في الوقت الذي تعاني فيه تونس من بنية صحّة متردّية، أطلق الطبيب هيثم قاسم مشروعًا يتمثّل في بناء وحدات طبية متقدّمة "PMA" بهدف تخصيصها لتقديم الإسعافات الأولية للمرضى المصابين بـ"كوفيد 19" في مرحلة حادة، ونفذت مخططه مجموعة من المهندسين المعماريين المتطوعين باسم "المهندسون المعماريون المتحدون".
والمشروع يهدف أيضًا إلى اصطحاب المرضى من منازلهم أو من الشارع بواسطة عربات مجهّزة حيث يوفّر لهم الفريق الطبّي وشبه الطبّي الموجود في الموقع الإسعافات اللازمة، وهو من تأطير الطبيب هيثم قاسم والمهندس المعماري حاتم بونواس.
الطبيب هيثم قاسم لـ"ألترا تونس": المشروع يهدف إلى تخفيف الضغط على وزارة الصحّة بتقديم الإسعافات اللازمة في الحالات الاستعجالية
وفيما لاقت هذه المبادرة استحسانًا من مصانع عرضت تصنيعها بأسعار تفاضلية، مازال القائمون عليها ينتظرون موافقة رسمية من وزارة الصحّة، علمًا وأنهم اجتمعوا في ثلاث مناسبات مع وزير الصحّة عيد اللطيف المكّي، وفق حديث الدكتور هيثم قاسم.
اقرأ/ي أيضًا: كيف استعدت أقسام الاستعجالي لتقبل المصابين بكورونا؟.. أطباء يجيبون
مستشفيات ميدانية
وفي سياق متّصل، يقول هيثم قاسم لـ"ألترا تونس" إن إطارات وأعوان وزارة الصحة وعلى رأسهم الوزير متحمسون لهذا المشروع وإنّ انطلاق التصنيع رهين توقيعه على اعتبار أن المشروع جمعياتي تشرف عليه جمعية آية للإنسانية التي ترأسها رقية الحافي.
وتصور المشروع، الذي وضعه محدّثنا وتولّى المهندس حاتم بونواس تنفيذه في مخطّط، يهدف إلى تخفيف الضغط على وزارة الصحّة بتقديم الإسعافات اللازمة في الحالات الاستعجالية خاصة وأنّ عدد المصابين بفيروس كورونا مرشّح للارتفاع، وفق قوله.
الطبيب هيثم قاسم: في حال أمضى وزير الصحة على قرار الانطلاق في التصنيع سيتم تركيز الوحدات الطبّية في كامل ولايات الجمهورية لتكون مستشفيات ميدانية في حالة الحرب على الفيروس
اقرأ/ي أيضًا: في زمن الحرب الصامتة.. "الجيش الأبيض" يتحدّى كورونا
والوحدات الطبّية المتقدّمة تحتوي على وحدات عزل وحجر مع مراعاة جانب التعقيم وفيها تتم التدخّلات الطبية إلى حين وصول سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى الوحدات الصحية المخصّصة لعلاجهم، وفق حديث الطبيب هيثم قاسم الذي أكّد أنّ لهذا المشروع أهمية طبّية وإنسانية ستجنب تونس سيناريو إيطاليا.
وفي حال أمضى وزير الصحة على قرار الانطلاق في التصنيع، سيتم تركيز الوحدات الطبّية في كامل ولايات الجمهورية لتكون مستشفيات ميدانية في حالة الحرب على الفيروس، وقد تم اللجوء إلى هذا التصور في الحربين العالميتين الأولى والثانية، حسب قول قاسم.
وفي انتظار الانطلاق الفعلي في التصنيع، يدعو محدّثنا المواطنين إلى التبرّع من أجل تجهيز أكبر عدد ممكن من الوحدات الطبية المتقدّمة في ظل الثغرات اللوجستية في مواجهة هذا الوباء خاصة مع مخاطر إصابة إطارات طبّية وشبه طبّية في ظل غياب الإجراءات الوقائية اللازمة، على حدّ تعبيره.
مشروع غير مكلف
ومن جهته، يقول المهندس المعماري حاتم بونواس لـ"ألترا تونس" إن بناء وحدة طبية متقدّمة غير مكلف والأمر لا يستغرق أكثر من ثلاثة أيام إذ يتم إنشاؤها داحل مصنع ومن ثم تحويلها إلى المنطقة المحدّدة بنقلها على ظهر شاحنة، وسهولة نقلها تسمح بأن تغطي كل مناطق الجمهورية، على حدّ تعبيره.
وعن التصوّر المعماري للفكرة، يشير بونواس إلى أنه كان وليد لقاء بين طبيب ومهندس معماري، إذ قدّم الأوّل حاجياته التي يتطلّبها الظرف الراهن ونفّذها الثاني في مخطّط معماري يمكّن الفرق الطبّية من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين بفيروس كورونا.
المهندس المعماري حاتم بونواس لـ"ألترا تونس": المشروع يهدف إلى إنقاذ الأرواح البشرية من خلال تعميمه على كامل تراب الجمهورية
والمشروع يهدف، وفق محدّثنا، إلى إنقاذ الأرواح البشرية، من خلال تعميمه على كامل الجمهورية مما يوفّر وقتًا إضافيًا للمصابين ويجنّب تونس سيناريو وفيات كثيرة، علمًا وأن أصحاب مصانع تواصلوا مع أصحاب المبادرة للانطلاق في التصنيع الذي مازال رهين موافقة وزير الصحّة.
وفريق المهندسين المعماريين اللذين سيشرفون على تصنيع الوحدات الطبّية المتقدّمة يضم إلى حد الآن مائتي مهندس متطوّع لتنفيذ مبادرة لاقت صدى إيجابيًا لدى المواطنين والمتطوّعين ووسائل الإعلام في انتظار تجاوز الإجراءات البيروقراطية.
اقرأ/ي أيضًا:
أين ذوي الإعاقة من إجراءات مكافحة "كورونا"؟
الحجر الصحي الإجباري للعائدين من بؤر "كورونا".. القصة الكاملة