الترا تونس _ فريق التحرير
قال رئيس جمعية عتيد، بسام معطر، إن تدني نسب المُشاركة في الانتخابات التي عرفتها تونس مؤخرًا، سببها فقدان الأمل لدى التونسيين وشيطنة المسار الديمقراطي والمسارات الانتخابية السابقة وتكرر الحكومات، وفق تقديره.
رئيس جمعية عتيد، بسام معطر: تدني نسب المُشاركة في الانتخابات التي عرفتها تونس مؤخرًا، سببها فقدان الأمل لدى التونسيين وشيطنة المسار الديمقراطي والمسارات الانتخابية السابقة
وأضاف بسام معطر، في مداخلة له على "جوهرة أف أم" (محلية)، الأربعاء 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أن التونسيين انتقلوا من مرحلة الأمل إلى مرحلة فقدان الأمل جراء تعدد المسارات الانتخابية في تونس دون نتيجة ملموسة، وفقه.
واعتبر رئيس جمعية "عتيد"، أن التونسيين أنهكتهم هذه المسارات الانتخابية العديدة والمتكررة باعتبار أنها لم تنجح في خلق حلولٍ للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها التونسيون وخرجوا من أجلها إلى الشارع.
- انتخابات المجالس المحلية: لا وجود لقانون يوضح صلاحيات المجالس وعملها
وبخصوص انتخابات المجالس المحلية، قال معطر، إن تونس ستُنظم أول انتخابات محلية من نوع جديد وغير مألوف، مشيرًا إلى أنه على الرغم من بدء العدّ التنازلي لموعدها المقرر يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول 2023، إلا أنه لم يصدر أي قانون يوضح مهامها إلى حد الآن".
وتوقع بسام معطر، أن يتمّ إصدار هذا القانون لتوضيح صلاحيات المجالس المحلية وطريقة عملها والامتيازات التي سيتمّ إسنادها إلى النواب المنتخبين وطريقة عملهم، وفق قوله.
رئيس جمعية عتيد، بسام معطر: على الرغم من بدء العدّ التنازلي لموعد الانتخابات المحلية إلا أنه لم يصدر أي قانون يوضح مهامها إلى حد الآن
وأشار معطر، إلى أنه عندما تقرر تنظيم انتخابات بلدية في تونس في 2018، لم يكُن هناك قانون ينظمها، وأن منظمات المجتمع المدني هي من ضغطت على البرلمان التونسي حينها لإصدار مجلة الجماعات المحلية قبل انطلاق المسار الانتخابي.
وأكد معطر، أن منظمات المجتمع المدني أطلقت قبل شهرٍ من الآن نداءً دعت فيه إلى إصدار قانون أساسي من قبل البرلمان، وذلك من أجل إعطاء انتخابات المجالس المحلية مزيدًا من التقبل لدى التونسيين وضمان نسب مشاركة مقبولة في يوم الانتخابات.
- شيطنة منظمات المجتمع المدني في تونس
وبخصوص تراجع ظهور منظمات المجتمع المدني التونسي في وسائل الإعلام على الرغم من قرب موعد الانتخابات، أكد معطر أن الفرص لم تعُد متاحة لهم مثل السابق عكس السنوات السابقة التي كانت فيها هذه المنظمات حاضرة في كل المحطات الانتخابية، وفق تعبيره.
وأكد أن منظمات المجتمع المدني تتعرض للشيطنة وتواجه تهمًا بحصولها على تمويلات أجنبية، مشيرًا إلى أن الحصول على تمويلات من الخارج ليست جريمة وأن العملية تتم بطريقة قانونية لا لبس فيها، وفقه.
رئيس جمعية عتيد، بسام معطر: منظمات المجتمع المدني تتعرض للشيطنة وتواجه تهمًا بحصولها على تمويلات أجنبية، بينما الأمر ليس جريمة والعملية تتم بطريقة قانونية لا لبس فيها
وأضاف بسام معطر في ذات السياق، أن منظمات المجتمع المدني في تونس مولت عديد المشاريع الهامة في الصحة والبيئة والتعليم، وفقه. كما أكد أن منظمة "عتيد"، "لن تُقاطع انتخابات المجالس المحلية وأنها ستكون موجودة لمراقبة العملية الانتخابية والقيام بدورها المواطني والمدني مثلما يحدث في كل الدول الديمقراطية".
يشار إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد، كان قد أكد أنّ من بين المشاكل التي تستوجب المعالجة مسألة التمويل الأجنبي للجمعيات في تونس، وفقه.
وقال قيس سعيّد، في لقاء جمعه برئيس الحكومة أحمد الحشاني ووزيرة العدل ليلى جفّال ووزيرة المالية سهام البوغديري نمصية بقصر الرئاسة بقرطاج، يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إنّ "هناك تشريعات وُضعت وآن الأوان لمراجعتها"، وفق قوله. واستطرد القول: "آن الأوان لبعض الخبراء والمفكرين أن يعيدوا النظر في المفاهيم المتعلقة بالمجتمع المدني والمجتمع السياسي".
واعتبر سعيّد، أنّ "الجمعيات التي تتلقى أموالًا من الخارج لا تعقد ندواتها وملتقياتها إلا في النزل 5 نجوم"، مؤكدًا أنّ "هذه الجمعيات هي امتداد لدوائر استخباراتية ولا بدّ من وضع حد لذلك"، على حد تقديره.