الترا تونس - فريق التحرير
قال المختص في الاقتصاد آرام بلحاج، الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2023، إنّ البديل الوحيد لتونس في الظرف الحالي هو الحصول على مواد خارجية من العلاقات الثنائية والمؤسسات الدولية المانحة، مستدركًا: "إذا ليست لنا بلدان صديقة ومؤسسات مالية غير صندوق النقد لمنحنا الأموال اللازمة لتمويل الميزانية فإنه ليس هناك أيّ بديل"، وفقه.
آرام بلحاج: "إذا ليست لتونس بلدان صديقة ومؤسسات مالية مانحة غير صندوق النقد الدولي لمنحها الأموال اللازمة لتمويل الميزانية فإنه ليس هناك أيّ بديل"
وأضاف بلحاج، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك" (محلية)، أن الموارد المالية المبرمجة في ميزانية الدولة تقدر بـ15 مليار دينار، وإلى حدود جوان/يونيو المنقضي لم نتحصل إلا على 2.7 مليار دينار حسب أرقام وزارة المالية، فمن أين سنتحصل على بقية الموارد في ظلّ غياب اتفاق مع صندوق النقد الدولي؟".
وفي تعليقه على تصريح وزير الخارجية التونسية نبيل عمار بأنّ تونس لديها بدائل عن صندوق النقد الدولي، قال المختص في الاقتصاد: "عند الحديث عن بدائل يجب أن يكون حقًا لدينا الجرأة لنقول من أين سنأتي ببقية الموارد الخارجية المبرمجة لتمويل الميزانية".
آرام بلحاج: الموارد المالية المبرمجة في ميزانية الدولة تقدر بـ15 مليار دينار وإلى حدود جوان المنقضي لم نتحصل إلا على 2.7 مليار دينار.. فمن أين سنتحصل على بقية الموارد في ظلّ غياب اتفاق مع صندوق النقد؟
وأكد آرام بلحاج أنّ الواقع يفرض أن نقوم بتعديل البرنامج الذي قمنا به وتقدمنا به سابقًا لصندوق النقد، مرجحًا أنّ البرنامج الذي سبق أن تقدمت به تونس وتحصلت على موافقة مبدئية من الخبراء في صندوق النقد الدولي في أكتوبر/تشرين الأول المنقضي لم يعد صالحًا لأنه قائم على فرضيات قديمة.
وتساءل في هذا الصدد: "ما المانع في تعديل البرنامج السابق والتقدم به من جديد إلى صندوق النقد الدولي والتفاوض مجددًا بشأنه"، مشددًا على ضرورة التعامل بواقعية وبراغماتية.
آرام بلحاج: لا بدّ من التعامل بواقعية وبراغماتية فالواقع يفرض أن نقوم بتعديل البرنامج السابق الذي تقدمنا به لصندوق النقد الدولي والتفاوض مجددًا
يذكر أن وزير خارجية تونس نبيل عمار كان قد قال، الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول 2023 في تعليقه على مسألة قرض صندوق النقد الدولي الذي لم تتمكن تونس بعد من الحصول على موافقة مجلس إدارة الصندوق بشأنه، إنّ "قنوات الحوار مفتوحة دائمًا مع صندوق النقد الدولي لكن لتونس خطوط حمراء"، وفق تعبيره.
وأضاف، في مقابلة له مع قناة "روسيا اليوم"، في ردّه عن سؤال ما إذا كانت لدى تونس بدائل عن صندوق النقد الدولي: "أكيد لدينا.. وهناك عمل دؤوب على مستوى الوزارات وهياكل الدولة من أجل الإصلاح"، معقبًا: "ثمار هذا العمل ستظهر وفي الفترة القادمة سيرى الجميع نتائجها"، على حد قوله.
وجاء تصريح الوزير بعد يومين من قول الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الاثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023، أنّ تونس ستعوّل على ذاتها في تمويل ميزانية الدولة.
وقال قيس سعيّد، في كلمة له خلال اجتماع الأمن القومي: "سنعوّل على ذواتنا في دعم ميزانية الدولة دون أن نتنازل أبدًا عن ذرة واحدة من سيادتنا، وليكن هذا واضحًا للعالم كلّه"، وفق تعبيره.
وهي ليست المرة الأولى التي يصرّح فيها الرئيس التونسي بأنّ تونس ستعوّل على نفسها في إيجاد التمويلات ولن تقبل بما أسماها "إملاءات" من صندوق النقد الدولي للحصول على قرض.
وسبق أن اعتبر مختصون في الشأن الاقتصادي، في أكثر من مناسبة، أنّ تونس لن تتمكن من غلق الميزانية دون الحصول على القرض من صندوق النقد، خاصة مع تعذر الحصول على قروض ثنائية مهمة مع دول أخرى إلى حد الآن.