يوافق عيد الأضحى يوم العاشر من ذي الحجة بعد أن يكون حجاج بيت الله الحرام قد أتموا ركن الحج الأعظم وهو "يوم الوقفة" بصعودهم إلى جبل عرفات.
ويحتفل به المسلمون في كافة أنحاء المعمورة كسنة مؤكدة، وقد ارتبط العيد بقصة النبي إبراهيم عليه السلام، حينما رأى في منامه أن الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل ولما صدق الأب والإبن الرؤيا وأطاعا الله عز وجلّ، أمره سبحانه وتعالى بنحر أضحية بدلاً عن إبنه.
أضفى التونسيون على كل الأعياد الدينية الكثير من عاداتهم ومعتقداتهم، فباتت جزءًا من التراث اللامادي الذي تتوارثه الأجيال ومن ذلك عادة "تحجيج الأضحية"
ولهذه الأضحية شروط ومميزات وفي نحرها قواعد يشترك فيها المسلمون، غير أن عيد الأضحى أو كما يسمى في دول إسلامية عدة "العيد الكبير" ما فتىء يحمل بين طياته تقاليد ثقافية وخصائص تراثية مازال كثير من التونسيين يتمسكون بها.
وأضفى التونسيون على كل الأعياد الدينية الكثير من عاداتهم ومعتقداتهم، فباتت جزءًا من التراث اللامادي الذي تتوارثه الأجيال وتحافظ على ممارسته وكأنّ الإخلال بأحد هذه الطقوس والعادات يفقد العيد لذته ومتعته.
وتختلف العادات تختلف من جهة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى، فترى التونسيون ينقلون هذه الذاكرة الثقافية أينما حلوا حتى خارج أرض الوطن، فيتمسكون بإحيائها كتمسكهم بشعائرهم الدينية.
يحرص التونسيون على مراسم استقبال الأضحية أو كما يسمونها "العلوش" بالبخور والتبريكات والشرائط الملونة التي تزينه ويصبح نجم البيت والضيف الجليل الذي تضعه بعض العائلات داخل غرفها ليلاً ليبيت فيها
ويحرص التونسيون على مراسم استقبال الأضحية أو كما يسمونها "العلوش" بالبخور والتبريكات والشرائط الملونة التي تزينه ويصبح نجم البيت والضيف الجليل الذي تضعه بعض العائلات داخل غرفها ليلاً ليبيت فيها إجلالاً وتقديرًا له فهي الأضحية المراد بها التقرب من الله عز وجل، وكذلك "درءًا للمصائب والمتاعب عن كل العائلة" يقول (العم كيلاني 75عامًا) لـ "الترا تونس".
ويضيف: إلى جانب طقوس الذبح الدينية واتباعنا لتعاليم سنة رسول الله فإن العائلات خاصة في الجنوب التونسي ما زالت تحافظ على عادة "تحجيج الأضحية"، وتعني أن يذبح الخروف ويتم تعليقه وإخراج كل فوارغه من "دوارة" و"معلاق كامل" ويترك كاملاً ولا يؤكل من لحمه إلا في اليوم الموالي ومن الضروري أن لا يمسه الماء.
وتعتبر عادة "تحجيج الأضحية" من بين أغرب العادات التي تمارسها عدة ولايات تونسية بل وتنفرد بها، أما المقصود منها فهو أن تحج الأضحية لأن هذه الفريضة مرتبطة بالحج وذلك أسوة بما يقوم به حجاج بيت الله الحرام من ذبح وترك للأضحية.
عادة "تحجيج الأضحية" من بين أغرب العادات التي تمارسها عدة ولايات تونسية والمقصود منها هو أن تحج الأضحية لأن هذه الفريضة مرتبطة بالحج وذلك أسوة بما يقوم به حجاج بيت الله الحرام
ويقول محدثنا: "هم يقومون بنفس ما يقوم به الحجاج ولهذا تترك ليلة كاملة"، موضحًا أن ذبح الأضحية يتم خلال اليوم الأول لعيد الأضحى، فيما يسمى اليوم الثاني بيوم "التقطيع" ويستيقظ فيه رب العائلة باكرًا ليبدأ عملية "تقطيع العلوش"، أما ربة المنزل فتهمّ بإشعال "الكانون" للشواء، ويبدؤون بشواء قطعة من الشحم للقطط، فإذا كانت موجودة في المنزل ويتم تربيتها توضع قطعة الشحم بعد شوائها في صحن للقطط، أو ترمى فوق السطوح أو أمام المنزل إذا كانت مخصصة للقطط في الشوارع.
ويعتقد عدد من التونسيين أن العيد هو أيضًا فرصة لإشباع القطط رحمة بها ومن أجل أن تعم أجواء الفرحة على أهل البيت ومن البشر وحتى حيواناتهم الأليفة، ويتذوق أفراد العائلة لحم الخروف بعد أن تم تحجيجه وحان وقت التلذذ بطعمه.
هذه العادة الطريفة التي تنفرد بها عدة جهات في تونس وهي "تحجيج الأضحية"، أثبت العلم أنها عادة صحية ومفيدة جدًا، كما أن المعهد الوطني للتغذية ينصح سنويًا بالمحافظة على هذه العادة من أجل صحة أفضل خلال العيد
تقول "إلهام" لـ "الترا تونس": لا يمكنني أن آكل لحم العلوش إلا بعد "تحجيجه" فقد تربيت على ذلك ومازلت أمارس هذه الطقوس حتى الآن وأربي عليها طفلي"، وتواصل ضاحكة: "نحن نتفرغ في اليوم الأول لتنظيف الدوارة وتشوشيط الرأس، فنطبخ الغذاء كمونية تتكون أساسًا من القلب والكبد والكلى ونعدّ ليلاً العصبان ورأس الخروف المطهو على البخار، ونترك السقيطة"تحج" وبعد 24 ساعة نبدأ في حفلة الشواء صباحًا ونقطع الأضحية ونوزع ما تيسر من لحمها".
إن هذه العادة الطريفة التي تنفرد بها عدة جهات في تونس وهي "تحجيج الأضحية"، أثبت العلم أنها عادة صحية ومفيدة جدًا، فهي تحول الذبيحة من مجرد عضلات إلى لحم بعد أن يتم امتصاص كل السوائل والتخلص من الدم، لتتحول بعد 24 ساعة إلى لحم طري وشهي مفيد وغير مضر بالصحة، كما أن المعهد الوطني للتغذية ينصح سنويًا في بلاغاته بالمحافظة على هذه العادة من أجل صحة أفضل خلال العيد.