17-ديسمبر-2019

شدد على ضرورة الاستمرار في النضال والصمود من أجل تعديل البوصلة (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، الثلاثاء 17 ديسمبر/ كانون الأول 2019، أن "المسيرة الثورية والنضالية يجب أن تستمرّ من أجل تعديل البوصلة ومن أجل الخيارات والاستحقاقات الوطنية وفي مقدمتها تشغيل الشباب".

وأضاف الطبوبي، في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة لاندلاع ثورة 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 – 14 جانفي/ كانون الثاني 2011، أن "اتحاد الشغل لا يمثل السلطة التنفيذية وأن السلطة التنفيذية انتخبها الشعب"، مشيرًا إلى أنه "كان للشعب في مناسبات في عدة محطات للتغيير لكن المشهد يتكرّر ببعض التعديلات الطفيفة"، وفق تعبيره.

الطبوبي: إذا كان هناك رغبة لخلق استقرار سياسي ومناخ يساعد ويسهم في بعث إشارات إيجابية على الاستثمار فلا بد من تشغيل الشباب وإيجاد الحلول العملية

وقال "إذا هناك لوم يجب أن نلوم أنفسنا لكن لا يجب أن نبقى عند البكاء على الأطلال"، معتبرًا أن هناك أزمة ثقة حادة وأن هذه الأزمة تمثل أكبر خطر حاليًا، ولافتًا إلى القرارات الوزارية التي تم اتخاذها لفائدة جهة سيدي بوزيد والتي كانت في إطار حملة انتخابية. وأضاف أن هذه الحيل لم تعد تنطلي على الشعب.

وشدد على ضرورة الاستمرار في "النضال والصمود من أجل تعديل البوصلة والخيارات الوطنية"، مبرزًا أنه إذا كان هناك رغبة لخلق استقرار سياسي ومناخ يساعد ويسهم في بعث إشارات إيجابية على الاستثمار فلا بد من تشغيل الشباب وإيجاد الحلول العملية. وقال إنه إذا لم يلتقط "الحكام الجدد" اللحظة فستكون الثورة القادمة ثورة تأتي على الأخضر واليابس، وفق تعبيره، مبينًا أن "اتحاد الشغل لا يريد أن يصل الأمر إلى هذه الحد ويريد أن يكون النقد سلميًا والثورة سلمية".

واعتبر الطبوبي أنه "من غير المعقول ومن غير المنطقي، وفي ظلّ هذا الاحتقان الاجتماعي والفقر المدفع وهذه البطالة والأوضاع، انتظار تكوين حكومة مع حكومة تصريف أعمال غادرها 9 وزراء وفي ظل فراغ حكومي وغياب من يتخذ القرار، فضلًا عن تواصل المناكفات والمحاصصات والأحزاب التي تريد بتّ مشاكلها الداخلية على حساب الكفاءات القادرة على أن تكون صادقة وهادفة وتصارح الشعب بالواقع الذي حصل منذ 9 سنوات".

نور الدين الطبوبي: تونس اليوم في مفترق طرق ومنعرج خطير سببه الرئيسي "المراهقة السياسية الجديدة"

وأشار في هذا السياق، إلى أن" الأرقام التي يتم تقديمها من قبل الحكومات مزيفة من أجل ربح مساحات سياسية لكن الأرقام الحقيقية مفزعة"، حسب تعبيره، قائلًا "نحن شعب نريد مصارحة ومكاشفة لنعرف كيفية بناء بلادنا"، وفق تصريحاته. وتوجه أمين عام اتحاد الشغل إلى حركة النهضة بالقول "من حقكم أن تقولوا إنكم الحزب الأول ويجب أن تحكمو لكن محمول عليكم مسؤولية إجابة هذا الشعب فيما يخص مشاكله وهمومه وتكوّنوا الحكومة".

وبيّن أن سيدي بوزيد "استكرش" فيها اليوم "الكناطرية" والمهربون والمحتكرون، معتبرًا أن الفساد الحقيقي يكمن في تمويل أحزاب من قبل "كناطرية" وأن تونس بحاجة إلى من يحمل الفكر الإصلاحي الحقيقي والقادر على أن يتقدم بالشعب.

وانتقد نور الدين الطبوبي "من يريد تجريم الثورة وإرجاع الديكتاتورية" ومن يريد "ضرب مكتسباب الدولة الوطنية وعلى رأسها قطاعي الصحة العمومية والتعليم". ودعا في هذا الإطار كافة هياكل الاتحاد في قطاع الصحة العمومية إلى عقد سلطة قرار نقابية موحدة وكذلك كل هياكل قطاع التعليم النقابية لتنظيم يوم غضب حقيقي فيه مطلب وحيد وهو "أين نحن من الصحة والتعليم حول آفاق ومستقبل هذين القطاعين الأساسيين؟".

واعتبر أن أحد أسباب الأزمة اليوم هو وجود 3 مؤسسات دستورية و9 أو 10 هيئات مستقلة، قائلًا "أين هي الاستقلالية عندما يتم المحاصصة في اختيار أعضاء هذه الهيئات". وأضاف أنه "لا بد اليوم من مراجعة جذرية حقيقية في حوار وطني هادف من أجل تقييم الأوضاع فيما يهم الدستور".

وأكد ضرورة "إرساء عدالة اجتماعية وأن ذلك بحاجة إلى عدالة جبائية"، معتبرًا أن تونس اليوم في مفترق طرق ومنعرج خطير سببه الرئيسي "المراهقة السياسية الجديدة"، على حدّ تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مفاوضات تشكيل الحكومة: مقترح جديد للتيار الديمقراطي

محكمة المحاسبات تدعو القائمات المترشحة للتشريعية لإيداع حساباتها البنكية