الترا تونس - فريق التحرير
أكد عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أنيس خرباش، السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، أنّ تونس دخلت منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي في أزمة تتعلق بالحليب، في ظل تراجع كميات الإنتاج مقابل ارتفاع كميات الاستهلاك.
وقال خرباش، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية)، إنّ اتحاد الفلاحة كان قد نبّه منذ انتهاء أزمة السنة الفارطة، أي منذ ماي/أيار وجوان/يونيو المنقضيين، إلى أنّ الفلاح يبيع الحليب بالخسارة على مستوى الإنتاج في ظلّ الغلاء الكبير في كلفة الإنتاج والتغيرات المناخية التي أثّرت تأثيرًا كبيرًا على القطاع، لافتًا إلى أنّ الفلاح يخسر اليوم حوالي 700 مليم على كلّ لتر واحد ينتجه من الحليب.
أنيس خرباش: الفلاح يبيع الحليب بالخسارة على مستوى الإنتاج في ظلّ الغلاء الكبير في كلفة الإنتاج فهو يخسر اليوم حوالي 700 مليم على كلّ لتر واحد ينتجه من الحليب
وأشار خرباش إلى أنّه في ظلّ ما يتكبده الفلاح من خسائر طيلة السنوات الأخيرة فُقد جزء كبير من القطيع، يناهز الـ25%، وهو ما تسبب في تراجع كميات إنتاج الحليب، وفقه.
وذكر أنه رغم التنبيه المسبق بالأزمة الوشيكة لم يتم القيام بأيّ إجراء من شأنه الحيلولة دون حصولها، بل إنّ الدولة فاقمتها بالترفيع في سعر الشعير المدعمّم الذي يصل للفلاحين بـ300 دينار للطن الواحد.
وقال عضو اتحاد الفلاحة إنّ إنتاج الحليب في تونس تدنى اليوم إلى مستوى مليون و200 ألف لتر من الحليب في اليوم الواحد، بينما يناهز الاستهلاك اليومي مليون و700 ألف لتر من الحليب، على حد قوله.
أنيس خرباش: إنتاج الحليب في تونس تدنى اليوم إلى مستوى مليون و200 ألف لتر من الحليب في اليوم الواحد، بينما يناهز الاستهلاك اليومي مليون و700 ألف لتر من الحليب
ويرى أنيس خرباش أنّ أزمة الحليب اليوم مرتبطة في 80% منها بكلفة الإنتاج، و20% منها بالاحتكار، معقبًا أنّ "75% من كلفة الإنتاج مرتبطة بغلاء أسعار الأعلاف وبنقص الموارد المائية ما حال دون زراعة الأعلاف الخضراء".
وشدد النقابي الفلاحي على ضرورة فتح ملفّ الأعلاف وملفّ الدعم الذي لا يصل إلى مستحقيه من الفلاحين على الرغم من أنه يصل إلى المجمّع والمصنّع، على حد قوله.
وكان عضو الغرفة الوطنية لمصنعي الحليب ومشتقاته، علي الكلابي قد أكد، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ضرورة الترفيع في سعر الحليب عند الإنتاج، لأنّ الفلاحين في تونس لم يعد بإمكانهم مواصلة العمل في ظلّ غلاء كلفة الإنتاج مقابل السعر المتدنّي للبيع، وفقه.
أنيس خرباش: أزمة الحليب في تونس اليوم مرتبطة في 80% منها بكلفة الإنتاج و20% منها بالاحتكار
وقال الكلابي، في تصريح لإذاعة "ديوان" (محلية)، إنّ "كلفة الإنتاج مرتفعة بينما الأسعار على مستوى الإنتاج لم ترتفع"، معقبًا: "على هذا النحو لا يمكن للفلاحين أن يواصلوا تربية الأبقار، ولهذا لاحظنا في الأشهر الأخيرة تراجع إنتاج الحليب لأنّ عديد المربّين تخلّصوا من قطيعهم"، خالصًا إلى أنّه "من أجل إيقاف هذا النزيف يجب الترفيع فورًا في سعر الحليب على مستوى الإنتاج حتى يستقرّ وضع الفلاح"، حسب تقديره.
وكان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بالعاتي قد أكد، الثلاثاء 23 ماي/أيار 2023، أن "تعديلًا مرتقبًا في سعر الحليب عند الإنتاج سيجري تفعيله في الفترة القريبة القادمة"، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، وهو ما لم يحصل.
يذكر أن وزارة الفلاحة التونسية كانت قد أعلنت، في 2 مارس/ آذار 2023، أنّه تمّ التّرفيع في سعر الحليب الطازج على مستوى الإنتاج بـ 200 مليم/لتر ليصبح 1340 مليم/لتر (حوالي دينار ونصف) كسعر أدنى مضمون للفلاّح، وذلك بداية من يوم 16 نوفمبر/ تشرين الأول 2022، إلا أن هذه الزيادة لم تعد كافية حسب تقدير عضو المجلس المركزي لاتحاد الفلاحة الذي قال إن كلفة الإنتاج واصلت في الارتفاع في ظل الأوضاع المناخية في تونس.
يشار إلى أن تونس عاشت طيلة الأشهر الأخيرة على وقع جفاف جراء انحباس الأمطار، ما أثر بشكل مباشر على الفلاحة التونسية عمومًا.