16-مارس-2018

صورة لميناء بنزرت القديم تعود لسنة 1936 (getty)

كشف الموقع الأمريكي المتخصّص لمجموعة "Capitol Intelligence" أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين تتصارع من أجل السيطرة على ميناء بنزرت الاستراتيجي وتحديدًا على من يتولّى من بين هذه الدول تطوير ميناء المياه العميقة في بنزرت القديمة والتحكم فيه، ذلك أنه "ميناء استراتيجي يتوسّط البحر الأبيض المتوسط" كما وصف الموقع، كما تعود أهميته لأنه حلقة الوصل لشبكة الألياف البصرية التي تربط الولايات المتحدة وأوروبا مع آسيا والشرق الأوسط.

تتصارع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصّين من أجل السيطرة على ميناء بنزرت الاستراتيجي

اقرأ/ي أيضًا: كيف كانت بنزرت قاعدة عسكرية "نووية"؟

وذكّر التقرير أن تجسيد الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة لدى الولايات المتحدة عكسه ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لدى استقباله الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في آيار/مايو 2015 بأن تونس باتت في وضع حليف رئيسي من خارج الناتو.

وأضاف التقرير أن ميناء بنزرت أصبح الآن أحد عناوين التنافس المستمر بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على القيادة الجيوسياسية للولايات المتحدة ضد "مبادرة الحزام والطرق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي شهدت توسع الصين في مناطق حساسة من الناحية الاستراتيجية مثل جيبوتي في القرن الأفريقي، وميناء بيرايوس في اليونان العضو في حلف الناتو.

منحت الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2015 تونس صفة حليف رئيسي من خارج الناتو

وبين التقرير أن علي بالاخوة، عضو مجلس نواب الشعب عن نداء تونس، صرح بأنه وجد مجموعة من المديرين الصينيين الذين يمثلون الشركات الحكومية الصينية، يتطلعون إلى الاستثمار في ميناء بنزرت. كما أكد، من جهته، كمال بن عمارة القيادي بحركة النهضة، اهتمام الصين بتطوير ميناء المياه العميقة، وكشف أن الشركات الصينية قدمت بالفعل عرضًا رسميًا لتطوير وتحديث الميناء. وقال الموقع إنه اطلع على "خطاب نوايا" من مجموعة Yuanda التجارية للاستثمارات المالية لتطوير ميناء "الجيل الثالث" في بنزرت.

اقرأ/ي أيضًا: تونس.. وثائق جديدة حول استغلال المستعمر الفرنسي للثروات الباطنية

وكشف المقال، في نفس الجانب، أن إدارة ترامب بدأت تشعر بالقلق من أنه إذا لم تتحرك ببنزرت، فسوف يتم ضربها من قبل الشركات الصينية المرتبطة بالحكومة الصينية كما هو الحال في جيبوتي واليونان. في الأثناء، يقف كل من بالاخوة وبن عمارة خلف الدعوة إلى إعلان توأمة بين مدينتي بالتيمور الأمريكية وبنزرت، من أجل شراكة تهدف لاكتساب المعرفة حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

بدأت إدارة ترامب تشعر  بالقلق من أنه إذا لم تتحرك ببنزرت، فسوف يتم ضربها من قبل الشركات الصينية المرتبطة بالحكومة الصينية 

وإضافة للولايات المتحدة والصين، يوجد منافس ثالث والحديث عن فرنسا، الساعية لتجنب أي تطورات في بنزرت ما قد يهدد الموقع التجاري لميناء مرسيليا في المتوسط. وفي هذا الإطار، قال مسؤول من صندوق الثروة السيادية بسنغافورة الذي يدير ميناء فولتري الإيطالي إن "الفرنسيين يشبهون رجلًا لا يريد أن تتزوج زوجته السابقة أي شخص آخر".

وكشف الموقع أن الشركة الأمريكية Bechtel هي المرجح فوزها بالعقد لإعادة تطوير ميناء بنزرت بدعم مالي من مؤسسة الاستثمار الخاص ما وراء البحار التابعة للحكومة الأمريكية (OPIC). وذكر أنه مؤخرًا في منتدى نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قال الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية المذكورة إنه تمت إزاحة أكبر شركة إنشاءات أمريكية من قائمة الشركات العشر الأولى في العالم وذلك من طرف الشركات الصينية المدعومة من الدولة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وفاة محمد الصيّاح أوفى رجال بورقيبة

"أنا أسكر.. إذًا أنا موجود": من الدوام إلى الحانة