05-مارس-2023
قيس سعيّد ومحمد علي البوغديري

أكدت النقابة تمسكها بقرار حجب الأعداد

الترا تونس - فريق التحرير

 

نددت الجامعة العامة للتعليم الأساسي، الأحد 5 مارس/آذار 2023، بما جاء على لسان الرئيس التونسي قيس سعيّد بأن نقابات التعليم "تتخذ من المتعلمين رهينة باعتمادها حجب الأعداد وسيلة لإدراك مطالبها التي لا تخفى أبعادها السياسية" وبما اعتبرته "تهديدًا وتأليبًا للرأي العام على المدرسين من أن هذه التمشيات لا يمكن القبول بها تحت أي طائل"، وفقها.

جامعة التعليم الأساسي: خطاب الرئيس يعد تهديدًا وتأليبًا للرأي العام على المدرسين وصف التلاميذ بالرهينة في محاولة للإساءة إلى المدرسين معنويًا والتحريض عليهم سلوك مرفوض ومستهجن

وقالت، في بيان أصدرته تحت عنوان "كلانا رهينة"، إن "وصف التلاميذ بالرهينة في محاولة للإساءة إلى المدرسين معنويًا والتحريض عليهم سلوك مرفوض ومستهجن"، معتبرة أن "كلي التلميذ والمدرس رهينة لقرصنة غاية في الفظاظة مورست عليهم وعلى الشعب بكل شرائحه من خلال الخيارات الاقتصادية والاجتماعية المفروضة"، حسب توصيفها.

و في ذات الصدد، شددت نقابة التعليم الأساسي على أن تمسك القطاع بمطالبه لا يمكن تنزيله في خانة الفعل السياسي الذي يستهدف السلطة، وإنما هو دعوة إلى تسوية معضلات تراكمت جراء سياسات التجاهل والتسويف المنتهجة من الحكومات المتعاقبة، مؤكدًا أن "حريته في اختيار الشكل الذي به يحقق مطالبه العالقة منذ سنوات أمر لا يمكن أن يُقدح فيه، وحجب الأعداد الذي نُفذ في الثلاثي الأول وسيُنجز في الثلاثي الثاني لا ينطوي على أي صورة من صور الارتهان"، على حد تقديرها.

جامعة التعليم الأساسي: المدرسون لن تثنيهم التصريحات المستنكرة والمرفوضة للرئيس عن النضال دفاعًا عن حقوقهم بكل الوسائل ومنها حجب أعداد الثلاثي الثاني

وأكدت أنه "كان على الرئيس أن يهتم لحال المدرسة العمومية التي اهترأت بنيتها التحتية وتقادمت بناءاتها وانعدمت فيها أبسط التجهيزات وتحولت إلى فضاء طارد ومنفّر عوض التحريض على المدرسين الذين لم يترددوا لحظة ولم يتوقفوا عن المطالبة بإصلاح المنظومة التربوية".

وختمت النقابة بيانها بتأكيد أن "المدرسين لن تثنيهم هذه التصريحات المستنكرة والمرفوضة عن النضال دفاعًا عن حقوقهم بكل الوسائل ومنها حجب أعداد الثلاثي الثاني عن الإدارة مع إقرار حق التلميذ وولي أمره في الاطلاع على ورقة الاختبار ومعرفة أعداده"، على حد ما ورد في نص البيان.

 

 

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد وجّه، الجمعة 3 مارس/آذار 2023، انتقادات إلى نقابات التعليم في تونس، منددًا بالأشكال الاحتجاجية التي تتخذها.

وتساءل سعيّد، في لقاء جمعه بوزير التربية محمد علي البوغديري، "ماذا يعني اليوم أن تتم الإضرابات وحجب الأعداد في المدارس العمومية؟"، مشددًا على أن "هذا الوضع طال أكثر من اللزوم ولا يمكن أن يتواصل أكثر، وليتحمّل كل واحد منّا مسؤوليته لأن الأجيال المتعاقبة لا يمكن أن تذهب ضحيةً لحسابات سياسية"، وفق تعبيره.

وسرعان ما تفاعل الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي مع خطاب الرئيس قيس سعيّد، في تدوينة نشرها مساء الجمعة ذاته على صفحته بفيسبوك قائلًا: "خطاب رئيس الجمهورية تهديد واتهامات لن نقبلها"، معقّبًا: "حقوق المدرسات والمدرسين لا تنازل عنها، وحلها طاولة المفاوضات الجدية لا الاتهامات والتهديدات"، وفق تعبيره.

كما أكد، في تدوينة ثانية له، أن "قرار حجب الأعداد متواصل حتى التوصل إلى اتفاق.. نقطة إلى السطر"، حسب ما ورد في تدوينته.

جدير بالذكر أن الجامعتين العامتين للتعليم الثانوي والأساسي منذ بداية السنة الدراسية من أجل المطالبة بجملة من المطالب الاجتماعية، وذلك عبر حجب الأعداد عن الإدارة، وقد قررت كلتيهما مؤخرًا مواصلة حجب أعداد الثلاثيتين الأولى والثانية، وذلك بعد عدم التوصل إلى حلول جلسة التفاوض الأخيرة مع وزارة التربية.