21-سبتمبر-2021

تساءل عن مأتى غضب الرئيس في خطابه والحال أن المشهد لم يعرف متغيرات فيما يسميه بـ"المشروعية"

الترا تونس - فريق التحرير

 

انتقد الأستاذ في الاتصال السياسي الصادق الحمامي، الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021، خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي أدلى به مساء الاثنين 20 سبتمبر/ أيلول 2021، إثر زيارة غير معلنة لولاية سيدي بوزيد، شكلًا ومضمونًا. 

وقال الحمامي، في تصريح للإذاعة الوطنية، إن خطاب سعيّد جاء في سياق مخصوص: أولًا تنظيم مظاهرة شارك فيه بعض المئات من التونسيين ضدّ قراراته وانزعاج الرئيس الذي يحظى بشعبية كبيرة من المواطنين، وتلاها استطلاع للرأي جاء ليقول إن ثقة التونسيين في الرئيس لا تزال مرتفعة وأن لا منافس له في الرئاسيات، متسائلًا في هذا الصدد عن مأتى غضب الرئيس في خطابه. 

أستاذ الاتصال السياسي الصادق الحمامي: الخطاب قام على الغضب في حين أنه ليست هناك متغيرات كبيرة في مستوى ما يسميه الرئيس "المشروعية" والمُخرَج النهائي للخطاب كان سيئًا جدًا

وتابع القول: "الخطاب قام على الغضب في حين أنه ليست هناك متغيرات كبيرة في مستوى ما يسميه الرئيس 'المشروعية'.."، وفقه، مضيفًا في هذا الإطار أن "المُخرَج النهائي للخطاب كان سيئًا جدًا من الناحية الجمالية، وكان هناك بث متقطع وتشويش من خلال الهتافات في القاعة مما حال دون التمكين من الاستماع للرئيس بطريقة جيدة".

اقرأ/ي أيضًا: الرئيس والاتصال.. قراءة في الاتصال السياسي لقيس سعيّد

وأردف أستاذ الاتصال السياسي: " الخطاب كان في سيدي بوزيد، المدينة التي انطلقت منها الثورة، وكان هناك مواطنون يستمعون إليه، بينما هو تحدث إليهم باللغة العربية الفصحى"، معبرًا عن استغرابه من ذلك "على اعتبار أن الاجتماع الشعبي هو عادة فرصة لأن يتواصل الخطيب مع من يستمع إليه بلغته ويحاول أن يكون قريبًا منه". 

وعلى مستوى المضمون، اعتبر الصادق الحمامي أن الاتصال الرئاسي استقر على ما يمكن أن نسميه "الأسلوب الصدامي"، موضحًا أن الرئيس منذ أشهر اعتمد هذا الأسلوب بمعنى أنه يقدم نفسه في المشهدية كإنسان يصارع منافسين وأعداء ومناوئين وكأنه دائمًا يحارب في ساحة وغاء"، حسب رأيه. 

الحمامي: الرئيس ينتهج منذ البداية "أسلوب سوء التفاهم"، لأنه يعلم جيدًا أن مشروعه السياسي الذي يريد إرساءه والذي يعرف بـ"الديمقراطية المجالسية" لا يحظى بموافقة النخبة التي تريد إصلاح الديمقراطية التمثيلية

كما يرى أن الرئيس يؤمن أن الاتصال الرئاسي قائم على أن الشعب التونسي فوض له إنجاز مشروع، وأن هذا الشعب يمثل كتلة متلاحمة ومتناغمة معه، معتقدًا أن كل من يختلف معه "مخبول"، وفق تقديره.

وأردف الحمامي أن الرئيس ينتهج منذ البداية "أسلوب سوء التفاهم"، لأنه يعلم جيدًا أن مشروعه السياسي الذي يريد إرساءه والذي يعرف بـ"الديمقراطية المجالسية" لا يحظى بموافقة النخبة التي تريد إصلاح الديمقراطية التمثيلية، مشددًا على أن الرئيس يريد أن يخرج عن ذلك النموذج وأن يتقدم بنموذج جديد بشكل لا يتصادم مع النخبة أو يؤجل الصدام معها، حسب رأيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سعيّد يعلن تواصل التدابير الاستثنائية ووضع أحكام انتقالية: سؤال ومحاولات للفهم

قيس سعيّد: ستتواصل التدابير الاستثنائية وتم وضع أحكام انتقالية