الترا تونس-فريق التحرير
تشهد حوادث العنف الأسري وتقتيل النساء في تونس ارتفاعًا لافتًا على الرغم من ترسانة القوانين التي وضعت لمكافحة العنف المسلط على النساء، ما دفع المنظمات النسوية إلى إطلاق صيحة فزع.
استفاق أهالي مدينة بوسالم يوم السبت 10 فيفري/شباط على جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها امرأة بعد أن اعتدى عليها زوجها بآلة حادة "ساطور"
وتندد منظمات المجتمع المدني في تونس باستمرار بتواصل حوادث العنف الأسري والعنف المسلط على النساء، في حين تقر السلطات الرسمية في تونس بارتفاع ظاهرة العنف ضد المرأة بشكل لافت.
جريمة مروعة: زوج يهشم رأس زوجته بـ"ساطور"
والسبت 10 فيفري/شباط 2024، استفاق أهالي مدينة بوسالم من ولاية جندوبة على جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها امرأة بعد أن اعتدى عليها زجها بآلة حادة "ساطور".
وفي تفاصيل الحادثة، أكد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة والمتحدث الرسمي باسمها صلاح الدين الراشدي، في تصريح لإذاعة "إ ف م" (محلية)، الأحد 11 فيفري/شباط الجاري، إقدام كهل على قتل زوجته بواسطة "ساطور".
وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة: إقدام كهل على قتل زوجته من خلال تسديد 3 ضربات لها على مستوى الرأس بواسطة "ساطور"
وأضاف الراشدي، أنّ الزوج قام بتسديد 3 ضربات لزوجته على مستوى رأسها ما تسبب لها في كسر الجمجمة ونزيف حاد، مضيفًا أنها فارفت الحياة فور وصولها إلى المستشفى.
ووفق ما أكد صلاح الدين الراشدي، فقد تم الاحتفاظ بذي الشبهة على ذمة التحقيق إلى حين استكمال الأبحاث اللازمة، وفقه.
وهذه الجريمة ليست سوى واحد من عشرات الجرائم الشنيعة والمروعة التي تذهب ضحيتها نساء في تونس بمختلف أعمارهنّ وفئاتهنّ الاجتماعية، فقد سبق وأن أعلنت وزارة المرأة التونسية وفاة امرأة تبلغ من العمر 42 عامًا خنقًا على يد زوجها في ولاية بنزرت.
جرائم قتل النساء في أرقام
منتصف شهر جانفي/يناير 2024، قالت جمعية أصوات نساء إنّ تونس شهدت خلال سنة 2023 موجة مفزعة من جرائم قتل النساء بلغت 25 جريمة، وفقها.
وأكدت الجمعية حينها في بلاغ لها، أنّ "هذه الحصيلة تعدّ الأكبر في تاريخنا بعد الـ 6 جرائم التي سُجلت في عام 2018، حيث ارتفعت النسبة بأربعة أضعاف"، وفقًا لتقرير نشرته وزارة المرأة حول جرائم قتل النساء.
أصوات نساء: خلال سنة 2023 شهدت تونس موجة مفزعة من جرائم قتل النساء بلغت 25 جريمة وهي الحصيلة الأكبر في تاريخ تونس بعد الـ6 جرائم المسجلة سنة 2018
وذكرت الجمعية أنّ "من بين الضحايا، 13 امرأة قتلهن أزواجهن، وقتلت 7 نساء بنفس الطريقة من خلال طعنهنّ بآلات حادة"، وفق ما جاء في نص البلاغ.
واعتبرت جمعية "أصوات نساء" أنّ "هذا الوضع الخطير يعكس حاجة ملحة إلى التصدي إلى العنف ضد النساء من خلال:
- إدماج الدولة لمقاربة النوع الاجتماعي في كل مؤسّساتها
- تعزيز الوعي المجتمعي للحد من هذه الجرائم الشنيعة
- ضرورة اتباع إجراءات قانونية ردعية
- إرساء قوانين صارمة لمجابهة كافة أشكال العنف وخاصة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي
بدورها، تدرك السلطات التونسية أنّ جرائم قتل النساء في تونس ترتفع سنة تلوى الأخرى وتدرك أيضًا أن ترسانة القوانين التي وضعتها الدولة على امتداد سنوات فشلت في الحدّ من العنف المسلط على النساء.
ونهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كشفت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن في تقرير لها، أنّ عدد جرائم قتل النساء في تونس تضاعف 4 مرّات من 2018 إلى حدود جوان/ يونيو 2023.
وأكدت الوزارة أنّ جلّ جرائم قتل النّساء في تونس وقعت في المنزل بنسب بلغ أدناها 57% سنة 2020 وأقصاها 93% سنة 2021، وأنّ ذروة ارتكاب الجرائم هي الفترة الزمنيّة من السّاعة 7 مساءً إلى الساعة 6 صباحًا سنة 2020. كما أكدت أنّ الزوج هو القائم بالجريمة في 71 % من جرائم قتل النّساء.