20-فبراير-2022

أميمة بالحاج لـ"الترا تونس": إن وجب إيواء المرأة المقيدة بمستشفى الرازي فسيقع إيواؤها الفوري (جمعية مواطنون)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكدت رئيسة جمعية "مواطنون" أميمة بالحاج، في تصريحها لـ"الترا تونس"، الأحد 20 فيفري/شباط 2022، بخصوص وضعية المرأة المقيّدة بسلسلة حديدية على مستوى قدميها الحافيتين بقرمبالية، أنّه تم نقلها لمستشفى شارنيكول بولاية نابل ليتم فحصها بدنيًا ثم نفسيًا، وإن وجب إيواؤها بمستشفى الرازي فسيقع إيواؤها الفوري، وفق قولها.

أميمة بالحاج (رئيسة جمعية "مواطنون") لـ"الترا تونس": تم نقل المرأة التي كانت مقيّدة بسلسلة حديدية لمستشفى شارنيكول بنابل ليتم فحصها بدنيًا ثم نفسيًا

وتابعت بالحاج، إثر ندوة صحفية عقدتها الجمعية لتوضيح آخر مستجدات الحادثة، أنّ إيواء هذه المرأة بالمستشفى يأتي وفق تأكيد مندوب وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن والمعتمد، بعد اتصالهما بها كرئيسة لجمعية مواطنون.

واستنكرت أميمة بالحاج، في هذا السياق، "توظيف صور المرأة من السلطات مع تغييب دور جمعية مواطنون التي قامت بالمعاينة الميدانية"، مشيرة إلى أنّ وضعية هذه المرأة ليست بالمعزولة، وأنّ هناك حالات أخرى لا تقلّ خطورة، وفق وصفها.

وعدّدت رئيسة جمعية "مواطنون" في تصريحها لـ"الترا تونس"، بعض هذه الحالات الأخرى، فأشارت إلى وجود أشخاص لا يحملون بطاقة تعريف تونسية، رغم تقدّمهم في السن، بالإضافة إلى معاينة طفلة فقدت النطق جرّاء العنف الأسري ولم تُعرض على الأطباء، مع تعرّض امرأة لجلطة دماغية ولم تزر الطبيب منذ 6 سنوات، وفقها.

أميمة بالحاج (رئيسة جمعية "مواطنون") لـ"الترا تونس": هناك أشخاص لا يحملون بطاقة تعريف تونسية رغم تقدّمهم في السن، وعايننا طفلة فقدت النطق جرّاء العنف الأسري ولم تُعرض على الأطباء

وتابعت بالحاج: "المشكل في معتمدية قرمبالية صحي بالأساس في غياب مستشفى وطاقم طبي وأدوية، فهناك أيضًا طفلة مصابة بمتلازمة داون ولم تذهب أبدًا للطبيب ولم تمارس حياتها بشكل طبيعي، وقد تدخلت الجمعية على مستوى توفير كرسيين متحركين لمرأة بترت ساقها فنزفت دماء وقيحًا" حسب وصفها.

وأوضحت بالحاج أنّ الجمعية تعرّضت إلى تلميذتين لا تملكان ثمن اشتراك الحافلة المقدّر بـ40 د فانقطعتا عن الدراسة واشتغلتا في الفلاحة، فضلًا عن طفلين يتغذيان عبر الأنبوب ودواؤهما غير متوفر في تونس، وقالت: "نسعى في هذا الإطار لتوفير الدواء لهما في أفريل/ نيسان، كما أنّ جهدنا يتمثل أيضًا في تبليغ السلط المعنيّة بحالات كهذه" وفق تعبيرها.

وكانت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، قد أعلنت مساء الجمعة 18 فيفري/شباط 2022، أنه "قد تبيّن أن المرأة المعنيّة هي سيّدة عزباء تبلغ من العمر 53 سنة أصيلة إحدى المناطق الريفية بولاية نابل، حاملة لإعاقة ذهنيّة، وتقيم رفقة والدتها المسنّة (80 سنة) ولها 5 أخوة يقطنون بنفس الحيّ، ولا تمتلك بطاقة هويّة ولا تتمتع بدخل قار أو تغطية اجتماعيّة".

وتابعت وزارة المرأة أن "والدة هذه السيّدة صرحت بأنها تضطر إلى تقييد ابنتها لعدم قدرتها على رعايتها خاصة عند خروجها من المنزل لقضاء حاجياتها اليومية. وأفادت أن ابنتها تعرضت لحادث منزلي تسبب لها سابقًا في حروق من الدرجة الأولى ممّا انجر عنه فقدانها المؤقت لقدرتها على المشي"، مشيرةً إلى أن "الإعاقة الذهنية لابنتها وما تتسم به من اضطراب سلوكي ونفسي أصبح خارجًا عن السيطرة ممّا يضطرها لتقييد الابنة بسلاسل حديدية، حماية لها وخوفًا من هروبها"، وفق نص البلاغ.

اقرأ/ي أيضًا: إثر تداول صور لـ"امرأة مقيدة بسلسلة حديدية".. وزارة المرأة على الخط

ويشار إلى أنّ نشطاء منصات التواصل الاجتماعي قد تداولوا صورة لامرأة مقيّدة بسلسلة حديدية على مستوى قدميها الحافيتين وبسلك حديدي على مستوى يديها المربوطتين إلى شباك خارجي لأحد المنازل بمنطقة قرمبالية التابعة لولاية نابل، وصفوها بـ"المأساة الإنسانية".

وكانت أول من نشرت الصورة رئيسة جمعية "مواطنون" أميمة بالحاج، الخميس 17 فيفري/شباط 2022، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكتبت: "في دولة تنص على احترام الذوات الإنسانية وعلى الكرامة وتفتي في باب الحقوق، مازلنا نرى إنسانة، مهما كانت حالتها الصحية أو النفسية، تُقيد بـ"تل" و"كوبة" في شباك، حافية، قدماها منتفختان من آثار التكبيل، الذي يبدو أنه تواصل لفترة مطولة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"امرأة مقيدة بسلسلة حديدية":رئيسة جمعية "مواطنون" تقدم التفاصيل لـ"الترا تونس"