الترا تونس – فريق التحرير
نشرت صفحة رئاسة الجمهورية على فيسبوك مساء السبت 28 أوت/ أغسطس 2021، أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد تنقّل إلى منطقة بئر مشارقة من ولاية زغوان، بعد "حجز وحدات الحرس الوطني وفريق المراقبة التابع لوزارة التجارة وتنمية الصادرات 30 ألف طن من مادة الحديد مخزنة بغرض المضاربة".
رئاسة الجمهورية: وزارة التجارة وتنمية الصادرات حجزت 30 ألف طن من مادة الحديد مخزنة بغرض المضاربة وتعمد التحكم في تزويد السوق والترفيع في الأسعار
وأكد سعيّد خلال معاينته للكميات المحجوزة من الحديد بحضور آمر الحرس الوطني، على أنه "لا مجال للتسامح مع كل من يعمد للتحكم في تزويد السوق والترفيع في الأسعار والتنكيل بقوت التونسيين" وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، مشددًا وفق مقطع أوردته الرئاسة، على أنّه سيتم تعقب "المتورطين في الاحتكار والمضاربة في آلاف الأطنان من الحديد وفي كل المواد، مهما كانوا وأينما كانوا حتى لو حاولوا الهروب".
ولفت سعيّد إلى أنه لم يعد للمحتكرين والمضاربين مكان في تونس، "فإما أن يعيدوا أموال الشعب في إطار صلح جزائي كان قد اقترحه سابقًا، أو أنه سيقابل الحديد بالحديد" على حد تعبيره، مبيّنًا أن كمية الحديد التي تم حجزها والمقدرة بأكثر من 30 ألف طن، تمثّل جزءًا بسيطًا من المواد التي وقع احتكارها، ويباع السيخ الواحد منها (البارة) بـ28 و29 دينار عوضًا عن 21 دينار.
وشدّد رئيس الجمهورية على أن "عددًا محدودًا من المحتكرين يتحكمون في السوق ويتفقون على تحديد الأسعار فيما بينهم، ويتخفون وراء جهات سياسية تقدم لهم الدعم مقابل ولائهم السياسي لها" على حد قوله.
ويشار إلى أنّ رئيس الغرفة الوطنية لمصنّعي حديد البناء الهادي بن عياد، كان قد صرّح لإذاعة "ديوان أف أم" أنّهم لا يتدخلون في تحديد الأسعار، وأنّ أسعار حديد البناء تحددها وزارة التجارة بالتشاور مع وزارة الصناعة، معتبرًا أنّ السعر الحالي لحديد البناء لا يغطي سعر المواد الأولية (عروق الفولاذ) المستوردة والتي شهدت ارتفاعًا خياليًا في السوق العالمية منذ عدة أشهر، خاصة وأنّ تسعيرة وزارة التجارة تعدّ الأقلّ في العالم وفق وصفه.
وتابع بن عيّاد أنّ إخفاء الحديد يقع عن طريق تجّار وليس صناعيين، مشيرًا إلى أنّ أحد مصنّعي حديد البناء وصل حد الإفلاس نتيجة الخسائر المتراكمة من الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة، قائلًا: "البيع بسعر أقل من سعر المواد الأولية يهدد مصانع الحديد بالإفلاس والغلق وتسريح العمال وبالتالي انهيار متتال لكل متدخلي القطاع والبناء والمقاولات، ومن غير المعقول بيع الحديد بأقل من سعر المادة الأولية".
وأبدى بن عياد استعداد مصنّعي حديد البناء للمساهمة بهامش الربح أو بخسارة لا تهددهم بالإفلاس إذا وقع تعديل الأسعار بنسبة تغطي تكلفة الشراء والإنتاج.
رئيس الغرفة الوطنية لمصنّعي حديد البناء: إخفاء الحديد يقع عن طريق تجّار وليس صناعيين ومن غير المعقول بيع الحديد بأقل من سعر المادة الأولية
وكانت وزارة التّجارة وتنمية الصّادرات، قد أعلنت الجمعة 20 أوت/أغسطس 2021، أنّ تسعيرة مادّة حديد البناء لن تشهد أيّ تغيير خلال الفترة الحاليّة ولن يتمّ التّرفيع في أسعار البيع للعموم.
ودعت الوزارة، في بلاغ نشرته على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، كافّة الوحدات الصّناعيّة المنتِجة لهذه المادة وتجار الجملة والتفصيل إلى الالتزام بالإنتاج والتوزيع بالنسق الذي يضمن تزويد السوق بصفة منتظمة، مشددة على أنها ستتصدّى لجميع عمليّات المضاربة والاحتكار.
وأضافت، في ذات الصدد، أنها ستتولّى متابعة تطوّر الأسعار العالميّة لمدخلات الإنتاج الخاصة بهذه المادة لاتّخاذ ما يتعيّن من إجراءات للتأقلم مع المستجدّات والشّروع في الإصلاحات المستوجَبة التي من شأنها التّرفيع في مستوى الاعتماد على الإنتاج الوطني من العروق الفولاذية بما يخفّف من وطأة تغيّرات الأسعار العالميّة على السّوق الوطنيّة، وفق ما جاء نص البلاغ.
الجامعة العامة للبناء والأخشاب: ارتفاع جنوني وغير مسبوق لأسعار مواد البناء وخاصة منها مادة الحديد
يذكر أن الجامعة العامة للبناء والأخشاب التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل كانت قد نبهت، الثلاثاء 17 أوت/ أغسطس 2021، إلى ما وصفته بـ "الارتفاع الجنوني وغير المسبوق لأسعار مواد البناء وخاصة منها مادة الحديد" لافتة إلى أن 18 من مصانع الآجر قد توقفت عن العمل "نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة وغياب المنافسة الشريفة وهي المصانع التي كان دور كبير في تعديل الأسعار".
وأطلقت الجامعة، في بيان لها، "صيحة فزع خاصة وأن آلاف العمال أصبحوا يواجهون شبح البطالة"، داعية إلى إحكام مراقبة مسالك التوزيع والضرب على أيدي المحتكرين، كما دعا أصحاب مصانع الحديد إلى تغليب المصلحة الوطنية "خاصة وأن أسعار هذه المادة آخذة بالتراجع على الصعيد العالمي"، وفق نص البيان.
اقرأ/ي أيضًا:
وزارة التجارة: لن يتم الترفيع في سعر بيع حديد البناء في الفترة الحالية
جامعة البناء تطلق صيحة فزع: "ارتفاع جنوني" في أسعار مواد البناء وخاصة الحديد