الترا تونس - فريق التحرير
أعلنت أحزاب الجمهوري والتكتل والتيار الديمقراطي عن "دخولها في كيان سياسي جديد ستشارك به في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وتشكيل جبهة سياسية جديدة توحد العائلة الديمقراطية الاجتماعية في تونس". وأضافت تنسيقية الأحزاب الثلاثة أن هذا الكيان سيعمل على "تقديم خطاب سياسي جديد يقطع مع منظومة 2011/2019 وكذلك فترة ما بعد 25 جويلية 2021"، وفقها.
غازي الشواشي: هياكل الأحزاب لم تبت بعد في شكل "الكيان" الجديد مع ترجيح أن يكون انصهارًا بين الأحزاب في شكل حزب اجتماعي ديمقراطي جديد
وأفاد أمين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، السبت 26 مارس/آذار 2022، على هامش انعقاد الندوة الختامية للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي بالعاصمة التونسية، أن "تونس بحاجة إلى مشهد سياسي جديد وخطاب جديد يتماشى والوضع السياسي الذي تعيشه تونس خاصة بعد 25 جويلية 2021"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء التونسية (الوكالة الرسمية).
وبخصوص الشكل الذي قد يتخذه هذا "الكيان" إما في شكل حزب جديد أو تدعيم التنسيقية الحالية بين الأحزاب الثلاثة، أفاد أمين عام التيار الديمقراطي أن هياكل الأحزاب لم تبت بعد في شكل الكيان، مرجحًا أن يكون انصهارًا بين الأحزاب في شكل حزب اجتماعي ديمقراطي جديد بإمكانه استقطاب أطراف أخرى وخاصة الكفاءات الوطنية وفسح المجال أكثر للشباب والمرأة بما يمكن من مجابهة ما أسماه "بالأحزاب الشعبوية الطاغية التي هي في طليعة نتائج سبر الآراء على غرار أحزاب النهضة والدستوري الحر وتنسيقيات قيس سعيّد".
وأكد أن تنسيقية الأحزاب الثلاثة "بحاجة إلى مزيد تعميق تجربتها الأخيرة في اتجاه بناء كيان سياسي جديد يمثل العائلة الديمقراطية والاجتماعية لأن "تونس قبل 25 جويلية وبعدها لا يمكن أن تتواصل على هذا المنوال ولا بد من كيان سياسي قادر على بلورة خطاب سياسي مسؤول وأمين قريب من هموم التونسيين ومشاغلهم الحارقة".
وأشار الشواشي إلى أن الأحزاب الثلاثة تعمل منذ مدة بشكل مشترك في اتجاه المساهمة في المشهد السياسي الجديد قائلًا إنه "لا بد أن تنجح تونس في تكريس المشهد السياسي الجديد وأن يقطع مع المشهد السابق لـ 25 جويلية 2021 وبعده"، واصفًا إياه بأنه "مشهد عبثي وفي اتجاه تدمير الدولة التونسية ومؤسساتها".
اقرأ/ي أيضًا: تنسيقية الأحزاب الديمقراطية تدعو لتوحيد الصف لمنع إجهاض التجربة التونسية
ومن جانبه، قال خليل الزاوية، أمين عام حزب التكتل، أن هذا الكيان السياسي الجديد "يعد منعرجًا هامًا في إنجاح تجميع العائلة الديمقراطية الاجتماعية في تونس". ولاحظ أن الأحزاب بصدد النقاش من أجل تحديد الشكل التنظيمي لهذا الكيان الجديد والعمل على تنسيق المواقف واقتراح برنامج ورؤى سياسية واقتصادية جديدة لتونس تتجاوز ما اعتبره "الشعبوية الحزبية والسياسية التي تعرفها تونس بعد 25 جويلية 2021"، قائلاً إنه "سيتم العمل على استخلاص الدروس والعبر من التجارب السياسية السابقة".
خليل الزاوية: هذا الكيان السياسي الجديد "يعد منعرجًا هامًا في إنجاح تجميع العائلة الديمقراطية الاجتماعية في تونس"
وقد خلصت الندوة الختامية للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي، التي امتدت على أربعة أشهر بتنظيم 8 دورات تكوينية إلى تقديم ورقات سياسية واقتصادية تضمنت جملة من التوصيات والمقترحات.
وتعلقت هذه المقترحات في الجانب السياسي باختيار نظام رئاسي معدل والقطع مع التجارب السياسية ما قبل 2011 ومنظومة الحكم 2011/2019 إلى جانب اقتراح منح المحكمة الدستورية صلاحية إبداء الرأي وإدخال تعديلات على الفصل 80 من الدستور في اتجاه مزيد توضيح مسألة الخطر الداهم.
كما اقترحت الورقة السياسية للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي، الذي أطلقته الأحزاب الثلاثة ،اعتماد نظام العتبة الانتخابية بـ 3 بالمائة من أجل تشكيل مشهد برلماني متعدد وتنظيم تمويل الحملات الانتخابية ومراقبتها.
أما الورقة الاقتصادية فقد نصت على أهمية الاستثمار في اقتصاد المعرفة وتحسين البنية التحتية وتطوير شبكات النقل وإرساء الحوكمة في المؤسسات والمنشآت العمومية علاوة على حسن استغلال الأراضي الدولية وإصلاح المنظومة البنكية، وفق ما نقلته الوكالة الرسمية.
اقرأ/ي أيضًا:
سعيّد: الاستشارة الوطنية "ناجحة" والاستفتاء قائم في 25 جويلية القادم
معارضون لسعيّد يدعون القوى السياسية والمنظمات لتشكيل "جبهة وطنية لإنقاذ تونس"