10-يونيو-2019

اندلع حريق بغابة سيدي عمر برواد أتى على نحو 10 هكتارات من المساحات الغابية (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

شهدت مناطق مختلفة من الجمهورية التونسية خلال الأيام الأخيرة مجموعة من الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية. وقد تمكنت وحدات الحماية المدنية بمساعدة عديد الأطراف وجمع من الفلاحين من السيطرة على حريق ضخم اندلع الأحد 9 جوان/ حزيران 2019، في حدود الساعة منتصف النهار، وأتى على أكثر من 200 هكتار من مزارع الحبوب بمنطقة العالية بمعتمدية السرس من ولاية الكاف.

عدنان بوعصيدة (رئيس بلدية رواد): حريق غابة سيدي عمر "مفتعل"

وأفاد شهود عيون لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن الحريق الذي لا تزال أسباب نشوبه مجهولة أتى على 120 هكتارًا تابعة لديوان الأراضي الدولية و80 هكتارًا تابعة لفلاحين خواص. وقد تمكنت وحدات الحماية المدنية مدعومة بسيارة إطفاء تابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية وآلة كاسحة تابعة للإدارة الجهوية للتجهيز و15 جرارًا لفلاحين خواص، من السيطرة على هذا الحريق.

هذا وقد تواترت الحرائق منذ يوم عيد الفطر الموافق ليوم 5 جوان/ حزيران الجاري بولاية الكاف حيث سجّلت إلى حدّ اليوم حوالي 6 حرائق تسبّبت في إتلاف أكثر من 260 هكتارًا موزعة على المعتمديات الجنوبية للولاية. وقد نشب حريق هائل بإحدى مزارع الحبوب بسهول الزوارين أتى على حوالي 20 هكتارًا من الحبوب وذلك إثر اندلاع شرارة من الآلة الحاصدة.

ومن جهة أخرى، اندلع صباح الأحد بغابة سيدي عمر برواد من ولاية أريانة حريق وأتى على نحو 10 هكتارات من المساحات الغابية وعملت الوحدات الأمنية على إخماده باستعمال نحو 5 شاحنات إطفاء و5 شاحنات مخصصة لمقاومة الحرائق الغابية وجرافتين إلى جانب التعزيزات البشرية.

واعتبر رئيس بلدية رواد عدنان بوعصيدة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن حريق غابة سيدي عمر "مفتعل" مؤكدًا وجود ما أسماه "لوبيات" البناءات الفوضوية برواد التي ترفض تحويل الغابة إلى منتزه عائلي وترفيهي وتفضل تقسيمها إلى مناطق نفوذ لإحداث تجمعات سكنية فوضوية وهو ما تعمل البلدية على التصدي له عبر تكثيف عمليات المراقبة وإصدار قرارات الهدم للبناءات التي من شأنها أن تمسّ من حرمة الملك العمومي الغابي.

شهدت ولاية سليانة منذ غرة جوان الجاري حرائق أتت على ما يناهز 238 هكتارًا من المحاصيل الزراعية

أما في ولاية سليانة، عقدت لجنة مجابهة الكوارث، الجمعة 7 جوان/ حزيران الحالي، اجتماعًا بمقرّ الولاية على خلفية الحرائق التي طالت مؤخرًا عددًا من المحاصيل الزراعية بالجهة للنظر في سبل توفير الإمكانيات اللوجستية والبشرية خلال هذه الفترة لتلافي نشوب مثل هذه الحرائق، علمًا وأن ولاية سليانة شهدت منذ غرة جوان/ حزيران الجاري حرائق أتت على ما يناهز 238 هكتارًا من المحاصيل الزراعية وذلك بكلّ من قعفور وسليانة الجنوبية والشمالية وبرقو وسليانة المدينة.

وبيّن المدير الجهوي للحماية المدنية بسليانة العميد عادل العبيدي أنه سيتمّ إحداث مركزين موسميين من أجل حماية المحاصيل الزراعية والثروة الغابية سيتمّ تركيز الأول بمعتمدية بوعرادة لحماية كلّ من معتمديتي العروسة وبوعرادة، أما الثاني سيكون بمعتمدية الروحية لحماية جنوب الولاية.

ودعا العبيدي جميع الفلاحين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة مشددًا على ضرورة تقسيم الأرض إلى قطع صغيرة لمنع انتشار النيران، فضلًا عن مراقبة وصيانة آلات الحصاد وتوفير صهاريج مياه أثناء الحصاد وجرارات مجهزة بمحراث. كما دعا المواطنين ومستعملي وسائل النقل والطرقات إلى عدم إلقاء أعقاب السجائر بالطرقات.

مصدر من الحرس الوطني: الأبحاث بخصوص الحرائق التي نشبت في ولاية سليانة مازالت جارية حيث أن فرضية اندلاعها بفعل فاعل على الأقل في بعضها غير مستبعدة

وفي سياق متصل، أكد مصدر من الحرس الوطني لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني التابعة لمنطقة الحرس الوطني في سليانة تمكنت من القبض على كهل يبلغ من العمر 40 سنة يشتبه في تورّطه في نشوب حريق، مساء الخميس 6 جوان/ حزيران 2019، في منطقة جامة من معتمدية سليانة الشمالية وأتلف مساحة صغيرة من القمح حيث سارع صاحب الصابة بالتدخل لإطفاء النيران قبل انتشارها إلى مساحة أوسع.

وبيّن المصدر ذاته أنه تمّ الاحتفاظ بالأربعيني وما تزال الأبحاث جارية خاصة أن مقرّ سكناه بالقرب من مكان الحريق مشيرًا بخصوص الحرائق التي نشبت في الأيام الأخيرة وأتلفت مساحة هامة من صابة القمح والشعير بسليانة، إلى أن الأبحاث ما تزال جارية حيث أن فرضية اندلاعها بفعل فاعل على الأقل في بعضها غير مستبعدة.

يذكر أن حريقًا كان كذلك قد اندلع بمصب برج شاكير للفضلات بمنطقة سيدي حسين التابعة لولاية تونس يوم 4 جوان/ حزيران الجاري وأتى على ما بين 3 و7 هكتارات من النفايات في تقديرات أولية متباينة، علمًا وأنه يمتدّ على أكثر من 120 هكتارًا.

ورجّح وزير الشؤون المحلية والبيئة في تصريح إعلامي بتاريخ 6 جوان/ حزيران أن يكون ارتفاع حرارة الطقس سببًا في اندلاع الحريق إذ يمكن أن يؤدي انعكاس أشعة الشمس على قطعة صغيرة من البلور إلى انطلاق شرارته الأولى لا سيما مع تصاعد عديد الغازات القابلة للاحتراق من الفضلات العضوية، مبينًا أنه لا يمكن في الوقت الراهن اتهام أي شخص بالوقوف وراءه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كان مقررًا يومي 10 و11 جوان: إلغاء إضراب أعوان الستاغ

عمال حضائر ما بعد 2011 في يوم غضب وطني مفتوح!