الترا تونس - فريق التحرير
نشر حزب العمال، الجمعة 24 جوان/ يونيو 2022، تدوينة لأمينه العام حمة الهمامي، علّق فيها على النقطة الإعلامية لوزارة الداخلية، التي أكدت "كشف مخططات تهدد سلامة الرئيس التونسي قيس سعيّد ومؤسسة الرئاسة التونسية"، بقوله: "من فضلكم كفّوا عن استبلاه الناس".
حمة الهمامي: الروايات عن مخططات تستهدف شخص الرئيس تهدف إلى تلهية الناس عن مشاغلهم الحقيقية وإلى تخويفهم وكسب تعاطفهم
وتابع الهمامي: "عاد الحديث مجددًا عن (المخططات الداخلية والخارجية) التي تستهدف شخص الرئيس ومؤسسة الرئاسة، في النقطة الإعلامية التي مُنع فيها مرة أخرى الإعلاميون من طرح أسئلتهم، لم تقدّم المتحدثة باسم الداخلية أية معلومة جدية تثبت وجود تلك التهديدات كالعادة" وفق قوله.
وذكر حمة الهمامي أنها ليست المرة الأولى التي تثار فيها مثل هذه المسائل، إذ تحدث سعيّد قبل انقلاب 25 جويلية/ يوليو 2021 أكثر من مرة عن (المؤامرات) التي تُحاك في الغرف المظلمة بـ(التواطؤ مع أطراف أجنبية)، ولم يكشف لنا عن أية مؤامرة ولا عن تولي القضاء التحقيق فيها"، مذكّرًا بحادثة "الظرف المسموم المشبوه الذي وصل الرئاسة وتسبّبت في إصابة رئيسة ديوان الرئيس وقتها نادية عكاشة بإغماءة، وجاءت تحاليل المخابر المختصة التابعة للأمن لتكذّب هذه الرواية ومرّت الأمور كأنّ شيئًا لم يكن في حين كان من المفروض محاسبة مروّجي هذه الأقاويل" وفق قوله.
حمة الهمامي: ما يقوم به سعيّد هو أسلوب تفكير شعبوي مدروس وله أهدافه، ففي غياب أي حجة أو أي بحث قضائي يكون ذلك من صميم الشعبوية وأساليبها
وأكّد أمين عام حزب العمال أنّ ما يقوم به قيس سعيّد هو "أسلوب تفكير وعمل شعبويّين، مدروس وله أهدافه، فافتعال مثل تلك الروايات، في غياب أية حجة أو أيّ بحث قضائي، هو من صميم الشعبوية، وأساليبها. وهو يهدف أوّلًا إلى تلهية الناس عن مشاغلهم الحقيقية وثانيًا إلى تخويفهم وكسب تعاطفهم.. وقد استغلّ سعيّد ذلك في الإعداد لانقلابه وتنفيذه" وفقه.
وتساءل الهمامي: "هل قدّمت لنا المتحدثة باسم وزارة الداخلية أيّ معطى ملموس حول التهديدات يرتقي إلى مستوى (المعلومة)؟ بالطبع لا. وهل أفادتنا بإحالة الأمر عن النيابة العمومية؟ بالطبع لا. فإذا كان الأمر ما يزال في طور البحث فلماذا إفشاؤه لما في ذلك من ضرر بالبحث؟ وإذا تمّ كشف خيوط (المؤامرة) فما المانع من تقديم المعلومات إلى الرأي العام؟" حسب توصيفه.
وشدّد الهمامي على أنّ "سعيّد، يستعمل الأسلوب الشّعبوي المعتاد، لتحقيق مآرب شخصية. وهي ثلاثة، أوّلها تحفيز الناس على المشاركة في مبايعة 25 جويلية/ يوليو القادم لشخصه وعدم الانتباه إلى ما ينتظرهم من متاعب وخراب جرّاء هذه المبايعة بناء على دستور معدّ في (الغرف المظلمة) لتمكينه من تركيز (دكتاتوريته الجديدة)" وفق تقديره.
حمة الهمامي: من أهداف سعيّد، صرف الاهتمام عما يروج بإلحاح من ضغوط لدفعه إلى خطوة جديدة وحاسمة في التطبيع مع الكيان الصهيوني
واعتبر الهمامي أنّ ثاني أهداف سعيّد هو "تلهية الناس عمّا ينتظرهم من تدمير ممنهج لما تبقّى لهم من قدرات معيشية ضئيلة ومحدودة بعد أن ظهرت تباشير رضاء صندوق (النهب) الدولي عن 'مشروع إصلاحات' حكومة سعيّد ومطالبتها بالبدء في تنفيذها (رفع الدعم، الترفيع في الأسعار، تجميد الأجور، وقف الانتدابات الخ...)".
وأشار الهمامي إلى أنّ من مآرب سعيّد ثالثًا، "صرف الاهتمام عمّا يروج بإلحاح من ضغوط لدفعه كي يخطو خطوة جديدة وحاسمة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، تعزّز الخطوات السابقة التي قام بها خلال ولايته ومنها خاصة وصول رحلة مباشرة من تل أبيب إلى جربة بمناسبة الزيارة السنوية لـ(الغريبة) وحضور وزير الدفاع في اجتماع أطلسي بإشراف أمريكي في ألمانيا إلى جانب وزير دفاع الكيان الصهيوني.." وفق نص تدوينته.
وكانت الناطقة الرسمية باسم وزارة الداخلية التونسية فضيلة خليفي، قد قالت الجمعة 24 جوان/يونيو 2022، إنه تم كشف "مخططات تهدد سلامة الرئيس التونسي قيس سعيّد ومؤسسة الرئاسة التونسية"، مضيفة أنها "مخططات تجاوزت مرحلة التخطيط"، على حد روايتها.
وأضافت، في ندوة صحفية عقدتها وزارة الداخلية لتقديم آخر تطورات الوضع الأمني في تونس، أن "التحريات لا تزال متواصلة في هذا الملف، وأن القضاء يعمل على تفكيكه، دون أن تقدم أي أدلة أو تفاصيل واضحة بشأن ذلك.