18-فبراير-2022

صورة متداولة لامرأة مقيّدة بسلسلة حديدية على مستوى قدميها وبسلك حديدي على مستوى يديها (الصورة لـ"أميمة بالحاج" رئيسة جمعية "مواطنون")

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، مساء الجمعة 18 فيفري/شباط 2022، أنها "تحركت فور تلقيها إشعارًا بخصوص ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صور لسيّدة مقيدة الساق بسلسلة حديدية وقدماها متقرحتان، وكلّفت مصالحها المختصّة بالتحرّي واتّخاذ ما يتعيّن من تدابير عاجلة في الغرض".

وأضافت، في بلاغ نشرته على صفحتها بموقع الواصل فيسبوك، أنها كلفت "صباح الجمعة 18 فيفري/شباط 2022 فريقًا من المندوبية الجهوية لشؤون المرأة والأسرة بنابل بالتنقّل الميدانيّ وموافاتها بتقرير مفصّل حول هذه الوضعيّة".

وزارة المرأة: تبيّن أن المرأة المقيّدة (53 سنة) حاملة لإعاقة ذهنيّة، وتقيم رفقة والدتها (80 سنة) ولها 5 أخوة يقطنون بنفس الحيّ، ولا تمتلك بطاقة هويّة ولا تتمتع بدخل قار أو تغطية اجتماعيّة

وأفادت أنه "قد تبيّن أن المرأة المعنيّة هي سيّدة عزباء تبلغ من العمر 53 سنة أصيلة إحدى المناطق الريفية بولاية نابل، حاملة لإعاقة ذهنيّة، وتقيم رفقة والدتها المسنّة (80 سنة) ولها 5 أخوة يقطنون بنفس الحيّ، ولا تمتلك بطاقة هويّة ولا تتمتع بدخل قار أو تغطية اجتماعيّة".

وتابعت وزارة المرأة أن "والدة هذه السيّدة صرحت بأنها تضطر إلى تقييد ابنتها لعدم قدرتها على رعايتها خاصة عند خروجها من المنزل لقضاء حاجياتها اليومية. وأفادت أن ابنتها تعرضت لحادث منزلي تسبب لها سابقًا في حروق من الدرجة الأولى ممّا انجر عنه فقدانها المؤقت لقدرتها على المشي"، مشيرةً إلى أن "الإعاقة الذهنية لابنتها وما تتسم به من اضطراب سلوكي ونفسي أصبح خارجًا عن السيطرة ممّا يضطرها لتقييد الابنة بسلاسل حديدية، حماية لها وخوفًا من هروبها"، وفق نص البلاغ.

وزارة المرأة: والدة المرأة المعنية قالت إن الإعاقة الذهنية لابنتها وما تتسم به من اضطراب سلوكي ونفسي أصبح خارجًا عن السيطرة ممّا يضطرها لتقييد الابنة بسلاسل حديدية، حماية لها وخوفًا من هروبها

وأشارت إلى أنها "دعت إلى التعجيل بمسار التعهد الإسعافي بهذه الوضعية والتنسيق الفوري مع مختلف الجهات الأمنية والاجتماعية والصحيّة المعنيّة قصد اتخاذ الإجراءات الملائمة لمعالجة وضعيّة التهديد التي تعيشها المواطنة المعنيّة، باعتبار فداحة هذا الفعل وما ترتّب عنه من مسّ بكرامة هذه السيدة وإنسانيتها".

ولفتت إلى أنه "تمّ بتظافر جهود سائر الهياكل الصحيّة والاجتماعيّة والسلط الأمنية والقضائية، القيام بالإجراءات والتساخير اللازمة وإعلام النيابة العمومية ومباشرة المتابعة الصحيّة والنفسيّة وإجراء معاينة طبيّة للمواطنة المعنيّة ومباشرة مساعدة العائلة على استخراج بطاقة تعريف وطنية لهذه السيّدة ووالدتها"، حسب ما جاء في نص البلاغ.

وزارة المرأة: تم القيام بالإجراءات والتساخير اللازمة وإعلام النيابة العمومية ومباشرة المتابعة الصحيّة والنفسيّة وإجراء معاينة طبيّة للمواطنة المعنيّة ومباشرة مساعدة العائلة على استخراج بطاقة تعريف وطنية للمرأة المعنية ووالدتها

وأكدت أن "الجهد التشاركي للتعهد بهذه الوضعيّة سيتواصل اعتمادًا على مخرجات التقريرين الطبي والاجتماعي لتقدير حاجة المواطنة المعنية إلى الإيواء الوجوبي بإحدى المؤسسات الاستشفائية للأمراض النفسية والعصبية أو الرعاية المؤسساتية المختصة أو إعادة إدماجها أسريًّا بناء على استقرار حالتها الصحيّة والنفسية وقدرتها على التعايش في الوسط الطبيعي أو تواصل حاجتها للرعاية المؤسساتيّة المختصّة، مع توفير الدعم المادي والمعنوي المتعلق بتحسين ظروف عيش أسرتها ودعم قدرتهم على رعايتها"، وفقها.

وثمنت الوزارة تفاعل نشطاء المجتمع المدني ورواد شبكات تواصل الاجتماعي والإعلاميين مع هذا الإشعار واستنفارهم للدفاع عن حقوق هذه المرأة، مؤكدة "ضرورة حماية المعطيات الشخصية والامتناع عن نشر الصور التي قد تمسّ من كرامة وإنسانيّة الحالات الاجتماعيّة المعروضة"، ومذكرة بضرورة التبليغ الفوري عن الوضعيّات المماثلة عبر مختلف قنوات الإشعار، حسب البلاغ ذاته. 

وكانت رئيسة جمعية "مواطنون" أميمة بالحاج أول من نشر صورة المرأة المقيدة، الخميس 17 فيفري/شباط 2022، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكتبت: "في دولة تنص على احترام الذوات الإنسانية وعلى الكرامة وتفتي في باب الحقوق، مازلنا نرى إنسانة، مهما كانت حالتها الصحية أو النفسية، تُقيد بـ"تل" و"كوبة" في شباك، حافية، قدماها منتفختان من آثار التكبيل، الذي يبدو أنه تواصل لفترة مطولة".

وأضافت الناشطة الحقوقية: "حسب ما توصلنا إليه، المرأة تعاني من مشاكل صحية، وهي لا تخضع إلى أي رعاية"، مستطردة: "كل هذا لا يهم مادمنا في دولة لا تعرف مواطنيها وليست على علم بظروف عيشهم، ولا تسعى لتوفير الحقوق التي نص عليها الدستور، أقلّها الحق في العيش الكريم و الصحة"، وفق تعبيرها.

أميمة بالحاج (رئيسة جمعية "مواطنون"): في دولة تنص على احترام الذات الإنسانية وعلى الكرامة، مازلنا نرى إنسانة تُقيد بـ"تل" و"كوبة" في شباك، حافية وقدماها منتفختان من آثار التكبيل

وفي اتصال لـ"الترا تونس" مع رئيسة جمعية "مواطنون" أميمة بالحاج، أكدت أن بتواصلها مع إحدى قريبات المرأة المقيّدة أخبرتها أنها "تعيش مع والدتها المسنة فقط، وأن الوالدة ليس بإمكانها التحرك كثيرًا لكبر سنها، فلم تقدر على التعامل مع ابنتها التي تحمل إعاقة ذهنية، لذلك تقوم بربطها بشكل متكرر بين الفينة والأخرى للحيلولة دون هربها"، على حد قولها.

وأكدت بالحاج: بعد أن عاينّا حالة المرأة، إثر زيارة ميدانية للجمعية لمعتمدية قرمبالية، تواصلنا مع السلط المحلية، وتم إعلامنا بأن السلط المعنية تدخّلت بشكل عاجل للنظر في وضعية المرأة، وتم إخبارنا بأنه سيتم توفير العلاج لها والعناية التامة لها ولوالدتها المسنة"، معبرة عن أملها في أن تتم فعلًا الإحاطة بها نظرًا لأن وضعيتها تستوجب حقًا التدخل العاجل، حسب تصورها.

وكانت عديد الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي قد تناقلت صورة المرأة وهي مقيدة، وعبروا عن استيائهم واستنكارهم لمثل هذه الممارسات التي تتكرر في أكثر من مناسبة في ولايات مختلفة، مطالبين بوضع حد لها ومحاسبة المتورطين في ذلك. 


 

اقرأ/ي أيضًا:

"امرأة مقيدة بسلسلة حديدية":رئيسة جمعية "مواطنون" تقدم التفاصيل لـ"الترا تونس"

اعتدت على طفلة الـ7 سنوات بـ"الوخز بإبرة".. النيابة تأذن بالاحتفاظ بزوجة الأب