الترا تونس - فريق التحرير
لا تزال أزمة النفايات بصفاقس التي انطلقت منذ أكثر من سنة متواصلة، وسط اتساع دائرة الغضب في صفوف المتساكنين الذين ما انفكوا يحمّلون مسؤولية ذلك للسلط معتبرين أن هناك تقصيرًا في التعاطي مع الملف.
- وقفة احتجاجية وتلويح بالتصعيد
وأمام انسداد الأفق في التوصل إلى حل، قرر الاتحاد الجهوي للشغل تنظيم وقفة احتجاجية، من الساعة الثامنة إلى العاشرة صباحًا الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أمام مقرّ ولاية صفاقس، على خلفية حرق النفايات بصفاقس محملًا الدولة مسؤولية ذلك باعتبارها "تخلت عن مواطنيها وتركتهم لمصيرهم"، وفق تعبيره.
اتحاد الشغل بصفاقس ينظم وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية على خلفية حرق النفايات بصفاقس محملًا الدولة مسؤولية ذلك باعتبارها "تخلت عن مواطنيها وتركتهم لمصيرهم"
وأضاف الاتحاد الجهوي للشغل، في بيان له أصدره الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أنه رغم تنظيمه إضرابًا جهويًا عامًا بتاريخ 16 جوان/يونيو المنقضي من أجل بيئة نظيفة، فإنه لم يجد تجاوبًا وجدية سوى الوعود الزائفة، وفق توصيفه.
وبالتوازي مع ذلك، أفاد الناشط بالمجتمع المدني بولاية صفاقس، زياد الملولي، في تدوينة له على صفحته بفيسبوك، بأنه المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني بصفاقس تنظم الخميس على الساعة الثالثة بعد الزوال وقفة غضب أمام مقر بلدية صفاقس.
الناشط المدني بصفاقس زياد الملولي: المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني بصفاقس تنظم وقفة غضب أمام مقر بلدية صفاقس
وكان قد أكد في تصريح لـ"الترا تونس"، الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنّ المنظمات الوطنية والمهنية وجمعيات المجتمع المدني بالجهة، قرروا تصعيد احتجاجاتهم على خلفية تواصل أزمة النفايات بصفاقس.
واعتبر الملولي أنه لا بوادر لانفراج أزمة النفايات في صفاقس، لهذا قرّرت مكونات المجتمع المدني بالجهة تصعيد الاحتجاجات، معددًا الأفكار التي طُرحت، على غرار تنظيم تحركات نضالية من خلال تنظيم مسيرة إلى تونس العاصمة وغلق منافذ المدينة، ومنع مرور الزائرين لجربة التي تستعد لاحتضان القمة الفرنكوفونية.. وغيرها.
- تنديد
وقد اعتبر الفرع الجهوي للمحامين بصفاقس، الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن عدم رفع النفايات بالجهة وتعمد حرقها بطريقة عشوائية يعدّ "جريمة إرهابية"، وفق توصيفه، مؤكدًا أنه "قرر رفع شكاية جزائية بكل من عسى أن يكشف عنه البحث بخصوص ملابسات تراكم النفايات وحرقها بطريقة متعمدة وعشوائية".
فرع المحامين بصفاقس يعتبر حرق النفايات بطريقة عشوائية "جريمة إرهابية" ويقرر رفع شكاية جزائية بكل من عسى أن يكشف عنه البحث
وعبر فرع المحامين بصفاقس، في بيان له، عن "استعداده المطلق للتواصل مع منظمات المجتمع المدني بالجهة لتنظيم وترتيب تحركات احتجاجية سلمية ومسيرة وطنية وعقد ندوة صحفية في الغرض".
وبدورها، عبرت منظمة "أنا يقظ"، في بيان نشرته الأربعاء، عن استنكارها للمقاربة الأمنيّة التي تتناول بها السلط الجهويّة مسألة النفايات في صفاقس وخطاب التّهديد المعتمد من قبل والي الجهة فاخر الفخفاخ لأكثر من مرّة ومطالبته الرئيس بغلق فيسبوك ونعته للمعارضين لسياسة الدولة البيئية بـ "كلاب سوق"، معتبرة أنها "سابقة خطيرة تكشف مرة أخرى التوجهات المعادية لحرية التعبير لمساندي قيس سعيّد المسيرين لأجهزة الدولة"، حسب تعبيرها.
"أنا يقظ": قيس سعيّد يتخفى وراء فشل حكومته والولاّة الذين قام بتعيينهم بنفسه وعليه أن يتحمل المسؤولية ويتخذ حلولًا جذريّة ومستدامة لأزمة النفايات بصفاقس
ودعت المنظمة، في ذات الصدد، الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي قالت إنه "يتخفى وراء فشل حكومته والولاّة الذين قام بتعيينهم بنفسه" إلى تحمل المسؤولية واتخاذ حلول جذريّة ومستدامة تحلّ أزمة النفايات في صفاقس وتأخذ بعين الاعتبار حق المواطنين في بيئة سليمة، وفق نص البيان.
جدير بالإشارة إلى أن الرئيس كان قد استقبل، مساء الأربعاء، وزيرة البيئة التونسية ليلى الشيخاوي بقصر الرئاسة بقرطاج ودعاها فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد للأزمة التي تعيشها صفاقس، وفق بلاغ للرئاسة التونسية، علمًا وأنه لم يجتمع بها منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 على حد ما ذكرته منظمة "أنا يقظ".
- تصريحات والي صفاقس تثير الجدل
وعلى أهمية ملف النفايات بصفاقس، إلا أن والي الجهة فاخر الفخفاخ ما انفك يثير الجدل بتصريحاته التي تخلق ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، آخرها تصريح أدلى به الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، دعا فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد لغلق موقع فيسبوك في تونس تفاديًا للإشاعات.
وقال نشطاء إن والي صفاقس عوض أن يبحث عن حلول تضع حدًا لأزمة النفايات بصفاقس المتواصلة منذ أكثر من سنة، يطالب بغلق فيسبوك لمواراة فشله في إدارة الأزمة، حسب تقديرهم، مطالبين بإقالة الوالي.
وأمام اتساع دائرة الجدل والضغط الذي خلقته التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، نشر الوالي ليلة الأربعاء تدوينة على صفحته بفيسبوك أشار فيها إلى أنه لم يقصد حجب فيسبوك في تونس، وإنما قصد بذلك "أصحاب الصفحات التي لا تحترم مواثيق التواصل والصداقة الافتراضية والذين يبثون الفوضى والأكاذيب ويرددون الإشاعات المغرضة"، على حد ما جاء في نص تدوينته.
لكنها ليست المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات والي صفاقس الجدل، إذ سبق أن قال، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنه سيتوجه لطلب تأمين الجيش لعمليات نقل النفايات إلى الأماكن التي تم تخصيصها لسكبها فيها، مما خلق ضجة وانتقادات واسعة في تونس.
وسرعان ما تراجع عن تصريحه ذلك أيضًا وقال إن مسألة تأمين الجيش لنقل النفايات لم يكن مقترحه هو وإنما طرحته مكونات المجتمع المدني بصفاقس، على حد قوله.