15-ديسمبر-2023
موت مستراب الهجرة غير النظامين مهاجرون تونسيون إيطاليا مراكز الاحتجاز والترحيل

مجدي الكرباعي: هناك 6 جثامين لمهاجرين تونسيين في إيطاليا منذ 27 أكتوبر المنقضي ولم يقع ترحيلها لتونس بعد (صورة لأحد مراكز الاحتجاز بإيطاليا/ Francesco Boscarol/NurPhoto)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الناشط الحقوقي والنائب السابق بالبرلمان التونسي مجدي الكرباعي، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنّ هناك 6 جثامين لمهاجرين غير نظاميين تونسيين في إيطاليا توفوا إثر غرق مركبهم منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي ولم يقع ترحيلها إلى تونس بعد، وفقه.

مجدي الكرباعي: هناك 6 جثامين لمهاجرين غير نظاميين تونسيين في إيطاليا توفوا إثر غرق مركبهم منذ 27 أكتوبر المنقضي ولم يقع ترحيلها إلى تونس بعد

ودعا الكرباعي، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك" (محلية)، السلطات التونسية إلى الضغط على الدولة الإيطالية من أجل التعرف على الجثث على الأقل، معقبًا: "ليس معقولًا أن تبقى جثامين تونسيين في إيطاليا وعائلاتهم تعيش لوعةً منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي تنتظر دفن أبنائها".

 

  • حالات موت مستراب لتونسيين في مراكز الترحيل بإيطاليا

وعلى صعيد متصل، سلّط الناشط الحقوقي الضوء على ما يتعرض إليه المهاجرون غير النظاميين التونسيون يوميًا من اعتداءات في مراكز الاحتجاز والترحيل، فضلًا عن حالات الموت المستراب التي تحصل في السجون ومراكز الاحتجاز والترحيل.

مجدي الكرباعي: المهاجرون غير النظاميين التونسيون يتعرضون يوميًا إلى اعتداءات في مراكز الاحتجاز والترحيل في إيطاليا، فضلًا عن حالات الموت المستراب التي تحصل في صفوفهم

وقال الكرباعي إنّ هناك تونسيًا تم إيقافه مؤخرًا من الشرطة الإيطالية ثم وقع العثور على جثته إثر ذلك أمام محطة للقطارات، كما أن هناك تونسيًا آخر تم الاعتداء عليه في مركز للأمن والهجرة بميلانو ثم تم وضعه في مركز للحجز والترحيل، وغيرها من الحالات.

 

 

وأعاد تسليط الضوء على حادثة وفاة التونسي وسام عبد اللطيف في مركز للاحتجاز والترحيل منذ سنتين ومحاولة تصوير وفاته على أنها سكتة قلبية، لولا تدخل نشطاء من المجتمع المدني ومطالبتهم بإعادة تشريحه ليتضح أنه تم ربط الفقيد لمدة 72 ساعة في مستشفى، معقبًا: "ومنذ أسبوعين اجتمعنا مع المحامية في القضية واكتشفنا أنّه تم إعطاء الفقيد دواءً خاطئًا تسبب في وفاته"، لافتًا إلى أنّ ما حصل مع وسام عبد اللطيف ليس إلا لمحة عمّا يتعرض له المهاجرون غير النظاميين في مراكز الاحتجاز الإيطالية.

 

  • وصم تجاه المهاجرين التونسيين في إيطاليا

وأرجع الكرباعي الممارسات التي يتعرض إليها المهاجرون غير النظاميين التونسيون في إيطاليا إلى "الوصم" المرتبط بهم والمتعلق بعدم وجود سلطات تدافع عنهم، موضحًا أنه رغم ما تعرض له الهاجرون التونسيون من اعتداءات وعنف وقتل لم تقم السلطات التونسية بأيّ تنديد أو شجب أو تدخل، وهو ما جعل السلطات الإيطالية تستسهل الاعتداء على التونسيين.

مجدي الكرباعي: رغم ما تعرض له الهاجرون التونسيون من اعتداءات وعنف وقتل لم تقم السلطات التونسية بأيّ تنديد أو شجب أو تدخل، وهو ما جعل السلطات الإيطالية تستسهل الاعتداء على التونسيين

كما تحدث الناشط الحقوقي عنّ أنه تم الترفيع في عدد المهاجرين التونسيين الذين تتم إعادة ترحيلهم قسريًا إلى تونس منذ الزيارة التي أدتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس، في الأشهر القليلة الماضية، على حد قوله. 

وكانت 30 منظمة وجمعية قد طالبت، في بيان مشترك، أصدرته الخميس 14 ديسمبر/ كانون الأول 2023، السلطات التونسية، بضمان حماية مواطنيها في الخارج، مطالبة بالحقيقة والعدالة للمهاجرين الذين وقعوا ضحايا للعنف أو الذين لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز في إيطاليا.

 

مجدي الكرباعي:  تم الترفيع في عدد المهاجرين التونسيين الذين تتم إعادة ترحيلهم قسريًا إلى بلدهم منذ الزيارة التي أدتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس

 

ودعت هذه المنظمات في المقابل، السلطات الإيطالية على احترام كافة الإجراءات الدولية لحماية المهاجرين وضمان حقوق الأشخاص الذين ينتقلون على الأراضي الإيطالية، مؤكدة أن عدد الوضعيات غير النظامية في تفاقم بسبب المقاربات الأمنية التي تحد من إمكانية الوصول الآمن والمنظم إلى البلدان، كما تشكك في نظام الاحتجاز الإداري للمهاجرين في إيطاليا، بما في ذلك التونسيون على وجه الخصوص، باعتبارهم الضحايا الرئيسيين، وفق البيان.

وما انفكّ الاتحاد الأوروبي يبحث سبل الحدّ من تدفقات الهجرة غير النظامية إلى الدول الأوروبية، وخاصة عبر السواحل الإيطالية، كما يعمل على تعزيز الترحيل القسري للمهاجرين غير النظاميين الموجودين هناك. 

يذكر أنّه تم في 16 جويلية/يوليو 2023، توقيع "مذكرة تفاهم" بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "شراكة استراتيجية وشاملة"، وتهم بالأساس ملف الهجرة غير النظامية. وقد قام بتوقيعها الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقد طالت مذكرة التفاهم عديد الانتقادات على الصعيد الحقوقي في تونس، واعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ هذه المذكرة "خطيرة وتكرس دور الحارس والسجان"، وفق توصيفه.

وقد نقلت وكالة "آكي" للأنباء الإيطالية، في جويلية/يوليو 2023، عن مصدر أوروبي مسؤول أن مذكرة التفاهم الموقعة بين تونس والاتحاد الأوروبي نصت على "إعادة المهاجرين غير النظاميين التونسيين إلى تونس".