25-يناير-2022

منع نائبين بالبرلمان المعلقة أعماله وكاتب دولة سابق من السفر (KENZO TRIBOUILLARD/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تعرّض النائبان بالبرلمان المعلقة أعماله منذ 25 جويلية/يوليو 2021 زياد الغناي (التيار الديمقراطي) وفارس بلال (قلب تونس) وكاتب الدولة السابق للشباب عبد القدوس سعداوي، الاثنين 24 جانفي/يناير 2022، إلى المنع من السفر بمطار تونس قرطاج، بدعوى "ضرورة تغيير المهنة بوثيقة جواز السفر"، وفق ما أكدوه.

وكان الغناي قد أعلن، مساء الاثنين، أنه تم منعه من السفر بمطار تونس قرطاج "بتعلة كون جواز السفر عليه مهنة نائب شعب التي يجب تغييرها!"، وفقه.

وأضاف في تدوينة له على فيسبوك: "يحدث ذلك، علمًا وأن المجلس لم يحل وأن هذا لم يطلب مني عند دخولي منذ قرابة ثلاثة أسابيع وأصلًا عملية تغييره تفترض أن أكون في باريس!"، مستطردًا: "كل التفكير في زوجتي وابنتي وابني الذين سيسافرون بمفردهم وسيحرمون من والدهم الذي تهمته الوحيدة أنه نال ثقة الشعب في وقت ما"، حسب ما جاء في تدوينته.

منع النائبين زياد الغناي وفارس بلال وكاتب الدولة السابق عبد القدوس سعداوي من السفر بدعوى "ضرورة تغيير المهنة بوثيقة جواز السفر" يثير جدلًا واسعًا

بدوره، أعلن كاتب الدولة السابق للشباب عبد القدوس سعداوي، الاثنين 24 جانفي/يناير 2022، أنه تم منعه من السفر هو والنائب عن حزب قلب تونس بالبرلمان المعلقة أعماله فارس بلال، وفقه.

وأضاف سعداوي، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "تم منعي من السفر بتعلة أنه يجب تغيير المهنة في جواز السفر. مع العلم أنني سافرت في ديسمبر/كانون الأول 2021"، متسائلًا "هل أن هذا القانون الذي يمنعني تم إصداره في جانفي/يناير 2022؟".

وسرعان ما أثارت أحداث المنع من السفر جدلًا سياسيًا وانتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها نشطاء شكلًا من أشكالًا التضييق على الحريات منددين بها ومطالبين بوضع حد لها.

وقد استنكر حزب التيار الديمقراطي، في بيان نشره مساء الاثنين، منع نائب الشعب وعضو مكتبه السياسي زياد الغناي من السفر بـ"تعلات واهية ودون موجب قانوني"، مطالبًا الرئيس التونسي قيس سعيّد ووزير داخليته بـ"رفع هذا المنع فورًا والاعتذار عنه والكف نهائيًا عن هذه الممارسات الاعتباطية"، وفق توصيفه.

التيار الديمقراطي: تم منع الغناي من السفر بـ"تعلات واهية ودون موجب قانوني".. ونطالب قيس سعيّد ووزير داخليته بـ"رفع هذا المنع فورًا والاعتذار عنه والكف نهائيًا عن هذه الممارسات الاعتباطية"

وجدد التيار، في بيانه، "عزمه على النضال رفقة سائر القوى التقدمية والديمقراطية لاسترداد كامل الحقوق الدستورية للتونسيات والتونسيين وأولها وضع حد لهذا الانقلاب وما صاحبه من جور وحيف وعبثية"، حسب تعبيره.

وقد ندد الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، بمنع النائب زياد الغناي من السفر، واصفًا ذلك بـ"الجرم"، وفق تعبيره.

وبدوره، استنكر النائب بالبرلمان المعلقة أعماله نبيل حجي (التيار الديمقراطي)، مساء الاثنين، منع زمليه زياد الغناي من السفر، معقّبًا أن السبب في منعه هو أن "المهنة المضمة في جواز سفره هي 'نائب' وأنه لم يعد نائبًا بعد"، وفقه.

وأضاف: تخيلوا إلى أي مستوى من التعسف من الممكن أن تصل شرطة الحدود في هذه البلاد الظالمة في تعاملها مع المواطنين!"، حسب توصيفه.


وتحوّل عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين، مساء الاثنين 24 جانفي/يناير 2022، إلى مطار تونس قرطاج، على إثر منع زياد الغناي من السفر والعودة إلى فرنسا صحبة عائلته، وفق ما أكده الناشط السياسي أيوب عمارة.

وأضاف عمارة، في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: ما قالته مجموعة من الإطارات الأمنية بمطار قرطاج "لدينا تعليمات من القيادات العليا" وتم بالفعل منعه من السفر، في حين غادرت زوجته مع ابنتها وابنها إلى باريس".

الناشط السياسي أيوب عمارة: زياد الغناي تم منعه من السفر رغم أنه ليس قيد الإجراء الحدودي الذي يعرف بالـS17 ولا يوجد قرار قضائي يمنعه من السفر، هي فقط تعليمات من "القيادة العليا" التي لا نعرف من تكون

وتابع: "زياد مهندس كيمياء مقيم ويشتغل في فرنسا منذ سنة 2015 متواجد في تونس منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الفارط في زيارة عائلية. زياد ليس قيد الإجراء الحدودي الذي يعرف بالـS17 ولا يوجد قرار قضائي يمنعه من السفر، فقط هي تعليمات من 'القيادة العليا' التي لا نعرف من تكون".

وأضاف عمارة: "بشكل دقيق قالوا له يجب أن تغير المهنة في جواز السفر وتحذف كلمة نائب شعب. مع العلم، وعلى سبيل الذكر، حسين جنيح عضو مجلس النواب المعلقة أعماله يسافر من دولة إلى دولة وهو الآن متواجد مع المنتخب الوطني لكرة القدم في الكاميرون"، وفق ما جاء في تدوينته. 

واعتبر الناشط السياسي أن "ما وقع فضيحة وعار، خاصة المشهد الذي فيه ابنته الصغيرة في سن الـ5 سنوات وتسأل فيه 'بابا شنوة عملت' موجع جدًا"، حسب توصيفه.

كما عبّرت المحامية والرئيسة السابقة لجمعية النساء الديمقراطيات يسرى فراوس، مساء الاثنين، عن تضامنها مع "الممنوعين من حرية التنقل"، معلّقة: "نحن مواطنون لا رعايا"، وفق تعبيرها.

الحقوقية يسرى فراوس: تم الاثنين منع نائبين وكاتب دولة سابق من مغادرة التراب التونسي في تعدٍّ سافر على الدستور وعلى كافة التزامات تونس الدولية في مجال حقوق الإنسان

ودونت على صفحتها بفيسبوك: "أمن المطار قرر أنّ كل من حمل صفة النائب أو الوزير السابق عليه تغيير الصفة في جواز سفره أو يُمنع من السفر. وقد تم الاثنين منع نائبين وكاتب دولة سابق من مغادرة التراب التونسي في تعدٍّ سافر على الدستور وعلى كافة التزامات تونس الدولية في مجال حقوق الإنسان"، حسب تقديرها.

بدورها، عبّرت المحامية والناشطة الحقوقية بشرى بلحاج حميدة، في تدوينة لها على فيسبوك، عن "تضامنها الكامل مع النواب والوزراء السابقين الممنوعين من السفر بدون إذن قانوني".


 يُذكر أن عدد حالات المنع من السفر قد تعدّدت خلال الأيام التي تلت 25 جويلية/ يوليو 2021 دون إعلام واضح عن عدد الأشخاص الذين تم إدراجهم ضمن هذه الفئة وأسباب ذلك ودون إعلامهم مسبقًا بالقرار، وفق تصريحاتهم وتدويناتهم.

وفي سبتمبر/ أيلول 2021، كانت قد نشرت الرئاسة التونسية في إحدى بياناتها أن الرئيس التونسي قيس سعيّد قد أكد أنه "لا يتم منع أي شخص من السفر إلا إذا كان موضوع بطاقة جلب أو إيداع بالسجن أو تفتيش"، وهو ما نفته عديد الشخصيات العامة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نائبان وكاتب دولة سابق يؤكدون منعهم من السفر

رغم تأكيدهما عدم وجود ملاحقات قضائية ضدهما: منع وزير سابق ونائب من السفر