27-نوفمبر-2023
كتاب المسافة صفر

اختار الكتّاب عنوان "المسافة صفر" لما أصبح هذا المصلح يستبطنه من رمزية تدلّ على فعل المقاومة

الترا تونس - فريق التحرير

 

تفتّق ذهن أحد فرسان أدب الشباب والفنتازيا في تونس، عن فكرة نشر كتاب يتم فيه تناول حادثة "طوفان الأقصى" أدبيًا، كي يلعب القصّ دوره في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وتأريخ استبسال المقاومة الفلسطينية وصمودها أمام كلّ الانتهاكات الحاصلة، وسرعان ما شاركه في ذلك بقيّة الكتّاب، لتصدر مؤخرًا رواية "المسافة صفر"، عن دار "بوب ليبريس" للنشر، في شكل كتاب جماعيّ.

كتاب "المسافة صفر" الصادر عن دار "بوب ليبريس" للنشر، في شكل كتاب جماعيّ ساهم فيه 7 كتّاب، ستخصّص جزء من عائداته إلى طلبة غزة المقيمين في تونس

هذا الكتاب الذي انطلقت دار النشر التونسية في توزيعه على المكتبات في تونس نهاية الأسبوع الماضي، ستخصّص 25% من عائداته إلى الطلبة الغزاويين المقيمين في تونس، وتسعى الدار إلى التنسيق في ذلك مع سفارة فلسطين بتونس، حتى تصل هذه التبرعات إلى أصحابها.

يقول الناشر سامي المقدّم، وهو أحد المشاركين في الكتاب: "هذا الكتاب نبع من مشروع روايات الجيب التونسيّة دون أن يكون ضمنها، جمع الكُتّاب: جاسر عيد، زياد بوشوشة، مالك بن عز الدّين، منصور شلندي، عاطف الحاتمي وطارق اللموشي، وهو إجابة مباشرة على العجز الذي نشعر به جميعًا تجاه الجرائم البشعة في حق شعب غزّة البطل".

الناشر سامي المقدّم: وددنا تحت مظلّة الخيال، توثيق ما يحصل حتّى لا ننسى.. وأردنا التبرّع ببعض ما نقدر عليه ككُتّاب، لعلّ هذه المساهمة، على تواضعها، تكون شكلًا من أشكال المقاومة

يضيف: "تناول كلّ منّا قلمه وأفرغ غضبه وعجزه وإحباطه في قصّة ترويها شخصيّة، في إطار رواية واحدة منسجمة. ورغم قتامة الوضع، حاولنا تسريب جرعات من الأمل من خلال القصص المختلفة.. وددنا، تحت مظلّة الخيال، توثيق ما يحصل حتّى لا ننسى.. ووددنا التبرّع ببعض ما نقدر عليه، ككُتّاب، لعلّ هذه المساهمة، على تواضعها، تكون شكلًا من أشكال المقاومة" على حدّ تعبيره.

الكتاب إذن في جنس الرواية، وإن كان يحمل في طيّاته سبع حكايات منفصلة/متّصلة، بل ثمانية، على اعتبار أنّ الراوي، وهي مراسل حربيّ، سيقصّ على القرّاء في نهاية الكتاب قصّته كذلك.

اختار الكتّاب أن يحمل كتابهم عنوان "المسافة صفر" لما أصبح هذا المصلح يستبطنه من رمزية تدلّ على فعل المقاومة، حين يقترب أحد أبطالها من دبابات العدوّ، فيدكّها من مسافة قريبة للغاية رغم ما تتمتع به من آخر صيحات الاستشعار في العالم.

الغلاف الخلفي للكتاب: "لا سبيل للنسيان مادام العالم يراكم هذه الانتهاكات والمجازر ويوثّقها عبر كلّ المحامل الممكنة.. الأدب؟ محمل أساسيّ للتوثيق والتأريخ.. حتّى لا ننسى!

على الغلاف الخلفي للكتاب، إجابات كثيرة لعديد الأسئلة التي قد يطرحها القارئ، لكنّها لا تروي فضوله بقدر ما تؤجّجه أكثر: "هناك.. على تخوم الموت، يتحرّش الناجون  بالحياة في خندق مظلم هربًا من القصف والعصف! ووسط أكوام الجثث وركام البنايات التي سوّيت بالأرض، يجد مراسلنا الحربي نفسه يُجري أغرب مقابلات صحفية على مرّ تاريخه الحافل بالنقل الخبري الأمين.. تبرهن هذه التجربة لمراسلنا على أنّ الخبر ليس 'أسرع مادة قابلة للتلف' كما تعلّم.. وسط الحرب، تكون الأرواح سبّاقة لذلك للأسف!".

"تراهن سردية الاحتلال الغاشم على أنّ مآل القضية سيطويها النسيان لامحالة.. إذ 'سيموت الكبار وينسى الصغار' على حد تعبير جولدا مائير! وتراهن مجموعة من المؤلفين في المقابل، على أنّه لا سبيل للنسيان مادام العالم يراكم هذه الانتهاكات والمجازر ويوثّقها عبر كلّ المحامل الممكنة.. الأدب؟ محمل أساسيّ للتوثيق والتأريخ.. (حتّى لا ننسى)!..".

الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التونسي لـ"الترا تونس": عدد الطلبة الفلسطينيين المقيمين في تونس، يقدّر بـ503 طلّاب، من بينهم 144 طالبًا من غزة

الغلاف من تصميم شذى المجيّد، والتنضيد من عمل سماح القطفاوي، والإقبال سيكون من مختلف المهتمّين بهذا الصنف من الأدب، نصرة للحق الفلسطيني بكلّ الطرق الممكنة.

يشار إلى أنّ الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التونسي، بثينة قراقبة كانت قد أكدت في وقت سابق لـ"الترا تونس"، أنّ عدد الطلبة الفلسطينيين المقيمين في تونس، يقدّر بـ503 طلّاب، من بينهم 144 طالبًا من غزة.

وكان الهلال الأحمر قد قرر إسناد منحة قدرها 400 دينار شهريًا لمدة 3 أشهر، لهؤلاء الطلبة من غزة، نظرًا لصعوبة تواصل هؤلاء مع أهلهم، بل منهم من فقد أهله أساسًا جراء القصف الإسرائيلي.