الترا تونس - فريق التحرير
أعلنت وزارة الفلاحة التونسية، السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه إثر الإعلان عن ظهور بعض البؤر من مرض الحمى القلاعية بعدد من الولايات التونسية خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023 تم تطويقها في الإبان وتطبيق إجراءات الحجر الصحي للمستغلات التي سجلت بها حالات مرضية.
وزارة الفلاحة التونسية: إثر الإعلان عن ظهور بعض البؤر من مرض الحمى القلاعية بعدد من الولايات تم تطويقها في الإبان وتطبيق إجراءات الحجر الصحي للمستغلات التي سجلت بها حالات مرضية
وأضافت، في بلاغ لها، أنه تم القيام بعملية تلقيح دائري لكل الحيوانات الحساسة المتواجدة حول البؤر لحمايتها، معلنةً في هذا الصدد عن برمجة الحملة الوطنية السنوية والمجانية للتلقيح ابتداءً من مطلع سنة 2024، وداعية الفلاحين إلى الانخراط فيها لحماية حيواناتهم والحفاظ على الثروة الحيوانات الوطنية.
وشددت وزارة الفلاحة أنه "لضمان حسن سير هذه الحملات فإنّ مخزون اللقاح ضد الحمى القلاعية متوفر بالكميات اللازمة بالصيدلية المركزية وموضوع تحت ذمة المصالح المختصة للوزارة"، على حد قولها.
وزارة الفلاحة التونسية: برمجة الحملة الوطنية السنوية والمجانية للتلقيح ضد مرض الحمى القلاعية ابتداءً من مطلع سنة 2024 وندعو الفلاحين إلى الانخراط فيها لحماية حيواناتهم
وقالت الوزارة إن "مرض الحمى القلاعية هو مرض حيواني فيروسي يصيب المجترات على غرار الأبقار والأغنام والماعز وما شابهها، ويتواجد هذا المرض بالعديد من البلدان من العالم ومنها بلدان منطقة شمال افريقيا.
وتعتمد آلية مقاومة هذا الوباء أساسًا على الوقاية عبر عملية تلقيح الأبقار والمجترات الصغرى (الأغنام والماعز). وذكرت وزارة الفلاحة في هذا الصدد أنه سيتم القيام بالحملة الوطنية السنوية المجانية والإجبارية من طرف الأطباء البيطريين من القطاع العام والعاملين تحت نظام التوكيل الصحي من القطاع الخاص.
- تنبيه بعدم إدخال حيوانات مجهولة المصدر للتراب التونسي
ودعت وزارة الفلاحة التونسية المربين إلى احترام قواعد الأمن الحيوي، خاصة بعدم إدخال حيوانات مجهولة المصدر إلى التراب التونسي.
كما أوصتهم بـ"التواصل السريع مع الطبيب البيطري الخاص عند وجود أعراض مرضية لدى حيواناتهم وإعلام الطبيب البيطري الرسمي بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية من أجل أخذ العينات للتحليل المخبري للتأكد من المرض".
وزارة الفلاحة التونسية تدعو الفلاحين إلى احترام قواعد الأمن الحيوي، خاصة بعدم إدخال حيوانات مجهولة المصدر إلى التراب التونسي
وشددت الوزارة على "ضرورة التقليص من تنقل الحيوانات والقيام بعملية تعقيم متواترة للحد من تسرب العدوى من مستغلة إلى أخرى أو من الأسواق إلى المستغلات السليمة".
وأشارت إلى أنه سبق أعلمت المصالح البيطرية التابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عن ظهور المرض منذ 3 ماي/أيار 2023 على الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية في كنف الشفافية، على حد ما جاء في نص البلاغ.
- دعوات لغلق أسواق المواشي مؤقتًا
وسبق أن أكد عميد البياطرة التونسيين، الدكتور أحمد رجب، انتشار مرض الحمى القلاعية في تونس في صفوف الماشية، داعيًا السلطات التونسية إلى ضرورة إعلام الرأي العام بهذا المرض واتخاذ الإجراءات اللازمة، وفقه.
وأشار الدكتور أحمد رجب، في مداخلة له على إذاعة ديوان (محلية)، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى وجود بؤر ينتشر فيها هذا المرض مثل نابل والقصرين والمنستير.
سبق أن دعا عميد البياطرة التونسيين السلطات المعنية في تونس إلى كشف الحقيقة في علاقة بانتشار مرض الحمى القلاعية في تونس وفرض الحجر الصحي في المناطق الموبوءة وإغلاق أسواق بيع المواشي موقتًا
وقال رجب، إن هذا المرض يُصنف كمرضٍ فيروسي شديد العدوى وينتشر في صفوف الماشية (أبقار، ماعز، خراف..) ويتسبب في ارتفاع درجات الحرارة وظهور حصيلات في الفم والساق وأن العدوى يمكن أن تنتقل إلى الإنسان أيضًا، وفقه.
واعتبر عميد البياطرة التونسيين، أن الحديث عن وجود بؤر لفيروس الحمى القلاعية في عدد من الولايات يعني انتشاره في كامل البلاد، داعيًا وزارة الفلاحة التونسية والسلطات المعنية إلى كشف الحقيقة وفرض الحجر الصحي في المناطق الموبوءة وإغلاق أسواق بيع المواشي موقتًا.
وبحسب الدكتور رجب، فإن هذا المرض يخضع للتراتيب القانونية ما يعني أنه مرض فيروسي شديد العدوى ويتسبب في خسائر اقتصادية فادحة، غير أنه يعتبر أقل خطورة من مرض السل، وفقه.
- ماذا تعرف عن مرض الحمى القلاعية؟
وتعرّف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وباء الحمى القلاعية بأنه أحد الأمراض الحيوانية المدمرة والتي تؤثر على جميع الحيوانات مشقوقة الظلف، سواء الأنواع المستأنسة أو البرية.
وذكرت أنّ الفيروسات التي تسبب مرض الحمى القلاعية هي من بين أكثر المسببات المعدية المعلومة لدي الطب البيطري والبشري، والذي ينجم عنها الذعر الشديد لدى مربّي الماشية، لا سيما في البلدان التي تكون خالية من هذا المرض.
وبالرغم من أنّ المرض كان تحت السيطرة في الدول المتقدمة، إلا أنه في عام 2001 تفشى في المملكة المتحدة ومنها انتشر إلى هولندا، وعلى مستوى أقل في كل من فرنسا وإيرلندا، قبل أن تتم السيطرة عليه من خلال إعدام الحيوانات والتخلص منها على نطاق واسع. وقد تركت هذه التجربة أثراً على نفسية الكثير من المزارعين الذين عايشوا هذه المأساة: المملكة المتحدة وحدها تكبدت خسائر اقتصادية تزيد قيمتها على 12 مليار دولار أمريكي و تم التخلص من نحو 6.5 مليون رأس من الأغنام والأبقار والخنازير لوقف انتشار المرض، وفق المنظمة الدولية.