15-مارس-2018

كان محمد الصياح أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في عهد بورقيبة

توفيّ اليوم الخميس 15 آذار/مارس 2018 الوزير الأسبق محمد الصياح عن عمر يناهز 85 سنة، ويعد الصيّاح أحد أبرز رجال أول رؤساء تونس الحبيب بورقيبة وأقربهم إليه حيث كان مؤرخه الشّخصي، كما نعته اليوم رئاسة الجمهورية.

اقرأ/ي أيضًا: 4 نقاط تشابه بين عهدي بورقيبة والسبسي.. فهل يكرر التاريخ نفسه؟

ابن المنستير ومسيرة في اتحاد الطلبة

وُلد محمد الصياح سنة 1933 في بلدة بوحجر في محافظة المنستير، مسقط رأس بورقيبة، ودرس المرحلة الثانوية في معهد الصادقية في تونس العاصمة قبل طرده لموقفه من الاستعمار الفرنسي، فتوجه ليكمل دراسته الثانوية في صفاقس أين تحصل على شهادة الباكالوريا في اختصاص الآداب. ثم نشط في الاتحاد العام لطلبة تونس حيث تولى أمانته العامة بين 1960 و1962.

وُلد محمد الصياح في محافظة المنستير وهي مسقط رأس  الحبيب بورقيبة

مع بزوغ نجمه في اتحاد الطلبة، لفت الصياح انتباه الحبيب بورقيبة ليعينّه كمدير مساعد للحزب الحر الدستوري سنة 1962 وهو لم يتمم الثلاثين من عمره، كما تكفل بإدارة جريدة "العمل" لسان حال الحزب باللغة الفرنسية.

الصياح وزيرًا وسفيرًا ونائبًا

تواصل صعود محمد الصياح ليصبح مدير الحزب سنة 1964 بعد تغيير اسمه إلى الحزب الاشتراكي الدستوري وذلك حتى سنة 1969. ليعود في مرة ثانية كمدير للحزب مع توليه خطة الوزير المعتمد للوزير الأول وذلك طيلة الفترة الممتدة بين 1973 و1980، ليكون أحد أكثر الشخصيات النافذة في تونس.

كان محمد الصيّاح أحد أكثر الشخصيات النافذة زمن أول رؤساء البلاد الحبيب بورقيبة

في الأثناء، تولى محمد الصياح، خلال مسيرته، عديد الوزارات حيث عُيّن في البداية ككاتب دولة للأخبار سنة 1969 ثم وزيرًا للأشغال العامة والرياضة بين 1971 و1973، ثم تولى وزارة الإسكان بين 1980 و1983 قبل أن يتولى وزارة التجهيز بين 1984 و1987 ليلتحق سنتها بوزارة التربية التي لم يمكث فيها إلا ستة أشهر حتى حلّ انقلاب 7 تشرين الثاني/نوفمبر.

كما شغل الصيّاح منصب سفير في أكثر من مناسبة، حيث كان سفيرًا لدى الأمم المتحدة لمدة سنة بداية السبعينات، ثم شغل منصب سفير تونس بروما بين 1983 و1984.

وطيلة هذه السنوات، كان الصيّاح عضوًا بمجلس النواب لأكثر من 15 سنة.

اقرأ/ي أيضًا: في ذكرى الحبيب بورقيبة.. جروحٌ تونسية باقية

إبعاده بعد انقلاب 1987

كان محمد الصياح من أكثر الرجال قربًا لبورقيبة ووفاءً له، بل وعُرف بأنه ابنه الروحي، لذلك عمل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد انقلابه في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1987 على إبعاده من المشهد السياسي خاصّة وأنه تنقل بعض المصادر التاريخية أن الصيّاح كان الشّخصية الأكثر ترشيحًا لخلافة بورقيبة. ليظل الصياح مغيّبًا عن الأنظار طيلة سنوات بن علي.

كان محمد الصياح من أكثر الشخصيات المرشحة لخلافة الحبيب بورقيبة قبل انقلاب 1987

وبينما تعتبر عديد الأصوات أن الصياح هو أحد أهم وجوه دولة الإستقلال وأبرز رجالها، تعتبره، في المقابل، أصوات أخرى خاصة من الحقوقيين والنقابيين بأنه أحد أهمّ الشخصيات المتورّطة في أحداث الخميس الأسود سنة 1978 التي تسبّبت في عشرات القتلى والجرحى.

وكان قد صدر حوله كتاب بعنوان "محمد الصياح، الفاعل والشاهد" وهو عبارة عن محاورات أنجزها الأستاذ الجامعي المولدي الأحمر مع السياسي المخضرم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اتحاد الشغل في تونس.. خلفيات النفوذ ورهان البقاء "فوق الجميع"

تونس.. وثائق جديدة حول استغلال المستعمر الفرنسي للثروات الباطنية