مهرجان الحمامات الدولي رزنامته الرسمية معوّضًا مسرحية "آخر البحر" بعرض موسيقي، وقال إنه عند اتصاله بالمدير العام للمسرح الوطني لتذكيره بأنّه المنتج للعمل ومن مهامه الدّفاع عنه، أجابه "أنّه اهتزّ لهذه "الصنصرة" وقرّر إرسال تقرير إلى الوزير المكلّف بالشّؤون الثّقافيّة يعترض فيه على التّصرّفات الغريبة لمدير المهرجان وتحوّلاتها، ويندّد بالتّلاعب والتّراجع، مؤكّدًا أنّ السّبب الحقيقي هو تسليط رقابة على عمل فنّي".

واعتبر الجعايبي أن هذا الردّ دفع بمدير المهرجان للجوء إلى وسائل الإعلام "والتّعلّل بعدم استعداده لبرمجة مسرحيّتين للمسرح الوطني وتفضيله مسرحيّة أخرى تكون مناسبة لتكريم الممثّلة الكبيرة منى نور الدّين. علمًا بأنّ هذا التّكريم شرف لي ولكلّ الفنّانين والفنّانات ولجميع المعجبين والمحبّين لهذه الممثّلة العريقة فإنّ هذا لا ينفي برمجة عمل ثان".

فاضل الجعايبي: أمام هذا التّلاعب والازدراء بعمل الفنّانين والمراوغة والتّناقض الفادح في كلّ مراحل هذه القضيّة الملفّقة، أستنكر وأندّد شديد التّنديد بصمت سلطة الإشراف في هذه الوضعيّة الخطيرة 

وأكد الجعايبي أن بقي في انتظار ردّ رسمي من طرف مدير المسرح الوطني، مضيفًا "وألححت عليه مرارًا على تحمّل مسؤوليّاته فأصرّ على الصّمت متعلّلاً بواجب التّحفّظ بل وأضاف في مكالمة هاتفية أنّ مسألة الرّقابة و"الصّنصرة" لا علم له بهما ولا علاقة لنظيره بالحمّامات بهما وأنّ كلّ ما في الأمر هي تخمينات شخصيّة"، وفقًا للمصدر نفسه.

وختم الجعايبي بقوله إنه "أمام هذا التّلاعب والازدراء بعمل الفنّانين والمراوغة والتّناقض الفادح في كلّ مراحل هذه القضيّة الملفّقة، والمسؤولين عليها مدير مهرجان الحمّامات ومدير المسرح الوطني فإنّني أستنكر وأندّد شديد التّنديد بصمت سلطة الإشراف في هذه الوضعيّة الخطيرة التّي تأكّد الحالة الرّثّة الّتي باتت عليها ثقافتنا وفنوننا في هذا البلد العزيز. وللمواجهة بقيّة"، حسب نص البيان.

سبق أن استنكر مساندون للجعايبي أن يقع رفض عرض مسرحية "آخر البحر" وردّ مدير مهرجان الحمامات الدولي نجيب الكسرواي على هذه الانتقادات بقوله إنه لم يرفض عمل الفاضل الجعايبي ولكن وقع الاختيار من بين عملين

يذكر أنه سبق أن استنكر مساندون للجعايبي أن يقع رفض عرض مسرحية "آخر البحر" رغم أنه من إنتاج المسرح الوطني التونسي الذي هو مؤسسة عمومية، وقالوا إنّ "إلغاء برمجته لأسباب أخلاقوية واهية ليست الأولى وليست مرتبطة فقط بمهرجان الحمامات الدولي.. وأنّ عديد المسرحيين قبلوا تغييرات في أعمالهم كي تتماشى مع (الذوق الرسمي)" وفقهم.

وأشار آخرون إلى أنّ "العقل الثقافوي الذي يمارس الرّقابة على مسرحية (آخر البحر) للفاضل الجعايبي ويحرمها من المشاركة في برنامج مهرجان الحمامات الدولي بتعلات أخلاقوية لا يستأهل أن يكون مسؤولًا عن الشأن الثقافي في مؤسسة ثقافية بحجم المركز الدولي المتوسطي للحمامات".

وصرّح مدير مهرجان الحمامات الدولي نجيب الكسرواي، ردًا على هذه الانتقادات: "لم نرفض عمل الفاضل الجعايبي ولكننا اخترنا من بين العملين اللذين تقدمت بهما مؤسسة المسرح الوطني التي ترجع بالنظر لوزارة الثقافة للمشاركة في الدورة 58 لمهرجان الحمامات الدولي، العمل المسرحي (رقصة سماء) للمخرج الطاهر عيسى بالعربي الذي تشارك فيه الفنانة منى نور الدين حرصًا على تكريمها".

 

واتساب