23-فبراير-2023
عز الدين الحزقي

أثار اقتياد المناضل عز الدين الحزقي من منزله من قبل أمنيين استياءً كبيرًا وانتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت المحامية دليلة مصدق، الخميس 23 فيفري/شباط 2023 في تدوينة على صفحتها بفيسبوك، أنه تم إيقاف والدها، المناضل اليساري وعضو جبهة الخلاص الوطني المعارضة عز الدين الحزقي.

المحامية دليلة مصدق أعلنت أنه تم "اعتقال المناضل عز الدين الحزقي إثر تفتيش منزله واقتياده إلى مكان لا تعلمه العائلة" قبل أن يتم بعد ساعات الإعلان عن إطلاق سراحه

وقالت المحامية، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إنه "تم تفتيش منزله واقتياده إلى مكان لا تعلمه العائلة"، مشيرة إلى أنها "لم تتمكن من الاتصال به"، على حد قولها.

 

وفي غضون سويعات، تم إطلاق سراح المناضل عز الدين الحزقي، وفق ما أكده المحامي سمير ديلو في تصريح لإذاعة "ديوان" (محلية)، دون أن يقدم مزيد التفاصيل بخصوص حيثيات إيقافه.

ولاحقًا، قال عز الدين الحزقي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "بإذن من النيابة تم عشية الخميس تفتيش منزلي من طرف فرقة خاصة. بعد أن انتهت المهمة انتقلت مع أفراد الفرقة إلى منزل ابني جوهر حيث تم تفتيشها ثم انتقلنا جميعًا إلى بوشوشة لتحرير محضر في الغرض وأعادوني على إثره إلى منزلي".

 

 

وعز الدين الحزقي هو مناضل يساري، عُرف بمعارضته للنظام في عهديْ حكم بورقيبة وبن علي، وقد سبق أن تعرّض للسجن جرّاء ذلك، وكان أحد أعضاء حركة "تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي في تونس" وتعرف أكثر بحركة آفاق، وهي أبرز حركة يسارية ظهرت في ستينات القرن العشرين في تونس. كما أنه من مؤسسي مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" المعارضة والتي تأسست إثر إعلان الرئيس التونسي قيس سعيّد عما سمّاها "إجراءات استثنائية" في 25 جويلية/يوليو 2021. 

وقد أثار اعتقال المناضل عز الدين الحزقي استياءً كبيرًا وانتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، تونسيًا، وقد ندد نشطاء وسياسيون بما اعتبروها "حملة استهداف لقيادات المعارضة التونسية"، حسب تقديرهم.

وقال المحامي والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، في تدوينة له على صفحته بفيسبوك، إن "اعتقال عز الدين الحزقي فضيحة في حق السلطة وإهانة لتاريخ تونس النضالي"، حسب تعبيره.

غازي الشواشي: اعتقال عز الدين الحزقي فضيحة في حق السلطة وإهانة لتاريخ تونس النضالي

وبدوره، نشر الوزير السابق والقيادي السابق بالتيار الديمقراطي محمد الحامي صورة قديمة لعز الدين الحزقي وهو في سجن برج الرومي مدوّنًا: "عز الدين الحزقي في معتقل برج الرومي سنة 1976.. أنت من يسجنهم سيدي عز الدين".

ومن جهته، عبّر القيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام عن تضامنه مع الحزقي مدونًا: "كل التضامن مع شيخ المناضلين عز الدين الحزقي. الرجل الثمانيني الشهم الذي وقف في وجه آلة الخراب والزيف التي يقودها قيس سعيّد"، وفق تعبيره.

 

 

وقد رجّح البعض أن اعتقال عز الدين الحزقي يندرج في إطار "ممارسة الضغط على القيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك من أجل تسليم نفسه". علمًا وأنّ عددًا من النشطاء قد تداولوا الأربعاء 22 فيفري/شباط الجاري معطيات عن محاصرة منزل جوهر بن مبارك من قبل أمنيين وعدم عثورهم عليه هناك، تزامنًا مع إيقاف كلّ من الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي والقيادية بجبهة الخلاص شيماء عيسى.

 

 

وقد أدانت حركة النهضة بشدة عملية اعتقال قوات الأمن للناشط السياسي والحقوقي عز الدين الحزقي، معتبرة أن ذلك "بهدف الضغط على ابنه الناشط السياسي وعضو جبهة الخلاص الوطني لتسليم نفسه بعد فشل محاولة مداهمة منزله ليلة الأربعاء والضغط بشكل موازي على ابنته دليلة بن مبارك مصدق محامية مدير إذاعة موزاييك قصد الترهيب ومحاولة التأثير على سير البحث والحدّ من فضحها لبطلان التهم المقدمة ضد منوّبها".

النهضة: اعتقال الحزقي بهدف الضغط على ابنه الناشط السياسي وعضو جبهة الخلاص الوطني لتسليم نفسه بعد فشل محاولة مداهمة منزله

وطالبت النهضة، في بيان لها، "بإطلاق سراح كل المعتقلين من سياسيين وإعلاميين ونقابيين ورجال أعمال وغيرهم والكف فورًا عن التواري خلف الحرب على الفساد والاحتكار لتصفية الحق السلمي والمدني في المعارضة".

 

 

يشار إلى أن السلطات في تونس انطلقت مؤخرًا في حملة من الاعتقالات شملت نائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري والقيادي السابق في الحركة عبد الحميد الجلاصي. كما شملت رجل الأعمال البارز كمال اللطيّف والناشط السياسي خيّام التركي ومدير إذاعة موزاييك الخاصة نور الدين بوطار وقاضيين اثنين وشخصيات أخرى.

وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات التي شهدتها تونس تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، ولا تزال التهم فيها ضبابية في ظل تواصل صمت النيابة العمومية والقضاء، فيما اتهم الرئيس التونسي المشمولين بالإيقافات بشكل عام بكونهم "إرهابيون" و"بالتآمر على أمن الدولة والتلاعب بأسعار المواد الغذائية لإثارة التوتر الاجتماعي"، وفقه.