25-يوليو-2023
نبيل حجي

نبيل حجي: هل أنّ نجاح هذا النظام يُقاس بعدد الأبرياء الذين زجّ بهم في السجون؟

الترا تونس - فريق التحرير

 

بعد مسيرة احتجاجية انطلقت الثلاثاء 25 جويلية/ يوليو 2023، من شارع الحبيب بورقيبة واتجهت لساحة "مية الجريبي"، أكد الناطق باسم الحزب الجمهوري وسام الصغيّر، من مقر الحزب، أنّ الهدف من هذه المسيرة هو التأكيد على أنّ النظام الجمهوري هو عنوان لا أثر له على أرض الواقع، وفق قوله.

وسام الصغيّر إلى المنظمات الوطنية: بمواصلة سكوتكم، أنتم بصدد تعميق الأزمة

يضيف الصغيّر بقوله إنّ من شروط هذا النظام هو وجود مؤسسات تشريعية وقضائية، لكن لا مكانة لكل هذا في الواقع لأنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد يحكم بمفرده ويتحكم في كل التعيينات والإقالات في الدولة ويصفّي كلّ خصومه السياسيين، على حد تعبيره.

 

 

وشدّد الناطق باسم الحزب، على أنّ الجمهوري سيواصل الخوض فيما بات يعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة" دون الالتزام بقرار منع التداول فيها، لافتًا إلى أنّ ارتفاع الأسعار وفقدان المواد الأساسية وارتفاع معدلات البطالة وتضخم الديون، وسياسة الاستجداء التي يمارسها سعيّد، كلها تنبئ بفداحة الأزمة التي غرقت فيها تونس، وفقه.

ووجّه الناطق باسم الحزب الجمهوري كلمته إلى المنظمات الوطنية الصلبة قائلًا: "بمواصلة سكوتكم أنتم بصدد تعميق الأزمة" على حد تعبيره.

نبيل حجي: اتحاد الشغل كان شوكة في حلق كل الأنظمة التي حكمت قبل الثورة وبعدها، لكن اليوم لا نكاد نسمع له صوتًا

وقد أشار رئيس حزب التيار الديمقراطي نبيل حجي، من جانبه، خلال الندوة الصحفية نفسها، أنّ "الاتحاد العام التونسي للشغل كان شوكة في حلق كل الأنظمة التي حكمت قبل الثورة وبعدها، لكن اليوم لا نكاد نسمع له صوتًا، وهذا يحزنني، لأنه لا ديمقراطية حقيقية بلا حركة نقابية، خاصة وأنّ الجميع يعرف دور الاتحاد التاريخي" وفقه.

وقال نبيل حجي: "لا أحد اليوم قادر على تعريف (مسار 25 جويلية/ يوليو)، ونعيش حالة وهن مستشرية في البلاد، بسبب أننا لم نحرص على بناء ديمقراطية حقيقية متينة يستبطنها الشعب التونسي ويذود من أجلها" وفق تعبيره.

محمد الحامدي: الخطاب الذي نسمعه اليوم هو خطاب خارج التاريخ لأنه خطاب قروسطي وخارج الحداثة السياسية

وتساءل أمين عام التيار الديمقراطي: "هل أنّ نجاح هذا النظام يُقاس بعدد الأبرياء الذين زجّ بهم في السجون؟ هل أصبحنا نقيس نسبة امتلاء السجون بالسياسيين؟" مستنكرًا الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تردّت فيها تونس، خاصة مع تحوّل المنظومة البنكية إلى منظومة مختصة في إقراض الدولة، وفق قوله.

 

 

الناشط السياسي والوزير السابق محمد الحامدي، أوضح في مداخلته أنّ التاريخ ذاهب نحو المزيد من الحرية، معتبرًا أنّ "روح العصر هي الديمقراطية بأخطائها وعلّاتها وضرورة إصلاحها ونقدها"، وفق قوله.

وتابع الحامدي: "كل خروج عن الديمقراطية هو خروج عن التاريخ، وما نسمعه اليوم هو خطاب خارج التاريخ لأنه خطاب قروسطي وخارج الحداثة السياسية القائمة على إلغاء الشرعيات المتعالية والحق الإلهي"، مشددًا على أنّ فكرة أن يمثّل شخص واحد كل الشعب، هي "فكرة استبدادية" وفق تأكيده.

 

 

وكانت تنسيقية القوى الديمقراطية التقدمية، قد اعتبرت الثلاثاء 25 جويلية/يوليو 2023، أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد قد "فشل فشلًا ذريعًا في كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية بعد سنتين من الانقضاض على السلطة واحتكار جميع مفاصلها على طريق العودة بالبلاد والمجتمع إلى مربع الاستبداد"، وفق تعبيرها.

وأضافت التنسيقية، التي تضم أحزاب التيار الديمقراطي والعمال والتكتل والقطب، في بيان لها، أنّه "بدل أن يُحيي التونسيون الذكرى الـ66 لإعلان الجمهورية وهم يواصلون العمل على تحقيق دعائمها الأساسية وتثبيتها بما يوفر لهم أسس المواطنة والحياة الكريمة، ها إنهم يرزحون للسنة الثانية على التوالي تحت دكتاتورية أتت لوأد المكاسب الديمقراطية التي حققتها ثورة الشعب التونسي وفي مقدمتها الحرية السياسية". 

ويأتي ذلك تزامنًا مع ذكرى قرارات الرئيس قيس سعيّد التي أعلن عنها ذات 25 جويلية/يوليو 2021، والتي تصفها المعارضة التونسية بالانقلاب، والتي كان من بينها عزل الحكومة حينها وتعليق عمل البرلمان المنتخب ثم حله إضافة إلى إجراءات أخرى تلتها تباعًا ومنها حل المجلس الأعلى للقضاء وغير ذلك.