03-مايو-2023
الكاف رضيع استئصال رحم

وفق رواية الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالكاف (صورة توضيحية/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالكاف محمد فوزي الداودي، الأربعاء 3 ماي/أيار 2023، الاحتفاظ بستة أشخاص، في علاقة بحادثة وفاة رضيع واستئصال رحم والدته، التي أثارت استياء واسعًا في تونس.

الناطق باسم ابتدائية الكاف: لم يتوفر طبيب خاص في طب النساء والتوليد، في كلّ من المستشفى المحلي بالقصور ومستشفى الكاف

وتعود أطوار الحادثة كما أوردها الناطق الرسمي في تصريحه لإذاعة "الديوان أف أم" (محلية)، إلى أنّ امرأة في حالة ولادة تنقّلت إلى المستشفى المحلي بالقصور من ولاية الكاف، أين لم يتوفر في المستشفى طبيب خاص في طب النساء والتوليد، ليتم توجيهها بالتالي إلى مستشفى الكاف الذي لم يكن يملك بدوره طبيبًا في هذا الاختصاص، وفقه.

وأشار الداودي إلى أنّ وزارة الصحة لتلافي هذا النقص المسجل في الأطباء، تعمد في العادة إلى أطباء خواص يؤمنون وفق اتفاق في الغرض، إجراء العمليات والتدخل الطبي والجراحي بالمستشفيات العمومية، لكن لم يوجد طبيب في ذلك الوقت، وبمحاولة الاتصال بأحد هؤلاء الأطباء أكد أنه غير موجود بالولاية.

الناطق باسم ابتدائية الكاف: مصحة خاصة بالولاية رفضت قبول المرأة إلا بعد الحصول على ضمان مالي، وقدّر الفريق الطبي بالمصحة أنّ الحالة غير مستعجلة

وقد تم توجيه المرأة بعد ذلك إلى أحد المستشفيات العمومية خارج ولاية الكاف (مستشفى جندوبة أو أحد مستشفيات العاصمة في هذه الحالة) عن طريق سيارة إسعاف، قبل أن تقدّر القابلة أن حالة المرأة بدأت في التعكّر، فاتخذت قرارًا بالتوجه إلى إحدى المصحات الخاصة بالكاف، وقال الناطق الرسمي باسم المحكمة: "حسب الأبحاث الأولية وأقوال المعنيين، فإن المصحة رفضت قبول المرأة إلا بعد الحصول على ضمان مالي، وقدّر الفريق الطبي بالمصحة أنّ الحالة غير مستعجلة" وفقه.

وأفاد الداودي في هذا الإطار، أنّه تم اعتبار أنّ هناك تقصير، خاصة وأنّ الناظر العام للمصحة هو من أعطى التعليمات لعون الاستقبال وللقابلات بعدم قبول هذه المرأة، قائلًا: "تم بعد ذلك إعادة المرأة إلى مستشفى الكاف التي فاجأها المخاض في الطريق، فاضطرت القابلة للتدخل وتوليدها في سيارة الإسعاف، ما انجر عنه فقدان الجنين وحدوث نزيف حاد لها".

الناطق باسم ابتدائية الكاف: طبيب خاص متعاقد مع وزارة الصحة أكد في البداية أنه غير موجود بالولاية قبل أن يقع إحضاره ليقوم بالتدخل

وواصل الناطق باسم المحكمة الابتدائية بالكاف بقوله: "بعد وصول المرأة إلى مستشفى الكاف أكدت القابلة أنها ظلّت تنتظر 10 دقائق ليقع فتح باب القسم، وكان هذا العامل أساس الاحتفاظ بعاملة هي المسؤولة عن فتح وغلق الباب، كما أنّ القابلة أكدت أنه لم يقع التدخل لإسعاف المرأة فقامت هي بمدّها بالأكسجين قبل أن يصل الطبيب الذي كان قد أكد في البداية عدم وجوده بالولاية".

وأوضح الداودي أنّ ناظر المستشفى أكد أنه تنقل لمنزل الطبيب واصطحبه إلى المستشفى ليقوم بالتدخل، حيث أكد الطبيب بأنه لم يتم إعلامه بأن الحالة مستعجلة، ليتم بالتالي الاحتفاظ بستة أشخاص، هم الناظر العام بالمصحة الخاصة، 4 أعوان صحة من مستشفى الكاف (قابلتان، ممرضة وعاملة) والطبيب، وقال: "اعتبرنا أنهم قاموا بفعل مجرّم يتمثّل عدم الإنجاز".

الناطق باسم ابتدائية الكاف: القابلة أكدت أنها ظلّت تنتظر 10 دقائق ليقع فتح باب قسم النساء والتوليد، والمرأة تعاني نزيفًا حادًا

وفسّر الداودي بأنّ الطبيب هو الذي قام بالتدخل "لكن لم يقع الاحتفاظ به لاستئصاله الرحم، فهذا شأن طبي تقني يفصل فيه المختصون، وإنما احتفظنا به لعدم تدخّله في الوقت المناسب، رغم أنّ القانون يفرض عليه التدخل". وفق قوله.

وكانت هذه الفاجعة الأليمة قد هزت ولاية الكاف، الاثنين 1 ماي/أيار 2023، عقب وفاة رضيع لامرأة حامل تبلغ من العمر 21 سنة واستئصال رحمها، إثر مضاعفات تعرضت لها على خلفية تأخر التدخل الطبي لعملية توليدها، نظرًا لنقص الإطار الطبي في المستشفى الجهوي بالكاف.

وقد أثارت الحادثة استياءً واسعًا في تونس، واستنكر نشطاء ما اعتبروه تهميشًا للمستشفيات بالجهات الداخلية، ونددوا بوضعية الصحة العمومية وبنقص الأطر الطبية وشبه الطبية والمعدات اللوجستية بعدد من المستشفيات الجهوية والمحلية.