26-مايو-2023
اللجوء

طالب لجوء لـ"الترا تونس": لا نملك أي مستقبل في تونس ونطالب بإجلائنا إلى بلد ثالث (صورة أرشيفية/ ياسين محجوب/ NurPhoto)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد متحدّث باسم مجموعة من طالبي اللجوء والباحثين عن الحماية الدولية، محمد زيدان، الجمعة 26 ماي/أيار 2023، في تصريحه لـ"الترا تونس"، أنّ هؤلاء اللاجئين من جنسيات مختلفة (السودان وإفريقيا الوسطى وتشاد وأثيوبيا والصومال وجنوب السودان)، يعتصمون اليوم "في ظروف مناخية وإنسانية قاسية أمام مقر المنظمة الدولية للهجرة الكائن بمنطقة البحيرة".

طالب لجوء سوداني لـ"الترا تونس": تم رمينا كلاجئين في الشوارع بعد خطاب الرئيس قيس سعيّد، وفقد عديد الأشخاص منازلهم وأعمالهم، دون أن توفر لهم المفوضية أدنى حلول

وتابع زيدان بقوله: "هذا الاحتجاج يأتي تكملة للاعتصام السابق التي تمّ فضّه بالقوّة، ومطالبنا اليوم معروفة.. ألا وهي الإجلاء من تونس" على حد تعبيره، مضيفًا: "المفوضية لا تهتم بنا ولا تقدم الخدمات".

وقال محمد زيدان: "تم رمينا كلاجئين في الشوارع بعد خطاب الرئيس قيس سعيّد، وهو الخطاب الذي غيّر الأمور للأسوأ، إذ فقد عديد الأشخاص منازلهم وأعمالهم، وأصبحوا مرميين على قارعة الطريق دون أن توفر لهم المفوضية أدنى حلول".

وأوضح هذا المتحدّث باسم مجموعة من طالبي اللجوء في تصريحه لـ"الترا تونس": "لا نملك أي مستقبل في هذا البلد، ويجب أن يقع إجلاؤنا لبد أخرى كي نعيش بكرامة، أي دولة ثالثة أخرى، إذ لم نشترط أو نحدّد دولة بعينها، المهم أن يقع احترام كرامتنا كبشر، وفي تونس الشعب لم يعد يتقبّلنا"، وفق تعبيره.

طالب لجوء سوداني لـ"الترا تونس": نطالب المفوضية بإجلائنا إلى بلد آخر، لم نشترط أو نحدّد دولة بعينها، المهم أن يقع احترام كرامتنا كبشر، لأنّ الشعب في تونس لم يعد يتقبّلنا

واستنكر محمد زيدان "ألّا تبذل المفوضية السامية لشؤون الاجئين أي مجهود لإقناع التونسيين بأن اللاجئين لم يأتوا لتونس ليفتكوا البلاد، وما أوصلنا إلى هذا الوضع هو تقاعس المفوضية عن القيام بواجبها الموكل لها والمتمثل في توفير الحماية والحياة الكريمة للاجئين وطالبي اللجوء في تونس".

وقال طالب اللجوء السوداني، إنّ "العدد ليس مهولًا كما تروّج له المفوضية السامية التي تعتمد سياسة الترحيب في البداية قبل أن تبدأ سياسة التضييقات ما إن تبدأ بالمطالبة بحقوقك كلاجئ.. فسياساتها لم تتغيّر وهي لا تملك أي حلول" وفقه.

طالب لجوء سوداني لـ"الترا تونس": مفوضية شؤون الاجئين لا تملك أي حلول، وهي لا تبذل أي مجهود لإقناع التونسيين بأن اللاجئين لم يأتوا لتونس ليفتكوا البلاد

جدير بالذكر أن قوات الأمن قامت، بتاريخ 11 أفريل/نيسان 2023، بإيقاف عدد من المهاجرين المعتصمين أمام مقرّ مفوضية شؤون اللاجئين، وذلك بعد أحداث عنف واشتباكات بين الأمنيين والمهاجرين لدى إقدام القوات الأمنية على فضّ اعتصامهم الذي تواصل لأسابيع مطالبين بإجلائهم من البلاد التونسية.

وشدّد زيدان على أنّ فضّ هذا الاعتصام في رمضان، تم بتواطؤ من المفوضية نفسها، وأنّ الأمن التونسي لم يأخذ بعين الاعتبار وجود نساء وأطفال في هذا الاعتصام، قائلًا: "الشرطة استباحتنا ولهذا نقول إننا لا نملك أي مستقبل هنا في تونس".

 

 

ويعاني مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس ظروفًا عصيبة، بعد الحملة التي وُصفت بـ"العنصرية" ضدّهم وما تعرضوا إليه من انتهاكات وطرد من مساكن إقامتهم، وفق شهادات حقوقيين ومحامين. 

وتأتي هذه التطورات إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، بتاريخ 21 فيفري/شباط 2023، الذي جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس.

وقد أثار خطاب الرئيس جدلًا وانتقادات واسعة في تونس، وأدانت جمعيات ومنظمات حقوقية في تونس خطاب قيس سعيّد الذي اعتبرته "محرضًا على العنصرية"، داعية إياه إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مجال حقوق الإنسان.