21-مارس-2020

الثغرة الموجودة في منظومة تونس للتصدي لفيروس كورونا المستجد هي عدم الالتزام بالحجر الصحي حسب الوزير

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، خلال ندوة صحفية انعقدت صباح السبت 21 مارس/ آذار 2020، أن حماية البلاد مشروطة بتعاون المواطن خاصة أولئك الذين يطلب منهم الالتزام بالحجر الصحي الذاتي، مبينًا أن الثغرة الموجودة في منظومة تونس للتصدي لفيروس كورونا المستجد، هي عدم الالتزام بالحجر الصحي، سواء كان ذلك عدم الالتزام به تمامًا أو الالتزام به بطريقة خاطئة.

عبد اللطيف المكي: قرّرت الدولة أن يكون هناك عزل صحي في مراكز محروسة فيها الإشراف الطبي

وبيّن المكي أنه نظرًا إلى هذه الثغرة "قرّرت الدولة أن يكون هناك عزل صحي في مراكز محروسة فيها الإشراف الطبي وكل ما يلزم كي تكون الإقامة لمدة 14 يومًا معقولة"، مشيرًا، بخصوص ما وقع مساء الجمعة، من رفض عدد من المواطنين الذين تم إجلاؤهم من الخارج، الالتزام بالعزل الصحي، إلى وجود نقائص مردها أن هذه العملية تنظم للمرة الأولى، ولكن الأهم من ذلك عدم تفهم العديد من الأفراد لقرار العزل الصحي، حسب تعبيره.

وقال إن بعض الأفراد تفهموا الأمر ولكن بعضهم الآخر لم يقبل بذلك، داعيًا إياهم إلى تفهم هذا القرار، ومبرزًا أن الدولة والولاة والمديرين الجهويين للصحة ووزارات الداخلية والدفاع والعدل والتعليم العالي والتربية والتشغيل والتكوين والشباب والرياضة والنقل، كلهم منخرطون في عملية الإيواء كي تكون سلسة وسهلة.

وأكد وزير الصحة أن تونس اليوم على حافة الخطر، وفق تعبيره، وأنه لا يمكن السماح بمزيد من الاستهتار، موضحًا أن قرار العزل الصحي العام مكلف بالنسبة للدولة على مستوى الاقتصاد والأمن وسيكون له تداعيات على الاقتصاد رغم وضعيته الصعبة، إلا أن الدولة لم تنظر للمسألة ماليًا واقتصاديًا وأخذت في عين الاعتبار صحة المواطنين، وفص تصريحاته.

وذكر أنه تم اتخاذ قرار الحجر الصحي العام مع إضافة إجراءات تضمن استمرار الحاجيات الأساسية للمواطنين لكن دون مخالفة الحظر، مضيفًا أن كل من يتجاوز مساحة منزله سيقع التعامل معه، ولافتًا إلى أنه سيقع الإعلان عن تفاصيل الإجراءات المتخذة لفائدة الفئات الضعيفة ولكلّ من قد يتضرّر من قرار الحجر الصحي العام.

عبد اللطيف المكي: إفراغ جزء من قدرة المستشفيات لصالح من يُحتمل أن يصاب بفيروس كورونا سواء كانت إصابته خفيفة أو قوية تستوجب الإنعاش

واستنكر عدم التزام المواطن بالحجر الصحي إزاء كل ما تقوم به الدولة، مؤكدًا أن الحجر الصحي يجب أن يتم بصورة طوعية لأنه يمثل استثمارًا في الصحة، مفيدًا، من جهة أخرى، أن وزارة الصحة بصدد تهيئة المستشفيات وأن الرؤية جاهزة وسيتم الشروع في تنفيذها.

وقال إنه تم إفراغ جزء من قدرة المستشفيات لصالح من يُحتمل أن يصاب بفيروس كورونا سواء كانت إصابته خفيفة أو قوية تستوجب الإنعاش، مشددًا على أنه لن يُترك أي مريض يحتاج إلى الإنعاش دون تدخل رغم الإمكانيات الضعيفة.

وأوضح عبد اللطيف المكي أن المستشفيات ستقوم بوضع منظومة فرز بين مداخل الاستعجالي للتفريق بين المريض العادي والشخص الذي تحتمل إصابته بفيروس كورونا والذي سيكون له حلقة خاصة به تتكفل به وبإجراء التحاليل عليه ومعالجته، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك خلية "سهر" في كل مستشفى تتكون من الأطباء والإدارة لمعالجة المشاكل الميدانية والسهر على تنفيذ هذه السياسات.

وأبرز أنه تم التفكير في حالة المريض بالكورونا والذي يقوم بغسيل الكلى حيث تم وضع بروتوكول سيتم تطبيقه في مثل هذه الحالات، مؤكدًا أنه كل ما ظهر موضوع يستحق البرتوكول سيتم التفكير فيه.

وفي ما يخص مسألة الـ"كلوروكين"، قال المكي إن هناك نقاشًا حول هذا الواء وسيتم إجراء فحص له لتحديد سياسة دقيقة منه باعتبار أن استعماله غير بديهي، كما أنه غير مرفوض، مبينًا أن بعض الأقسام قررت استعماله ومنحتها الوزارة الإذن بذلك إلا أنه يتم البحث عن صيغة جماعية وأن الكفاءات العلمية تفكر في المسألة.

كما توجه بكلمة لمن تبرّع بالأموال لفائدة وزارة الصحة، قائلًا إن أمولهم ستذهب إلى قضايا صحية نبيلة وستتم موافاتهم بكل الإنجازات التي سيقع تحقيقها بفضل الأموال التي تبرعوا بها.

نصاف بن علية: الوزارة انطلقت في الاتصال بالمواطنين الذين تم إجلاؤهم أمس والذين كانوا قد ملؤوا البطاقة الصحية

من جهتها، أوضحت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية، أنه تم إجلاء حوالي 1000 مواطن تونسي، وأنه تم تأمين نقل المجموعة الأولى إلى مكان العزل إلا أنه في الأخير هناك من يلتزم بالعزل وقرّروا مغادرة هذا المكان.

وأكدت بن علية وقوع عدة إخلالات على نطاق التنسيق مفيدة أنه سيتم عقد اجتماع عاجل لمراجعة العملية والتنسيق، لافتة إلى رفض عدد كبير من المواطنين الذين تم إجلاؤهم لعملية الحجر الصحي الذي يجب أن يقع نظرًا لكونهم جاؤوا من مناطق موبوءة في وقت ذروة انتشار الفيروس، وموضحة أن أماكن العزل الجماعية هي حماية للمجتمع التونسي وتقرّر القيام بها نظرًا لعدم الالتزام بالحجر الصحي الذاتي.

وأشارت إلى وجود نقائص من الجهتين، مضيفة أنه على مستوى وزارة الصحة هناك عملية تنسيق كبيرة لتحضير المعدات اللازمة والفريق الطبي، إلى جانب التنسيق مع الوزارات الأخرى التي لها مسؤولية في تأمين النقل والحراسة والمعيشة لمن سيخضع للعزل الصحي، ومبينة أنه سيتم خلال اجتماع سينعقد اليوم طرح جميع النقائص كي لا يتكرّر ما حصل أمس الجمعة.

وأفادت بن علية أن الوزارة انطلقت في الاتصال بالمواطنين الذين تم إجلاؤهم أمس والذين كانوا قد ملأوا البطاقة الصحية، موضحة أنه تم الاتصال بالمجموعة الأولى القادمة من روما باستثناء شخص واحد وضع رقمًا خاطئًا لهاتفه وهم بصدد البحث عنه، ومؤكدة أن هؤلاء جميعًا ملتزمون بالحجر الصحي الذاتي.

وبالنسبة لبقية المسافرين، قالت بن علية إن هناك أكثر من 700 شخص تعمل الفرق الطبية على الاتصال بهم وتقديم نفس التوصيات لهم للالتزام بالحجر الصحي الذاتي، مشيرة إلى أن للوزارة تطبيقة لمراقبة الالتزام بالحجر الصحي، ومؤكدة أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الضرورية عند مخالفة الحجر.

وختمت بالقول إن الأمور تحت الدرس والمتابعة وإنه سيتم اتخاذ أي إجراء يتعيّن اتخاذه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيروس "كورونا" في تونس: ارتفاع عدد المصابين إلى 60

اشتبه في وفاته بفيروس "كورونا": وفاة طبيعية لشاب المروج السادس