23-فبراير-2023
 عصام الشابي

الحزب الجمهوري: إيقاف عصام الشابي تم "دون الاستظهار بإذن قضائي للإيقاف، بل كانت إجابة الفرقة بأنها أوامر" (صورة أرشيفية/ياسين القايدي/الأناضول)

 

لم تتوقف اعتقالات السياسيين المعارضين في تونس تقريبًا، منذ حوالي أسبوعين، في إطار حملة تعتبرها معارضة الرئيس قيس سعيّد "عشوائية ومؤسسة على تهم كيدية ومفبركة" وتهدف إلى "إرساء نظام حكم فردي وتسلطي"، كما عبرت عن ذلك في العديد من بياناتها، بينما يصر سعيّد على وصفها بالحملة على "الفاسدين".

آخر هذه الاعتقالات شملت الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي والناشطة السياسية والقيادية في جبهة الخلاص الوطني المعارضة شيماء عيسى، وذلك مساء الأربعاء 22 فيفري/شباط 2023.


  • عصام الشابي

مساء الأربعاء 22 فيفري/شباط 2023، أعلن الحزب الجمهوري (معارضة) أنه قد تم إيقاف أمينه العام عصام الشابي من طرف شرطة مكافحة الإرهاب، وبدوره، ذكر المحامي والقيادي بجبهة الخلاص الوطني رضا بلحاج، في تدوينة له على فيسبوك، أنه تم إيقاف عصام الشابي ومداهمة منزله".

محامون وأفراد من عائلة عصام الشابي: "الشرطة اعتقلته أمام مركز تجاري بينما كان مع زوجته قبل أن يتم تفتيش بيته لاحقًا"

ونقلت وكالة رويترز عن محامين وأفراد من عائلة عصام الشابي أن "الشرطة اعتقلته أمام مركز تجاري بينما كان مع زوجته قبل أن يتم تفتيش بيته لاحقًا".

 

 

 

وفي وقت لاحق من ليل الأربعاء، أصدر الحزب الجمهوري بيانًا اعتبر من خلاله أن إيقاف أمينه العام عصام الشابي هي "خطوة تصعيدية أخرى من جانب السلطة في إطار حملة الإيقافات العشوائية التي طاولت شخصيات سياسية ونقابية وإعلامية على خلفية مواقفها الوطنية".

الحزب الجمهوري: إيقاف عصام الشابي تم "دون الاستظهار بإذن قضائي للإيقاف، بل كانت إجابة الفرقة بأنها أوامر"، ونعتبر الشابي مختطفًا"

وذكر الحزب، في ذات البيان، أن إيقاف عصام الشابي تم "دون الاستظهار بإذن قضائي للإيقاف، بل كانت إجابة الفرقة بأنها أوامر"، معتبرًا أن "أمينه العام مختطفًا"، ومحملًا السلطة مسؤولية سلامته. وطالب الحزب الجمهوري بـ"الإفراج الفوري عن أمينه العام عصام الشابي وكافة المعتقلين السياسيين".

 

  • شيماء عيسى

في سياق متصل، أعلن محامون، ليل الأربعاء أيضًا، أنه تم إيقاف الناشطة السياسية والقيادية بجبهة الخلاص الوطني المعارضة شيماء عيسى بعد محاصرة سيارتها.

إيقاف الناشطة السياسية والقيادية بجبهة الخلاص الوطني شيماء عيسى بعد محاصرة سيارتها

وذكر المحامي سمير ديلو، في تدوينة له لحظات قبل أن يتم إيقاف شيماء عيسى، أنها "اتّصلت به وأعلمته بأنّه قد تمّت محاصرة سيّارتها بأعداد كبيرة من السّيارات الأمنيّة"، وفقه. وبعدها بلحظات أكد محامون، على غرار بشرى بلحاج حميدة ورضا بلحاج، في تدوينات لهم على صفحاتهم بفيسبوك أنه تم إيقاف شيماء عيسى.

 

 

 

في وقت لاحق، أكدت حركة النهضة، ليل الأربعاء في بيان لها، أن "فرقة أمنية قامت بمحاصرة سيارة شيماء عيسى واعتقالها واقتيادها إلى جهة غير معلومة".

حركة النهضة: "التنكيل بشيماء عيسى وبقية رموز المعارضة الوطنية لن يزيد المعارضة إلا عزمًا وإصرارًا على التوحّد والنضال السلمي المدني لإنقاذ البلاد من المخاطر التي تتهددها"

ونددت النهضة بشدة بـ"مواصلة سلطة الانقلاب انتهاج سياسة الاعتقالات العشوائية للمناضلين السياسيين المعارضين"، مذكرة بأن "التنكيل بشيماء عيسى وبقية رموز المعارضة الوطنية لن يزيد المعارضة إلا عزمًا وإصرارًا على التوحّد والنضال السلمي المدني لإنقاذ البلاد من المخاطر التي تتهددها".

وأكدت أن "سياسة الهروب إلى الأمام عبر تكميم الأفواه وترهيب المعارضة ومن ورائها عموم الشعب التونسي للتغطية عن الفشل والعجز في إدارة الدولة لن يحقق سوى مزيدًا من تأزيم الأوضاع الاقتصادية المنهارة والاجتماعية المحتقنة والمعيشية المتردية ودفع البلاد نحو الفوضى"، وفق نص البيان.

 

 

ولم تتضح، إلى حد كتابة هذه الأسطر، أسباب هذه الاعتقالات كما أكد المحامي سمير ديلو، في تصريحات إعلامية، أن المحامين لم يتمكنوا من مقابلة عصام الشابي وشيماء عيسى بعد.

يشار إلى أن السلطات في تونس انطلقت مؤخرًا في حملة من الاعتقالات شملت نائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري والقيادي السابق في الحركة عبد الحميد الجلاصي. كما شملت رجل الأعمال البارز كمال اللطيّف والناشط السياسي خيّام التركي ومدير إذاعة موزاييك الخاصة نور الدين بوطار وقاضيين اثنين وشخصيات أخرى.

وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات التي شهدتها تونس تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، ولا تزال التهم فيها ضبابية في ظل تواصل صمت النيابة العمومية والقضاء، فيما اتهم الرئيس التونسي المشمولين بالإيقافات بشكل عام بكونهم "إرهابيون" و"بالتآمر على أمن الدولة والتلاعب بأسعار المواد الغذائية لإثارة التوتر الاجتماعي"، وفقه.