الترا تونس - فريق التحرير
قالت الصحفية التونسية خولة بوكريم، الجمعة 13 ماي/أيار 2022، إنه قد تم إخراجها رفقة صحفي معها بـ"أوامر عليا" من مقرّ رئاسة الحكومة، لدى حضورهما من أجل تغطية ندوة صحفية بحضور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن.
الصحفية خولة بوكريم: "تم إخراجنا من مقر رئاسة الحكومة بـ"أوامر عليا" للحيلولة دون تغطية ندوة بحضور رئيس الوزراء المصري ورئيسة الوزراء التونسية، وذلك فضيحة وعار!"
وأوضحت بوكريم، وهي رئيسة تحرير موقع "كشف ميديا"، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بفيسبوك، أنها اتصلت الخميس 12 ماي/أيار 2022 بموظف برئاسة الحكومة وقامت بتسجيل اسمها واسم الصحفي أيمن الطويهري، الذي يشتغل معها بنفس الموقع، من أجل تغطية الندوة، مستدركة القول إنه بوصولهما إلى مقر رئاسة الحكومة تم إعلامهما بأن اسميهما غير وارديْن بقائمة الصحفيين الذين سيغطّون الندوة.
تم اخراجنا الآن بأوامر عليا مقر رئاسة الحكومة. بعد ان سجلنا أسمائنا منذ يوم امس، وتم ادخالنا على الساعة الثالثة و 20...
Posted by Khaoula Boukrim on Friday, May 13, 2022
وتابعت قائلة: "ثم باتصالنا بالموظف الذي سجل اسمينا، تم إدخالنا، لكن ما راعنا هو أن الموظف جاءنا في مرة أولى وأعلمنا بأنه لن يقع طرح أسئلة في الندوة وذلك بـ"قرار" جاءه"، مستطردة القول: "وبعد نحو 5 دقائق جاءنا الموظف ذاته ليطلب منا المغادرة"، وفق روايتها.
وأشارت إلى أنه بخروجهما وجدا الصحفي بموقع "بوابة تونس" وجدي بن مسعود قد تم منعه من دخول مقر رئاسة الحكومة أيضًا، لافتة إلى أن القاعة كانت فارغة وأن القائمة تضمنت حوالي 6 صحفيين من الإعلام العمومي، حسب تأكيدها.
واعتبرت الصحفية خولة بوكريم أن ما حصل "فضيحة وعار"، متسائلة: "هل هذه هي حرية الصحافة في تونس؟".
تم طردنا الآن بأوامر عليا من مقر رئاسة الحكومة. #رئاسة_الحكومة_عدوة_حرية_الصحافة #رئاسة_الحكومة_تطرد_الصحفيين
Posted by Khaoula Boukrim on Friday, May 13, 2022
ومن جهته، دون الصحفي أيمن الطويهري، على صفحته بفيسبوك: "ما تعرضنا له اليوم هو إهانة لنا كصحفيين وإهانة لكل الصحفيين وللمهنة ككل"، حسب تقديره.
الصحفي أيمن الطويهري: ما تعرضنا له هو إهانة لنا كصحفيين وإهانة لكل الصحفيين وللمهنة ككل
وتساءل الصحفي: "صحافيين يطردون من مكان عمومي! ما هي جريمتهم ؟ أداء مهنهم كما تمليها عليهم ضمائرهم؟ نقل نبض الشارع بمختلف حساسياته السياسية؟ التحري عن الأخبار الزائفة؟ نشر التقارير المحينة عن الوضع الصحي والتحقيقات عن حقوق الإنسان؟"، مستطردًا: "إن كانت هذه جرائمنا فنحن نعتز بذلك"، وفق تعبيره.
ان تكون موظف دولة لا يعني ان تكون خادما ودودا للحاكم او الحاكمة ، ان تكون صحفيا لا يعني ان تكون بوقا ، للسلطة او...
Posted by Aymen Touihri on Friday, May 13, 2022
يشار إلى أن تونس قد حلت في المرتبة الـ94 عالميًا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2022 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، 3 ماي/ أيار 2022، مسجلة تراجعًا بـ21 نقطة، إذ كانت قد حلت في المرتبة 73 عالميًا في تصنيف حرية الصحافة لسنة 2021.
وكان التقرير قد نشر أنّ "ترهيب الصحفيين أصبح أمرًا طبيعيًا، كما يواجه المراسلون العنف من المتظاهرين في الشوارع، وتم تجاوز خط جديد في 14 جانفي/ يناير 2022، عندما تعرض مراسلو العديد من وسائل الإعلام الدولية إلى الضرب، وتعرض عشرات الصحفيين الآخرين إلى الاعتداء عليهم بوحشية أثناء تغطيتهم للاحتجاجات".
وفي تعليقه على هذا التراجع في التصنيف، دوّن نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي بقوله: "حدث ما كنا قد حذرنا منه طيلة الأشهر الماضية، وهو التراجع المخيف لتونس في التصنيف العالمي لحرية الصحافة من المرتبة 73 إلى المرتبة 94 عالميًا (من أصل 180 دولة)".
وتابع الجلاصي: "يقوم هذا التصنيف على معايير واضحة وهي السياق السياسي والتعامل السيء من قبل السلطة مع المشهد الإعلامي وضمان حرية الصحافة والتعبير، المحاكمات والاعتداءات على الصحفيات والصحفيين خاصة أثناء أدائهم لمهامهم وإيقاف صحفيين في قضايا نشر، واستمرار محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وحملات التحريض الممنهجة ضد الصحفيين على وسائل التواصل الاجتماعي.. وغيرها"، وفقه.