06-أبريل-2020

ولى بعض المواطنين وجوههم شطر الكتاب يستجيرون به من ملل الحجر الصحي العام (صورة تقريبية/ getty)

 

في زمن الكورونا، تعدّدت تمظهرات الهروب من الواقع، وفيما اختار البعض اللجوء إلى الرقص أو الغناء والعزف، لجأ البعض الآخر إلى ممارسة الرياضة أو تلاوة القرآن أو طبخ ما تيسّر من حلويات، وولى آخرون وجوههم شطر الكتاب يستجيرون به من ملل الحجر الصحي العام.

انخرطت دار سيريس للنشر في حملة "شدّ دارك" من خلال حث المواطنين على الالتزام بمنازلهم مع ضمان توفير خيارات كثيرة للكتب

وبين الفيديوهات المباشرة للرقصات والعزف والغناء، قد يتسلل منشور لأشخاص اختلوا بصفحات كتبهم يقتلون بها الوقت الذي يتمطّط خلال العزلة التي فرضتها الكورونا، وبينما لجأ البعض إلى مكتباتهم الحبلى بالكتب المعتّقة بحث آخرون عن عناوين جديدة.

اقرأ/ي أيضًا: التباعد الاجتماعي يعزّز الهجرة إلى الريف زمن الكورونا

تتعاون دار سيريس للنشر مع "إنتيقو" لإيصال الكتب للحرفاء

الكتب زينة الحجر

وفي ظل الحجر الصحي، تتيح دار سيريس للنشر لعشاق الكتاب الفرصة لاقتناء الكتب عبر آلية التوصيل التي تعتمدها منذ سنة عشر وألفين، والتي انطلقت في البداية بتوصيلها إلى المزودين لتشمل الحرفاء فيما بعد وتجنبهم عناء التنقل للبحث عن كتاب.

ومع الإعلان عن إلغاء التظاهرات الثقافية خاصة منها المتعلّقة بالكتاب، انخرطت دار سيريس للنشر في حملة "شدّ دارك" من خلال حث المواطنين على الالتزام بمنازلهم مع ضمان توفير خيارات كثيرة للكتب التي تعددت مجالاتهما، كتب يختارها القارئ رقميًا لتصله بعد ثمانية وأربعين ساعة على أقصى تقدير.

وعلى الصفحة الرسمية للدار، تواترت التعليقات المستحسنة لهذه الخدمة التي نزلت بردًا وسلامًا في نفوس بعض القراء ممن ساءهم إلغاء المعرض الدولي للكتاب بسبب فيروس كورونا، ووجدوا في الكتب التي تحرص سيريس على اختيار المغرية منها زينة للحجر وملاذًا من ساعاته الطويلة الموشّحة بالملل.

باتت خدمة توصيل الكتب تشمل كل ولايات الجمهورية مع طرح تخفيضات

CBS en partenariat avec Intigo

Posted by Ceresbookshop on Saturday, March 21, 2020

اقرأ/ي أيضًا: عاملات بلا أجور يستغثن: كورونا أرحم من قطع أجورنا ومورد رزقنا!

وإن كانت خدمة التوصيل تشمل في البداية تونس الكبرى فقط فإنها اليوم أصبحت تشمل كل ولايات الجمهورية مع طرح تخفيضات، علمًا وأن دار سيريس للنشر تتبع إجراءات التوقّي من فيروس كورونا عبر تعقيم الكتب قبل إرسالها إلى القارئ، وذلك ضمانًا لسلامة الجميع.

وحتّى تصل الكتب إلى القارئ حيث يلازم منزله احترامًا للحجر الصحي الشامل، تولّدت شراكة بين دار سيريس للنشر وشركة "إنتيقو"، بعد أن تخلّت وقتيًا عن خدمة نقل الأشخاص حماية للحرفاء والحريفات وحماية للسائقين، إلى أن تمر الأزمة ونستأنف نشاط النقل، وفق حديث المسؤولة عن الإعلام والاتصال بالشركة هناء الطرابلسي.

نشر ثقافة استهلاك الكتب

وعن ولادة فكرة توصيل الكتب بالشراكة مع دار سيريس للنشر، تقول هناء الطرابلسي "إنتيڨو ليست شركة تجارية ربحية على الشكل النمطي المعروف، فالقائمون عليها من أحباء الثقافة والكتب والتدوين والفن، ولم نتردّد ثانية في قبول التعامل مع أصدقائنا في دار سيريس للنشر حينما اتصلوا بنا من أجل شراكة في خدمة توصيل الكتب إثر تأجيل معرض تونس الدولي للكتاب بسبب الوضع الصحّي".

تتبع دار سيريس للنشر إجراءات التوقّي من فيروس كورونا عبر تعقيم الكتب قبل إرسالها إلى القارئ، وذلك ضمانًا لسلامة الجميع

وفي سياق متصل، تضيف "قبول الشراكة نابع من المهنية العالية لدار النشر والمادة التي يقدّمونها ومن رغبتنا في المساهمة ولو جزئيًا في نشر ثقافة جديدة هي ثقافة استهلاك الكتب وليس الدقيق والخبز فقط".

وفيما يتعلّق بعملية توصيل الكتب إلى الحرفاء في منازلهم، تشير محدّثتنا إلى وجود مسؤول عن كل خدمة تقدّمها الشركة وذلك من أجل متابعة التزوّد من الشريك على غرار سيريس ليوزّع البضائع المستلمة على السواّق، متابعة بالقول "في الواقع نحن فريق إداري مصغر ولكننا نعمل بحب وبتفان وبكثير من الجدية ولم نتوقف عن العمل الحضوري لتأمين خدماتنا اثناء الحجر الصحي وذلك بعد الحصول على ترخيص، وعملنا لا ينتهي في التوقيت الإداري المتعارف عليه وإنّما يتواصل إلى حدود منتصف الليل، الأمر الذي مكّننا من رصيد رمزي لدى حريفاتنا وحرفائنا".

يتم اتباع إجراءات التوقّي من انتشار فيروس كورونا عبر تعقيم الكتب

وعن تفاعل الحرفاء مع خدمة توصيل الكتب، تقول "لقد لاقت هذه الخدمة إقبالًا فاجأنا وأثلج صدورنا، إذ كنّا نخال أن العالم سيتحول إلى خزانات ضخمة من الدقيق ومعجون الطماطم وأننا سنلمح "زومبيات" تتصارع فيما بينها من أجل نصف قطعة خبز.. ومع انطلاق عملنا مع سيريس كانت المفاجأة بالإقبال اللافت للمواطنين على الكتب أثناء فترة الحجر الصحي"، مضيفة "مع التخفيضات التي تقدّمها سيريس لحرفائها ارتفع عددهم ونحن سعداء جدًّا بهذه النتيجة وبالإسهام في تمكين كل شغوف بالمطالعة من الكتب رغم الحجر الصحّي الاجباري".

 

اقرأ/ي أيضًا:

التنمر.. جريمة تظل ندوبها مدى الحياة

كيف يعيش الموظف يومه في البيت زمن "الكورونا"؟