13-أبريل-2020

تصنيع جهازي تنفس بأياد تونسية ومواد أوّلية محلية

 

بعيدًا عن عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا، كانت هذه الأزمة التي يعيش على وقعها العالم فرصة لإماطة اللثام عن وجه جميل لتونس، هو وجه الابتكار في مجال الطب والهندسة إذ تواترت الابتكارات التي أوجدت عقول كفاءات تونسية وأياديهم.

ومن بين الابتكارات التي تحسب لتونس في محاربة الجائحة تصنيع جهازي تنفس بأياد تونسية ومواد أوّلية محلية، وذلك إثر إعداد مشروع لتصميم وتنفيذ نموذجين لجهاز تنفس اصطناعي غير مكلف وقابل للتصنيع في تونس في ظل الظروف الراهنة.

اقرأ/ي أيضًا: من كليات الهندسة إلى المستشفيات.. خط إمداد بالمعدات لمواجهة كورونا

عن فكرة تصنيع جهازي تنفس..

وفكرة تصنيع جهازي التنفس تندرج في إطار مجابهة كورونا وتمشيًا مع استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في هذا الصدد، إذ تركزت خلية عمل بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس لإنجاز أجهزة تنفس اصطناعي في ظل نقص هذا النوع من الأجهزة في الأسواق العالمية نتيجة الإقبال الكبير على اقتنائها خلال هذه الفترة.

أحمد فريخة (الأستاذ المشرف على المشروع) لـ"ألترا تونس": تصنيع أجهزة التنفّس غير مكلف وهي لا تستغرق وقتًا طويلًا لصنعها

وتضم خلية العمل أساتذة جامعيين وصناعيين بالجهة بالتعاون والتنسيق مع جامعة صفاقس وكليّة الطب، وقسم لإنعاش الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، والقطب التكنولوجي بصفاقس وعمادة المهندسين، وفق حديث الأستاذ المشرف على المشروع أحمد فريخة لـ"ألترا تونس".

تركزت خلية عمل بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس لإنجاز أجهزة تنفس اصطناعي

 

وإثر جلسة عمل، توجه الفاعلون في المشروع إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لإلقاء نظرة على أجهزة التنفس الموجودة فيه والانطلاق في التصنيع بناء على ملاحظاتهم، واستقر الرأي على تصنيع جهازين الأوّل يساعد المصابين بفيروس كورنا على التنفس في حالة العدوى والثاني يؤمن لهم تنفّسًا اصطناعيًا في حال تدهورت حالتهم.

عن خصائص جهازي التنفّس..

يبيّن الأستاذ المشرف على المشروع أنّ النموذج الأوّل يساعد المصابين الذين يعانون من صعوبات في التنفس ويمكّنهم من سحب كمّية الأكسجين اللازمة وهو صالح أثناء التنقّل والإسعاف، وهو جهاز يمكن تنفيذه بمواد مختلفة بالاعتماد على الآليات ذات التحكم العددي، وفق قوله.

أما الجهاز الثاني، فهو يؤدّي عملية التنفّس مكان المريض ومن خلاله يقع التحكم في قيمة الأكسجين "oxygen control"، وهذا الجهاز ذو تكنولوجيا عالية ونادر وباهض الثمن في الأسواق العالمية ويقع استعماله في أقسام الإنعاش.

تصنيع جهازي تنفس بأياد تونسية ومواد أوّلية محلية

 

اقرأ/ي أيضًا: أنيس السحباني مخترع "روبوت" الداخلية يتحدث لـ"ألترا تونس" عن مشاريعه (صور)

وعن صناعة الجهاز الأوّل، يقول محدّثنا إن المتداخلين في التصنيع حينما انطلقوا في اختيار المواد المكوّنة اضطروا إلى إيجاد بدائل على اعتبار أن أغلب المواد الطبيّة غير متوفّرة في ظل الحجر الصحي العام، وصنعوا الجهاز لكن بحجم كبير جدًا نظرًا لحجم المواد المصنوع منها.

من المنتظر التنسيق مع الصناعيين لإنتاج كمّيات مهمة من هذه الأجهزة لتزويد المستشفيات التي تشكو من نقص في المعدّات

ولكن الشريك الصناعي حاول البحث عن بدائل أصغر حجم وتمكّنت جامعة صفاقس من صناعة النموذج الذي يسمح بخلط الهواء بالأكسجين على حد قول محدّثنا الذي أشار إلى أنّ جهاز التنفس الثاني يعتمد على الميكانيك وهو مستلهم من تجارب الإيطاليين والأسبان.

إذ اعتمد المهندسون على النموذج الذي استعملته كل من إيطاليا وأسبانيا في أقسام الإنعاش وطوروا تصميمه ونفذوه في ظرف أربعة أيّام وتمت تجربته، لتكسب جامعة صفاقس رهان تصنيع الجهازين في انتظار توفير المواد الأوّلية لتصنيع المزيد من هذه الأجهزة.

يعتمد جهاز التنفس الثاني على الميكانيك وهو مستلهم من تجارب الإيطاليين والإسبان

 

وبعرض الجهازين على مدير قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، أكّد أنهما مفيدان في التصدّي للجائحة وفق قول محدّثنا الذي أبرز أن تصنيع أجهزة التنفّس غير مكلف وأن المواد الأوّلية المكوّنة لها متوفرة في تونس كما أنها لا تستغرق وقتًا طويلًا لصنعها، وفق قوله.

وبعد أن نجحت جامعة صفاقس في تحدّي تصنيع جهازي التنفس وانخرطت في مجابهة الكورونا عبر الابتكار، من المنتظر التنسيق مع الصناعيين لإنتاج كمّيات مهمة من هذه الأجهزة لتزويد المستشفيات التي تشكو من نقص في المعدّات، وذلك من شأنه أن يعزّز من صلابة المنظومة الصحّية في حربها الراهنة.

وكان مدير المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس سليم عبد الكافي قد طالب، في تصريح إعلامي سابق، الدولة بتغطية مصاريف تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي من أجل مساعدة مستشفى الحبيب بورقيبة و الهادي شاكر بصفاقس على توفيرها مجانًا .

 

اقرأ/ي أيضًا:

انعكاسات "كورونا".. هل تتجنب تونس كارثة صحية داخل سجونها؟

كيف يعيش الموظف يومه في البيت زمن "الكورونا"؟