12-يونيو-2022
عدنان منصر الجزائر تونس مصر

منصر: تواصل غلق الحدود البرية بين تونس والجزائر سابقة لم تحصل أبدًا في تاريخ علاقاتهما (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أفاد مدير الديوان الرئاسي سابقًا (في عهد المنصف المرزوقيعدنان منصر، الأحد 12 جوان/ يونيو 2022، بخصوص العلاقات التونسية الجزائرية، أنّ "تصريح الرئيس الجزائري منذ أيام من روما حول الاستعداد الجزائري الإيطالي لدعم العودة للديمقراطية في تونس، وزيارة رمطان العمامرة رفقة وزيرة الخارجية الليبية الأخيرة لتونس، يجب أن يُفهما ليس فقط كانزعاج من (خطر عدم الاستقرار في تونس)، بل كقلق واضح من الانزياح التونسي نحو وجهة النظر المصرية إزاء الصراع في ليبيا" وفق تعبيره.

عدنان منصر: هناك قلق جزائري واضح، وإعادة ترسيخ التموقع في خريطة المحاور الإقليمية.. وحرص على ألا تكون تونس نشطة في المحور المقابل (محور مصري بالضرورة)

وقال منصر وفق تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، إن "الجزائر التي تواجه أزمة حادة في علاقاتها مع المغرب، وصعوبات في علاقة بإسبانيا، وبرودًا في علاقاتها الخليجية، وتوترًا مكتومًا في علاقاتها بمصر، تعبر بوضوح عن قلقها من رؤية 'المشارقة' يحصلون على نفوذ أكبر على حدودها التونسية والليبية".

وأوضح عدنان منصر أنّ "هناك خطوطًا حمراء تاريخية في خصوص المدى الذي ينبغي أن تتوقف عنده التأثيرات المشرقية عمومًا والمصرية خصوصًا في المغرب العربي، وهذا ما قاد باستمرار السياسة الإقليمية الجزائرية منذ  عقود" وفقه.

عدنان منصر: الجزائر تُبقي على حدودها البرية مع تونس مغلقة منذ عامين تقريبًا، ولا يبدو أن الأمر يتعلق بكورونا ولا حتى باعتبارات أمنية

واعتبر أستاذ التاريخ المعاصر، أنّ إلغاء الزيارة الرسمية التي كان يعتزم الدبيبة القيام بها لتونس "تحت غطاء طلب تونسي (بالتأجيل) والتسهيلات التي يبدو أن تونس قدمتها للباش آغا، هما أكثر خطوات التحول في السياسة التونسية تجاه الوضع في ليبيا وضوحًا في السنوات الأخيرة. فهِم الجزائريون ذلك كنوع من الاستعداد التونسي النشط لقبول بسيطرة جماعة شرق ليبيا على غرب ليبيا. هذه مصلحة مصرية أكيدة، وليس هناك دليل واحد على أنها يمكن أن تكون مصلحة تونسية".

وأشار عدنان منصر إلى ما وصفه بـ"القلق الجزائري الواضح، وإعادة ترسيخ التموقع في خريطة المحاور الإقليمية تحت تأثير الصراع مع المغرب (زيارة تبون "الضخمة" إلى تركيا منذ بضعة أسابيع)، وحرص على ألا تكون تونس نشطة في المحور المقابل، وهو مصري بالضرورة" وفق تأكيده.

 

 

وفسّر منصر ما أسماه "برودًا متوترًا في العلاقات التونسية الجزائرية"، بأنّه على مستوى العلاقات الثنائية الصرفة، "لا تزال الجزائر تُبقي على حدودها البرية مع تونس مغلقة منذ حوالي السنتين، ولا يبدو أن للأمر علاقة بكورونا ولا حتى باعتبارات أمنية. هذه سابقة لم تحصل أبدًا في تاريخ العلاقات بين البلدين".

عدنان منصر: لا شيء يدل على أن هناك تشجيعًا رسميًا من الجزائر لقدوم السياح الجزائريين، وتونس على أبواب موسمها السياحي

وتابع منصر: "تونس على أبواب موسمها السياحي، لا شيء يدل على أن هناك تشجيعًا رسميًا جزائريًا لقدوم السياح الجزائريين. تعوّد أن يأتي معظم هؤلاء عن طريق البر، وتذهب غلة إنفاقهم في الغالب للأسر التونسية في المناطق السياحية التونسية وليس للفنادق".

وقال منصر إنّ الطرقات التونسية تكاد تخلو من سيارات ذات لوحات منجمية جزائرية اليوم، ما يعني حرمان تونس للموسم الثاني على التوالي من المداخيل المتأتية من التجوال العادي ومن السياحة في الوقت نفسه. الحدود البرية مغلقة أيضًا تجاه السلع الفلاحية وخاصة منها الغلال الصيفية، وهذه خسارة أخرى كبيرة".

عدنان منصر: علاقة تونس بالجزائر أصبحت أدنى من أن يقع توصيفها بالعادية، وهناك نوع من الحصار غير المعلن يعبّر عن تدهور غير مسبوق في الثقة بين البلدين

ولفت المدير الأسبق للديوان الرئاسي، إلى أنّه "ورغم بعض الكلام الديبلوماسي، لم تتفاعل الجزائر موضوعيًا مع الطلب التونسي بالحصول على كميات أخرى من الغاز من أجل ضمان دوران مصانع تحويل الكهرباء دون إشكالات وبالمحافظة على نفس الكلفة قبيْل انطلاق موسم ذروة الاستهلاك".

وخلُص عدنان منصر إلى أنّه "إذا ما نزعنا طابع التوتر العسكري على الحدود والحرب الإعلامية مثلما هو الحال بالنسبة لعلاقات الجزائر مع المغرب، فإن علاقاتنا بالجزائر أصبحت أدنى من أن يقع توصيفها بالعادية. هناك نوع من الحصار لا يعلن عن نفسه يعبّر عن تدهور غير مسبوق في الثقة بين الجارين" وفق تدوينته.

 

 

ويشار إلى أنّ وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، قد ذكرت الجمعة 10 جوان/يونيو 2022، أن وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة سلّم الرئيس التونسي قيس سعيّد لدى لقائه بقصر الرئاسة بقرطاج، رسالة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد له فيها "الحرص على مواصلة تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين".

يذكر أن آخر لقاء كان قد جمع وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة كان الأربعاء  9 مارس/آذار 2022، في إطار مشاركتهما في أشغال الدورة العادية (157) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقد بالقاهرة.